غموض يكتنف انفجار ناقلة نفط يابانية عملاقة في مضيق هرمز

الأسطول الخامس لـ «الشرق الأوسط»: المضيق لم يتأثر بالحادثة

TT

يكتنف الغموض حادث الانفجار الذي تعرضت له أمس ناقلة نفط خام يابانية أثناء إبحارها في مضيق هرمز، الذي يمر منه 40 في المائة من النفط العالمي، وهو ما تسبب عن إصابتها بأضرار إضافة إلى إصابة أحد الأشخاص بجروح طفيفة.

وكان على متن الناقلة خلال مرورها عبر المياه العمانية في مضيق هرمز حيث المجرى المائي الاستراتيجي في الخليج العربي طاقم من 16 فلبينيا و15 هنديا وكانت تنقل حمولة من النفط الخام قدرها 160 ألف طن.

ولف الغموض الأسباب التي نجم عنها الانفجار الذي أصاب الناقلة العملاقة، ففيما أعلن الأسطول الخامس الأميركي أن أسباب الانفجار ما زالت «مجهولة». رجحت الشركة المالكة للناقلة «ميتسوي أو إس كيه لاينز» المحدودة في بيان تعرض السفينة (إم ستار) لهجوم خارجي، استنادا إلى مشاهدة أحد أفراد الطاقم لوميض في الأفق قبل الانفجار الذي وقع في نحو الساعة 12.30 صباحا بالتوقيت المحلي، في الوقت الذي أكد مسؤول في ميناء الفجيرة الإماراتي، الذي أبحرت إليه السفينة فيما بعد، أن زلزالا تسبب في موجة عنيفة أدت إلى ذلك الحادث، لكن مسؤولا في المركز الوطني للزلازل بالإمارات استبعد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون سبب الحادث حدوث الزلزال.

وقالت ناطقة باسم أسطول البحرية الأميركية الخامس المتمركز في البحرين إن الأسطول عرض مساعدة السفينة بالتنسيق مع «منظمة التجارة البحرية التابعة للمملكة المتحدة» ولكن السفينة امتنعت عن قبول هذا العرض.

وفيما يخص التقارير عن «زلزال» أثر على السفينة، قالت ناطقة باسم أسطول البحرية الأميركية الخامس لـ«الشرق الأوسط»: «لقد رأينا هذه التقارير ولكن لا يوجد لدينا أي معلومات تشير إلى أن ذلك كان له تأثير على السفينة». وأضافت أنه لا يوجد لديها علم بمثل هذا «الزلزال». وحول احتمال أن يكون التفجير نتيجة لعمل تخريبي أو هجوم، قالت: «نعلم أن السفينة إم ستار تعرضت لحادث ما ولكن ليس لدينا معلومات أكثر من ذلك»، مضيفة أن أسطول البحرية الأميركية ينوي مراقبة السفينة ومتابعة تفاصيل الحادث. وشددت الناطقة على أن مضيق هرمز «مفتوح وآمن»، مضيفة أنه غير متأثر بهذا الحادث.

وأوضحت الشركة في بيانها أن الحادث لم يسفر عن وقوع تسرب نفطي وأن الناقلة واصلت الإبحار إلى ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة للفحص.

وذكرت وزارة النقل والسياحة في اليابان أن الناقلة كانت في طريقها من ميناء «جزيرة داس» في أبوظبي إلى ميناء «شيبا» بالقرب من طوكيو في اليابان لتسليم حمولة لشركة «كوزمو أويل» لتكرير النفط.

ومن المستبعد أن ينعكس انفجار ناقلة النفط الخام العملاقة على حركة الشحن في المنطقة، وفقا لكوسالا ويجيسنغه، مدير الأعمال في شركة «وكالة الخليج» للشحن الواقع مقرها في عمان، بحسب «وول ستريت جورنال».

وفي طوكيو، أعلنت وزارة النقل اليابانية في بادئ الأمر أن الطاقم نسب الانفجار إلى هجوم، لكن السفينة قادرة على مواصلة طريقها ولم يتسبب ذلك في أي تلوث. ووقع الحادث الثلاثاء في الساعة 20.30 ت غ، أي ليل الثلاثاء الأربعاء، في المضيق بين إيران وسلطنة عمان على ناقلة نفط لشركة النقل البحري اليابانية «ميتسوي أو إس كاي» وأن أحد البحارة أصيب بجروح وأن السفينة تضررت جزئيا.

وأعلن الأسطول الخامس أن «سبب الانفجار وحجم الأضرار لم يحددا بعد» وأن «التقييم الأولي من صاحب سفينة (ميتسوي أو إس كاي لاينز) يفيد بانتزاع أحد قوارب النجاة من السفينة وتضرر جانبها الأيمن». وأوضح الأسطول الخامس أن طاقم الناقلة أعلن أنه لا يحتاج إلى مساعدة وأن السفينة متوجهة إلى ميناء الفجيرة شمال الإمارات «بوسائله الذاتية للقيام بإصلاحات».

وفي الإمارات، توقع مدير ميناء الفجيرة الكابتن موسى مراد أن «تصل ناقلة النفط اليابانية إلى ميناء الفجيرة بحدود الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم (أمس)». ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن المدير قوله إن «الناقلة كانت تتجه من ميناء الرويس إلى اليابان وعند مرورها بمضيق هرمز تعرضت لموجة عالية نتيجة هزة زلزالية اضطرت بسببها إلى العودة إلى ميناء الفجيرة للتزود بالوقود والتأكد من صلاحيتها قبل إكمال رحلتها إلى اليابان».

لكن وكالة فارس الإيرانية نقلت عن علي أكبر صفائي مسؤول المراقبة البحرية في محافظة هرمزقان الإيرانية المطلة على مضيق هرمز أن «الحريق نجم عن انفجار على السفينة التي تخضع حاليا لمراقبة القوات المتواجدة في المنطقة والطاقم». وقال مسؤول إيراني إن الحادث وقع خارج المياه الإقليمية الإيرانية.

أما وزارة النقل اليابانية فأفادت أن «أحد عناصر الطاقم شاهد بريقا في الأفق في اللحظة التي سبقت الانفجار وأن الشركة تشتبه كثيرا في تعرض السفينة إلى هجوم».

واستبعد خبير في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في الإمارات أن تكون موجة زلزالية هي السبب وراء تعطل ناقلة النفط اليابانية، مشيرا إلى أن آخر هزة أرضية سجلها المركز كانت على الأراضي الإيرانية يوم أمس (أول من أمس) الساعة 10.43 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي قوتها 3.4 ريختر وهي ما تعتبر هزة خفيفة.

وقال خميس الشامسي مهندس الزلازل الأول في المركز لـ«الشرق الأوسط» من المستبعد أن تكون الهزة الخفيفة التي سجلها المركز والبالغة 3.4 ريختر قادرة على توليد موجة تسونامي عاتية تؤثر على ناقلة بهذا الحجم.

وأضاف الشامسي «يوم أمس (أول من أمس) رصدنا هزة مركزها اليابسة الإيرانية بالقرب من مضيق هرمز تبعد بحدود 300 كيلومتر شمال مدينة رأس الخيمة الساعة 10.43 مساء بالتوقيت المحلي قوتها 3.4 حسب مقياس ريختر وهذه الشدة للهزة تعتبر قوة خفيفة» مؤكدا أنه لم يتم رصد أي هزة أخرى بعد هذه الهزة في تلك المنطقة.

ويوضح الشامسي أن استبعاد فرضية أن تكون الهزة قد ولدت موجة تسونامي تأتي من 3 عوامل: الأول هو أن بؤرة الزلزال قد تكون على عمق 10 كيلومترات تقريبا في البحر ومن المستبعد بهذه الشدة الخفيفة أن يولد موجة تسونامي وهي هزة غير محسوسة وأقل هزة يمكن أن تولد هزة تسونامي تحتاج إلى هزة متوسطة.

العامل الثاني يكمن في أن المسافة بعيدة والعامل الثالث هو قوة الهزة وعمق بؤرة الهزة.

ومضيق هرمز الذي تطل عليه دول غنية بالنفط مثل السعودية والكويت والبحرين وقطر يربط الخليج ببحر عمان، ويشكل ممرا استراتيجيا لنقل النفط.