البيت الأبيض والبنتاغون يدينان نشر وثائق أفغانستان

اعتبراها تهديداً واضحاً للأمن الوطني الأميركي

TT

أدان البيت الأبيض والبنتاغون نشر وثائق عسكرية سرية عن حرب أفغانستان في صحيفة «نيويورك تايمز» وصحف أخرى وزعها عليها موقع «ويكيليكز» الذي نشرها أمس، أيضا، حسب اتفاق سابق.

وحذر البيت الأبيض من أن نشر هذه المعلومات يعرض حياة الأميركيين للخطر. وقال مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن القومي، الجنرال جيمس جونز، إن «الولايات المتحدة تدين بشدة نشر معلومات سرية من جانب أشخاص ومنظمات بإمكانها وضع حياة الأميركيين وحلفائنا في خطر، وبإمكانها تهديد أمننا القومي».

وأضاف أن «هذه التسريبات غير المسؤولة لن يكون لها أي تأثير على التزامنا الحالي، الرامي إلى تعزيز تحالفنا مع أفغانستان وباكستان، للتغلب على أعدائنا المشتركين، ولدعم تطلعات الأفغان والباكستانيين».

وأيضا، نشر البيت الأبيض ملاحظات لمسؤولين كبار سابقا، أعربوا فيها عن مخاوفهم من وجود علاقات بين أجهزة التجسس الباكستانية ومقاتلين في أفغانستان، كما كشفت وثائق «ويكيليكز». من بينها، مذكرة أصدرها وزير الدفاع روبرت غيتس في 31 مارس (آذار) 2009. ومن نصها: «أن العلاقات بين الاستخبارات المشتركة (الباكستانية) و(جماعات متطرفة) تشكل مصدر قلق جدي لدينا، وسبق أن أطلعنا الباكستانيين مباشرة عليها».

هذا، ولا يزال مصدر التسريب مجهولا. غير أن المشتبه الرئيسي في تسريب معلومات سرية هو جندي أميركي وجهت إليه تهمة إساءة السلوك مرتين لاشتباه في تسريبه شريط فيديو يظهر غارة شنتها طائرات هليكوبتر «أباتشي» أميركية في العراق، وقتل فيها 12 شخصا.

ومن الوثائق التي نشرت معلومات عن اتصالات بين الاستخبارات الباكستانية وطالبان. وتشير وثيقة إلى الرئيس السابق للاستخبارات الباكستانية، حميد غول، في اجتماع في يناير (كانون الثاني) 2009 مع مجموعة متمردين عقب مقتل قائد عمليات «القاعدة» في باكستان الذي كان يعرف بلقب زمراي، أو أسامة الكيني، في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار. وأشارت الوثيقة إلى أن «المشاركين في الاجتماع أعربوا عن حزنهم لمقتل زمراي. وناقشوا خططا لتكملة مهمة زمراي الأخيرة عبر تسهيل حركة آلية مفخخة بعبوة منزلية الصنع من باكستان إلى أفغانستان من معبر خان».

وقالت الصحيفة إنه ليس من الواضح ما إذا كان الهجوم تم. وقالت إنه على الرغم من انتهاء رئاسة غول للاستخبارات الباكستانية عام 1989، «يتكرر ذكر الجنرال غول في الوثائق». وأضافت: «إن صدقت، يستحيل معها ألا يعلم المسؤولون العسكريون والاستخباراتيون الحاليون في باكستان ببعض نشاطاته الواسعة».

وأكد السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة، حسين حقاني، في بيان أن الوثائق تضمنت معلومات غير دقيقة، مضيفا أنها «لا تعكس الواقع على الأرض».

غير أن السيناتور جون كيري، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أكد أن التسريبات «تثير تساؤلات جدية حول حقيقة السياسة الأميركية حيال باكستان وأفغانستان». وقال كيري إن «تلك السياسات في مرحلة حرجة وهذه الوثائق يمكن أن تبرزها، وتزيد من ضرورة التعجيل بإجراء التعديلات الضرورية لتحسين تلك السياسات».

وأكد الجنرال جونز، من دون الحديث عن صحة المعلومات الواردة في التسريبات، أن الوثائق تغطي مرحلة يناير 2004 إلى ديسمبر (كانون الأول) 2009 حينما كان جورج بوش رئيسا. وأشار إلى أن أوباما أعلن في ديسمبر 2009 استراتيجية تقوم على إرسال تعزيزات إلى أفغانستان، وتركز على ملاذات «القاعدة» وطالبان في باكستان.

وقال جونز: «هذا التغيير في الاستراتيجية عالج تحديات في أفغانستان بعد مراجعة دقيقة للسياسات في الخريف الفائت».