إيران تعزز مخافرها على حدود كردستان العراق.. والنازحون يخشون العودة

وفد من منظمة الهجرة العالمية يزور العائلات المشردة من قرى جبل قنديل

كاروان عارف مدير ناحية حاج عمران («الشرق الأوسط»)
TT

أكد مسؤول في حكومة إقليم كردستان أن «القوات الإيرانية ما زالت تحتل جزءا من الأراضي العراقية بإقليم كردستان التي تقدمت إليها قبل عدة أشهر في جبل كودو، وأنها عززت مخافرها الحدودية مؤخرا لمراقبة أمن الحدود» فيما تشتكي العائلات الكردية النازحة التي عادت إلى مناطقها مع الهدوء النسبي على الحدود من اعتداءات القوات الإيرانية عليهم ومصادرة مواشيهم.

وقال كاروان عارف مدير ناحية حاج عمران الحدودية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المناطق الحدودية تشهد هدوءا تاما منذ شهر تقريبا ولم تحدث أي عمليات قصف مدفعي إيراني، أو قصف جوي تركي في المنطقة، ولكننا لاحظنا أن القوات الإيرانية أعادت سيطرتها على القلاع والمخافر الحدودية، وعززتها باستقدام قوات جديدة لمراقبة الحدود، وهذه القلاع تسيطر على المنطقة من الناحية العسكرية بالكامل».

وحول ما إذا كان الهدوء النسبي على الحدود ساهم في عودة العائلات الريفية النازحة قال عارف: «نعم، عاد بعض من تلك العوائل إلى مناطقها السابقة، ولكن ما زال هناك الكثير منها تخشى العودة بسبب تجاربها السابقة مع القصف الإيراني، خصوصا أنه ليس هناك أي ضمان لعدم تجدد القصف على مناطق الحدود رغم جهود حكومة الإقليم بأخذ تلك الضمانات من الجانب الإيراني، ولكن لحد الآن لم نحصل على أي ضمانات بذلك».

وتشتكي العائلات القاطنة في مناطق الحدود من اعتداءات تقوم بها القوات الإيرانية المرابطة هناك، حيث قال الرعاة إن «القوات الإيرانية صادرت مئات المواشي التي ترعى في المنطقة بحجة اجتياز الحدود، وهذا في الوقت الذي ترعى المواشي في مناطق كانت وما زالت مناطق عراقية، وليس هناك أي تجاوز لحدود إيران». وأكد مدير ناحية حاج عمران أنه «بذل جهودا لدى الجانب الإيراني لإعادة 800 رأس غنم صادرتها تلك القوات إلى أصحابها، وطلبنا وقف الاعتداءات عليهم ليتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية والانصراف إلى مصالحهم».

وأكد أكثر من مصدر في الحدود أن «القصف المدفعي الإيراني والجوي التركي تسببا في إلحاق أضرار بالغة بالإنتاج الزراعي الموسمي في قرى الحدود التي تعتمد الأسواق المحلية بكردستان على صادراتها الموسمية من الخضر والفواكه».

ويعزو مدير ناحية حاج عمران أسباب تراجع الإنتاج إلى تداعيات القصف الإيراني المستمر للمنطقة، حيث إن «عددا كبيرا من المزارعين تركوا مزارعهم وبساتينهم هربا من القصف، ومن بقي منهم في المنطقة أهمل رعاية المحاصيل وإروائها بسبب الخوف من استهدافهم من قبل المدافع الإيرانية». وأشار أيضا إلى «أن هناك سببا آخر لتراجع الإنتاج الزراعي وهو انتشار الآفات الزراعية في المنطقة بسبب المواد المنبعثة من القذائف، وإهمال رش المحاصيل بالمبيدات بسبب الخوف من العودة إلى تلك المزارع».

إلى ذلك، بحث محافظ السليمانية الموجود حاليا في الأردن مع مسؤولين في منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة إيفاد لجنة إلى المنطقة لمعاينة أوضاع النازحين، وبحسب المصادر الكردية فقد تلقى المحافظ وعدا من مسؤولي المنظمة بتنظيم زيارة ميدانية إلى المنطقة لتقديم المساعدات الإنسانية للعوائل المهجرة.

ويقدر عدد العائلات النازحة عن قرى جبل قنديل بنحو 850 عائلة نزحت من 400 قرية منتشرة على الحدود العراقية الإيرانية الممتدة من قضاء قلعة دزة بمحافظة السليمانية إلى حدود قضاء جومان التابع لمحافظة أربيل.