السعودية: الطائرة الألمانية بدأت بالتأرجح على بعد 3 أميال من المدرج قبيل تحطمها

مصادر تكشف لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل تحطم طائرة الشحن

TT

روت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مسؤولة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض تفاصيل تحطم طائرة الشحن الجوي التابعة للخطوط الجوية الألمانية، التي شوهدت قبيل تحطمها على بعد 3 أميال من المدرج الثانوي للصالة الملكية في وضع الهبوط، إلا أنها بدأت بالتأرجح خاصة لناحية اليمين.

وأوضحت المصادر أن الطائرة تأرجحت عدة مرات غير أن قائدها عاد وارتفع بها في حدود 7 أمتار بعد أن أوشك جناحها الأيمن على ملامسة الأرض، لتعاود الهبوط مرة أخرى بشدة عن طريق ملامسة مؤخرتها أرضية المدرج وارتفاع مقدمتها، لافتة إلى أنه في ذلك الحين بدأت ألسنة النيران الاشتعال من بين محركات الطائرة الخلفية، في حين أدى ارتطامها العنيف على أرض المطار إلى انشطارها إلى نصفين.

وكانت طائرة شحن ألمانية من طراز MD - 11 التابعة لشركة «لوفتهانزا» تحطمت أول من أمس خلال استعدادها للهبوط في مطار العاصمة السعودية «الرياض»، وأصيب قائدها ومساعده بإصابات جراء الحادث وما زالا يرقدان في المستشفى.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الهيئة العامة للطيران المدني السعودية رفعت بخطاب إلى الجهات الرسمية بهدف طلب استصدار تصريح دخول لفريق تحقيق ألماني طلبته الخطوط الجوية الألمانية نفسها.

وفي السياق ذاته، كشفت المصادر عن وصول ثلاثة مسؤولين من الهيئة العامة للطيران المدني أمس إلى الرياض، قادمين من مدينة جدة لمتابعة مجريات التحقيق في الحادثة، فضلا عن وجود وفد من السفارة الألمانية، والذين عقدوا اجتماعا في غرفة القيادة والتحكم التابعة لمطار الملك خالد الدولي بالرياض.

وفي ما يتعلق بأسباب الحادثة، أفاد المصدر المسؤول بأن جميع المؤشرات تدل على وجود خلل فني بالطائرة.

يأتي ذلك في وقت أوضحت فيه شركة «لوفتهانزا» خلال بيان أصدرته، أمس، أن الطائرة التي تحطمت أول من أمس تم تسليمها عام 1993، قبل أن تنتقل إلى حوزة الشركة عام 2004، مشيرة إلى أنها حتى ساعة وقوع الحادث، كانت الطائرة قد قامت بما يقارب 10.073 عملية إقلاع أنجزت خلالها نحو 73.200 ساعة طيران.

وأكدت الشركة في بيانها أن آخر عملية صيانة شاملة للطائرة (C - Check) كانت بتاريخ 22 يونيو (حزيران) 2009، إلى جانب خضوعها لعملية صيانة من نوع (A - Check) قبيل إقلاعها باتجاه الرياض تماما، مبينة في الوقت نفسه أن طاقم الطائرة تألف من الكابتن الذي يبلغ من العمر (39 عاما) ومساعده البالغ من عمره (29 عاما).

وأضافت: «ما زالت أسباب الحادث قيد البحث والتحقيق، ويتوجه حاليا فريق من خبراء (لوفتهانزا للشحن) إلى الرياض، إضافة إلى أن الشركة تتعاون عن كثب مع السلطات المعنية في الرياض، وستبذل قصارى جهدها للمساعدة في توضيح أسباب الحادث»، موضحة عدم وجود أي تفاصيل أخرى في المرحلة الحالية.

وبالعودة إلى المصدر المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فقد أكد صدور تعليمات تقضي بعدم تحريك أي شيء من الحمولة الموجودة بالطائرة حتى انتهاء التحقيقات، مضيفا: «لا يمكننا تحديد حجم الخسائر حاليا لحين الخروج بالنتائج النهائية من التحقيق».