علاقة المستقبل ـ الصفدي إلى مزيد من التدهور

مصادر الصفدي لـ«الشرق الأوسط»: التحالف انكسر

TT

بدت الزيارة التي قام بها وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي لرئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب العماد ميشال عون مؤخرا، لافتة في الشكل والمضمون، خاصة أنها تأتي بعد تغيب الصفدي عن مؤتمر تيار المستقبل الذي عقد في البيال السبت الماضي، واتساع الهوة التي فرقت بين الصفدي و«المستقبل» على خلفية الانتخابات الفرعية في المنية - الضنية في يونيو (حزيران) الماضي.

وبدا مستغربا ما قاله الوزير الصفدي من دارة العماد عون من الرابية عن أن «لدى عون القدرة على لعب دور قيادي وأساسي في المساهمة في جمع شمل اللبنانيين والوصول إلى الحلول التي تحفظ وحدة لبنان واللبنانيين. وقد أردت اليوم (أمس) أن أجتمع به للاطلاع منه على رؤيته للحلول المناسبة للوضع الذي نحن فيه».

وما زاد الريبة حول خلاف جذري في الرؤية مع «المستقبل» ما قاله عن توجيه التهم لعناصر في حزب الله باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ قال: «العلاقة التي كانت تربط الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع حزب الله كانت علاقة أخوية أكثر من أي شيء آخر، وتوجيه إصبع الاتهام إلى حزب الله هو موضوع مرفوض أصلا»، آملا أن «تدحض جميع القوى اللبنانية وحزب الله محاولات ضرب وحدة اللبنانيين»، ومشيرا إلى أن «للرئيس سعد الحريري الدور الأوسع والأكبر لتخطي هذا الموضوع».

وفيما بدأ يطرح لبنانيا أكثر من سيناريو للمرحلة المقبلة، من ضمنها تولي الصفدي رئاسة الحكومة المقبلة، تساءل الصفدي: «لمصلحة من التغيير الحكومي؟ لمصلحة إسرائيل؟ لمصلحة من ستتبدل حكومة الوحدة الوطنية؟ على العكس، ففي هذه الظروف يجب التأكيد على حكومة الوحدة الوطنية، وأن عدونا الأساسي والمشترك هو إسرائيل، ويجب التركيز على حل أوضاعنا الداخلية».

وفي وقت استغربت فيه مصادر تيار المستقبل ما قاله الصفدي ووضعته في إطار «المفاجئ»، لفتت مصادر الوزير الصفدي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التحالف مع (المستقبل) انكسر ونحن في مكان آخر»، وقالت: «لا تواصل بيننا منذ الانتخابات الفرعية. حينها تصرفنا بحسب قناعاتنا، فردوا علينا بأسلوب لم يرقنا، لذلك الكرة كانت ولا تزال في ملعبهم، ومن بادر إلى المشكلة فليبادر إلى حلها».

ووضعت المصادر زيارة الصفدي لعون في إطار الجولات التي يقوم بها على القيادات اللبنانية لاستيعاب الشارع وعدم تحويل المحكمة لأداة يومية تبعث التشنج في نفوس اللبنانيين. وأضافت: «نحن نرى اليوم أن العماد عون في موقع يخوله أن يجمع بين اللبنانيين، فعلاقته مع حلفائه من جهة ومع قسم كبير من فرقاء (14 آذار)، من بينهم الرئيس الحريري، من جهة أخرى، تخوله أن يكون خط تواصل مفتوحا فيما بينهم».

وكان الخلاف بين الوزير الصفدي والنائب قاسم عبد العزيز من جهة، وتيار المستقبل من جهة أخرى، طفا إلى العلن مع تبني «المستقبل» ترشيح كاظم الخير لفرعية المنية - الضنية، حينها حصل تصادم في وجهات النظر مع رفض الصفدي هذا الترشيح واقتراحه الأخذ برأي أهالي المنطقة. وتوالت المواقف التصعيدية من قبل الطرفين التي نسفت، على ما يبدو، التحالف السياسي الذي قام بينهما منذ عام 2005.

وأعلن النائب عن كتلة المستقبل أحمد فتفت أن «التواصل بين (المستقبل) والوزير الصفدي محصور حكوميا»، معتبرا أن «التواصل السياسي يجب أن يكون أفضل»، مبديا أسفه لحديث مصادر الصفدي عن «انكسار التحالف».

وعن موقف الصفدي من المحكمة الدولية، قال فتفت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا رأيه السياسي، وهو حر فيه، ونحن في إطار المحكمة الدولية غير معنيين بالآراء السياسية».