الجنرال غول لـ«الشرق الأوسط»: التقارير «مفبركة» مثل أكاذيب غزو العراق

رئيس الاستخبارات الباكستانية الأسبق قدم عرضا مفتوحا للحكومتين البريطانية والأميركية لاستجوابه

TT

قال المدير السابق للاستخبارات الباكستانية ليفتينانت جنرال حميد غول إن التقارير الاستخباراتية المتسربة من الحكومة الأميركية بشأن اتصالاته بقيادات حركة طالبان لا تعدو كونها مجرد أكاذيب حاكتها عقول غير محترفة من أجل تبرير المخصصات الكبيرة التي تُدفع إلى متعهدي استخبارات داخل أفغانستان. وقال حميد غول في مقابلة مع «الشرق الأوسط» يوم الاثنين: «من الممكن أن تكون الاستخبارات الأفغانية زرعت هذه المعلومة الخاطئة من أجل الحصول على أموال من متعهدين غربيين». وأضاف: «من المعروف حاليا أن البنتاغون أعطى عقودا إلى شركات خاصة من أجل تجميع معلومات استخباراتية داخل أفغانستان. وقد خصص البنتاغون مليار دولار من أجل ذلك. وعليهم القيام بشيء لتبرير هذه المخصصات الضخمة للمتعهدين».

وقد ذكرت المئات من الوثائق الأميركية السرية والتقارير الاستخباراتية التي ظهرت من خلال موقع إلكتروني مغمور أكثر من مرة مدير الاستخبارات الباكستانية السابق، وتحدثت عن اتصالات له مع قيادات بحركة طالبان.

ويزعم في التقارير أن حميد غول كانت له علاقات مع طالبان وقيادات أفغانية مسلحة أخرى مثل حكمتيار، كما أنه حاول التقريب بين هذه الجماعات ليشكلوا جبهة واحدة ضد القوات الأميركية في أفغانستان. وتتهم التقارير الاستخباراتية المزعومة حميد غول بالاجتماع مع ممثلين لتنظيم القاعدة داخل المناطق القبلية الباكستانية. وقال غول لـ«الشرق الأوسط» إنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الأميركيون إيذاءه أو إيذاء أسرته. وأضاف غول: «إنهم يتعقبونني أنا وأسرتي منذ وقت طويل. إنهم (الأميركيين) وراء منع إعطاء تأشيرة دخول لدول غربية إلي وإلى أبنائي».

وكان حميد غول على رأس جهاز الاستخبارات الباكستاني في منتصف الثمانينات من القرن الماضي وأشرف على تقديم الدعم العسكري والمالي الأميركي إلى قوى مقاومة داخل أفغانستان إبان كفاحهم المسلح ضد الاحتلال السوفياتي. ويشار إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والاستخبارات الباكستانية عملا إلى جانب بعضهما بعضا داخل أفغانستان عندما كان غول على رأس جهاز الاستخبارات الباكستانية. ولكن بعد تقاعده أصبح غول معاديا لأميركا بدرجة كبيرة وظهر ذلك خلال خطاباته.

وخلال المقابلة، قال غول إن التقارير الاستخباراتية الأميركية المتسربة مجرد أكاذيب مثل الأكاذيب التي ذكرها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن قبل غزو العراق. وقال: «لقد كذبوا بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، ويكذبون حاليا بشأني».

وقال غول إن هذه التقارير الاستخباراتية مفبركة وإنها «محض أكاذيب». وأضاف: «هذه ليست معلومات استخباراتية، فأنا رجل استخبارات وأعرف أن هذه أكاذيب مختلقة وليست معلومات استخباراتية. وهؤلاء المتعهدون الخاصون لا يعلمون شيئا عن جمع المعلومات الاستخباراتية. الشيء الوحيد الذي يعرفونه هو تبرير هذه المخصصات الكبيرة ولذا نجدهم يصدرون هذه التقارير المختلقة».

وخلال المقابلة، قدّم غول عرضا مفتوحا على الحكومة الأميركية والحكومة البريطانية لاستجوابه. وقال: «هذا عرض مباشر إلى الحكومتين، يمكنني القدوم إلى لندن أو واشنطن، ويمكنكم استجوابي ومواجهتي بالأدلة التي تملكونها ضدي».

وأشار إلى أن هذه الدول الغربية تتعقبه هو وأسرته منذ وقت طويل. وأضاف: «خلال العام الماضي، قدمت طلبا للحصول على تأشيرة إلى المملكة المتحدة، ولكن رفض هذا الطلب، وفي مطلع العام الحالي قدمت جواز سفري من أجل تجديد تأشيرة أميركية، ولم يصلني رد حتى الآن. وأنا أقول إن هذا عرض مفتوح وأنا مستعد للذهاب إلى واشنطن أو لندن وهناك يمكنهم توجيه الأسئلة إلي ومواجهتي بالأدلة التي لديهم».

ولكن، أكد غول أنه لن يُجبر على فعل شيء من خلال هذه الوسائل. وقال: «سأستمر في فضح الأميركيين والأعمال الوحشية التي يقومون بها داخل أفغانستان. الأميركيون يواجهون هزيمة في أفغانستان ويبحثون عن كبش فداء». وعندما سئل عما إذا كان ينكر علاقته مع حركة طالبان وقيادات مسلحة أخرى داخل أفغانستان، قال: «تحترمني جميع القيادات الأفغانية من كلا الجانبين، ويحترمني حكمتيار ورباني وعبد الرسول سياف».