بيريس وكلينتون ينضمان إلى جهود إقناع أبو مازن بالانتقال للمفاوضات المباشرة

بن أليعازر لاجتماع القاهرة: هناك فرصة حقيقية لتسوية الصراع على أساس المبادرة العربية

TT

قبل يوم واحد من انعقاد اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة، تتكثف الضغوط الأميركية والأوروبية على العرب والقيادة الفلسطينية لإقناعهم بضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وحسب مصادر في تل أبيب فإن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يطلب أن يجربه الفلسطينيون هذه المرة من خلال مفاوضات كهذه، فيما يطلب الغرب منه أن يقدم رزمة خطوات تشجيعية سريعة، بضمنها الانسحاب الإسرائيلي من عدة مناطق في الضفة الغربية وتمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني إلى ما بعد سبتمبر (أيلول) المقبل.

وفي إطار هذه الجهود، يواصل وزير الخارجية الإسباني، ميغيل موراتينوس، لقاءاته في المنطقة، للتأكيد على ضرورة المفاوضات المباشرة باعتبارها «الوعاء الأفضل والأنجع لفحص نوايا الأطراف».

وتوجه وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي، بنيامين بن أليعازر، المقرب من نتنياهو ورافقه في اللقاء الأخير مع الرئيس المصري حسني مبارك، إلى لقاء القاهرة بشكل مباشر، مؤكدا أنه من خلال مرافقته نتنياهو يدرك أن هناك فرصة حقيقية أمام الفلسطينيين والعرب وإسرائيل للتوصل إلى تسوية سلمية على أساس مبادئ المبادرة العربية للسلام، داعيا إلى عدم إضاعة هذه الفرصة.

وانتقد بن أليعازر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على «شروطه المسبقة» للانتقال إلى المفاوضات غير المباشرة وقال: «في استطلاع رأي جرى مؤخرا قال غالبية الفلسطينيين إنهم يعتقدون بأن الرئيس الراحل ياسر عرفات أخطأ عندما رفض عروض إيهود باراك عليه لتسوية الصراع، خلال مؤتمر كامب ديفيد في يوليو (تموز) 2000. ودعا الرئيس عباس أن لا يقترف الخطأ نفسه. كما دعا القادة العرب إلى أن يأخذوا بيد عباس لكي ينتهز الفرصة الناشئة حاليا ويتوجه إلى المفاوضات المباشرة التي يتاح فيها الحوار حول كل القضايا المختلف عليها.

وكان الناطق بلسان الخارجية الأميركية قد كشف في واشنطن أن الإدارة الأميركية تدير حملة إقناع للأطراف الإسرائيلية والعربية حتى تنتقل إلى المفاوضات المباشرة. وأكد أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، اتصلت مع نتنياهو ومع وزيري الخارجية في قطر والأردن في سبيل العمل على دفع هذه المفاوضات. وأن لقاء نتنياهو مع العاهل الأردني، أول من أمس، تم بناء على هذه الجهود.

وكشفت مصادر سياسية في إسرائيل، أمس، أن الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس انضم هو أيضا إلى هذه الجهود وأنه تكلم في الأسبوع الأخير مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين ليقنعهم بأن نتنياهو جاد في التفاوض من أجل السلام وأنه يرى أن الجمود في المفاوضات لا يخدم سوى مصلحة إيران وأذرعها في المنطقة. وأن طهران تعمل جاهدة لإجهاض مسيرة السلام، ولذلك يجب الرد عليها بالتوصل إلى اتفاق.

ويجري بيريس محادثات بهذه الروح أيضا مع القيادة المصرية. وسيسافر إلى القاهرة في مطلع الأسبوع، ليجري لقاء عمل مع الرئيس حسني مبارك حول سبل إنجاح المفاوضات وضمان إنهائها بشكل إيجابي.

من جهة ثانية، يشعر قادة اليمين المتطرف في إسرائيل بأن الجهود الدولية قد تتكلل بالنجاح، وأن المفاوضات المباشرة باتت في حكم المؤكد. ولذلك بدأوا الإعداد لحملة استيطانية بهدف إجهاضها. ولا تقتصر هذه الحملة على المستوطنين المتطرفين وحسب، بل إن عددا من الوزراء في حكومة نتنياهو يشاركون فيها. وفي مقدمتهم نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الذي صرح أمام مراسلي الصحافة الروسية في إسرائيل بأن برنامج الحكومة لتجميد البناء الاستيطاني الجزئي في الضفة الغربية كان برنامجا لمرة واحدة لا يمكن تجديدها وأنه سينتهي في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل، وأن البناء سيتجدد بكثافة ابتداء من اليوم التالي، أي حال انتهاء مدة التجميد.

وادعى ليبرمان أنه قال هذا الكلام بوضوح أمام وزير الخارجية البرازيلي الذي التقاه أول من أمس. وحسب مصدر في الخارجية، فإنه عاد لتكرار الموقف خلال لقائه، أمس، مع موراتينوس. وقال إن من يريد أن يفاوض حول حرية شعبه وإبرام اتفاقية سلام مع عدوه، كما يدعي الفلسطينيون، لا يلجأ إلى التهرب من المفاوضات المباشرة.

وكان ليبرمان قد زار عددا من المستوطنات في الضفة الغربية مع أعضاء كتلته البرلمانية، وهم خمسة وزراء وعشرة نواب. ووعد المستوطنين بالإصرار على استئناف البناء في مستوطناتهم، «حتى لو دخلت إسرائيل في صدام مع العالم».