زيادة شكوك الأميركيين في الباكستانيين

البنتاغون يحقق في تأثير وثائق حرب أفغانستان على العمليات العسكرية

جنود القوات الأميركية خلال دورية في ساعات الصباح الباكر بقرية صيدون بوادي ارغنداب جنوب أفغانستان (رويترز)
TT

ليومين متتاليين في المؤتمر الصحافي اليومي للمتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، ركز صحافيون على أسئلة عن العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان على ضوء ما كشفت وثائق «ويكيليكس» في الإنترنت، وهي أكثر من 90 ألف وثيقة من حرب أفغانستان خلال السنوات 2005 - 2009.

وكشفت الوثائق تعاونا بين الاستخبارات المركزية وطالبان. وأثار هذا غضب كثير من السياسيين الأميركيين الذين طلبوا من الرئيس أوباما التحقيق في الموضوع. وأمس، طلب أعضاء في الكونغرس وقف المساعدات عن باكستان حتى تقطع علاقتها مع طالبان. وطلب آخرون تكثيف قصف مواقع طالبان في أفغانستان.

وفي البيت الأبيض، سأل صحافي عن التحقيق في الموضوع، أول من أمس. وعلى الرغم من أن المتحدث أشاد بالعلاقات بين البلدين، فقد قال إن «بعض الاختلافات ربما تحدث من وقت لآخر» وإن البيت الأبيض يبحث فيها «بطرق ودية» مع الحكومة الباكستانية.

وأمس، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقابلة مع الجنرال حميد غول، نفى فيها ما جاء في وثائق «ويكيليكس». وقال إنها جزء من «مؤامرة من البيت الأبيض». وقال إن الحل الأمثل بالنسبة للقوات الأميركية هو الانسحاب من أفغانستان.

وفي الصحيفة نفسها، كتب المعلق ديفيد أغنايتس: «منذ 9 سنوات، عندما بدأت حرب أفغانستان، ظل السؤال: هل نقدر على الاعتماد على باكستان؟» واختتم تعليقه بقوله: «لن تقدر القوات الأميركية على الانتصار من دون قفل قواعد طالبان في باكستان. الآن، يقول كل مراقب إن حرب أفغانستان تسير في اتجاه خطأ.. لهذا، تواجه الاستراتيجية الأميركية مشكلة التعاون مع حليف متردد. لكنه البديل الوحيد بهدف الوصول إلى حل مقبول». من جهته قال الأدميرال مايك مولين، قائد القوات الأميركية المشتركة، «إن أي تعاون بين الاستخبارات الباكستانية وطالبان غير مقبول تماما». غير أنه قال إنه لا يقدر على تأكيد ما جاء في الوثائق، وعلى اتهام الاستخبارات الباكستانية اعتمادا على هذه الوثائق. وأشاد بالتعاون مع العسكريين الباكستانيين. لكن، كرر مولين قلقه على نشر أكثر من 90 ألف وثيقة عسكرية في الإنترنت. وقال إن البنتاغون يحقق في مصدر هذه الوثائق، وفي تأثيرها على العمليات العسكرية. وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن مسؤولين وعسكريين غير أميركيين أيضا انتقدوا ما جاء في الوثائق عن تعاون الاستخبارات الباكستانية مع طالبان. وأشارت إلى تصريحات ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، ومسؤولين هنود في هذا الصدد. وكانت صحف هندية نشرت على لسان مسؤول في الخارجية الهندية دعوة لباكستان لقطع علاقتها مع طالبان. وقال المسؤول: «يجب وقف استعمال أي جزء من الأراضي الباكستانية قواعد لتجنيد وتدريب جماعات إرهابية، ولتوجيه نشاطات إرهابية نحو الدول المجاورة لباكستان».