جنرال أميركي: الانسحاب من أفغانستان سيكون حسب الظروف وليس على حساب البلد

25 قتيلا على الأقل في انفجار عبوة ناسفة بحافلة

TT

أكد الجنرال الأميركي الذي عين قائدا للعمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أول من أمس أن بدء انسحاب القوات الدولية من أفغانستان عام 2011 سيكون حسب الظروف وليس على حساب هذا البلد. وحذر الجنرال جيمس ماتيس الذي خلف الجنرال بترايوس في قيادة القوات الأميركية في العراق وأفغانستان من أن قوات حلف الأطلسي ستواجه «أشهرا من المعارك الصعبة». وقال أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ إن قرار بدء الانسحاب الذي حدد له الرئيس باراك أوباما يوليو (تموز) 2011 سيتخذ «عندما نصل إلى الظروف». وأضاف: «لذلك، فإنه مجرد موعد لبدء عملية، وليس تسليم وضع متأزم». وقد عين الجنرال جيمس ماتيس محل الجنرال ديفيد بترايوس على رأس قيادة القوات الأميركية في العراق وأفغانستان. وما زال تعيينه في حاجة لإقرار مجلس الشيوخ قبل توليه مهام منصبه. من جهة أخرى، اعترف الجنرال ماتيس بأن القوات الدولية فقدت المصداقية في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان في جنوب البلاد. وردا على سؤال عن استياء الأفغان من حكومة كرزاي، اعتبر جيمس ماتيس أن قوات الحلف أثبتت أنها تستطيع استعادة دعم السكان عندما تبقى في المناطق التي استعيدت من طالبان. لكنه أقر بأن «وجود الأشخاص غير المناسبين في مواقع القيادة أساء إلى مصداقيتنا». إلى ذلك، عبر الجنرال ماتيس عن رغبته في دمغ كبار قادة شبكتين رئيسيتين للمتمردين الأفغان بالإرهاب.

وتقاوم شبكة جلال الدين حقاني ومجلس شورى كويتا القوات الأميركية في أفغانستان، ويمكن في حالة وضع قادتهما في القائمة السوداء أن يؤدي ذلك إلى إجراءات عقابية مثل تجميد الأصول. ويرى مؤيدون لهذا الإجراء أنه يمكن أن يبعث برسالة إلى باكستان التي تتعرض لضغوط حتى تلاحق المتمردين داخل حدودها.

وقال الجنرال ماتيس للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «هاتان الجماعتان متورطتان في الإرهاب، وأعتقد أن قادة الجماعتين يجب أن يوضعوا على قائمة وزارة الخارجية السوداء». ورشح ماتيس لتولي القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على جزء مضطرب من العالم يشمل 20 دولة تمتد من مصر عبر الشرق الأوسط كله حتى آسيا الوسطى وجنوبها. ويرأس «مجلس شورى كويتا» الملا عمر وهو ما تبقى من حكومة طالبان الأفغانية التي أطاح بها غزو أميركي لأفغانستان عام 2001 مما اضطرها إلى الهرب إلى باكستان. أما شبكة حقاني فيرأسها جلال الدين حقاني بطل الحرب ضد القوات السوفياتية في الثمانينات وابنه وهي متمركزة بدرجة كبيرة في منطقة وزيرستان الشمالية بباكستان وبعض الأقاليم الأفغانية القريبة. وقال السناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي: «هاتان الجماعتان، وكبار قادتهما، متورطتان بشدة في دعم التمرد المستمر في أفغانستان».

وصرح ليفين بأن وضع هؤلاء القادة في القائمة السوداء يوفر سبلا للحد من تمويلهم وإمداداتهم كما يبعث برسالة إلى باكستان من بين جهات أخرى بشأن قلق الولايات المتحدة الشديد من أنشطتهم المستمرة. وتجددت بواعث القلق مرة أخرى بشأن التزام باكستان بمحاربة المتشددين الذين يقاتلون قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بعد أن سربت هذا الأسبوع عشرات الآلاف من الوثائق السرية للجيش الأميركي. ومن بينها تقارير غير مؤكدة بوجود صلات بين المخابرات الباكستانية والمتمردين.

إلى ذلك، قتل في هرات ما لا يقل عن 25 شخصا وجرح نحو عشرين آخرين صباح أمس في انفجار قنبلة يدوية الصنع من النوع الذي تستخدمه عناصر طالبان، لدى مرور حافلة مكتظة بالركاب في جنوب غربي أفغانستان، على ما أعلنت السلطات المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية. ووقع الانفجار على طريق في إقليم ديلارام في ولاية نمروز. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان أن «قنبلة زرعها أعداء أفغانستان انفجرت لدى مرور حافلة مما أدى إلى مقتل 25 شخصا من الأبرياء». وتعبير «أعداء أفغانستان» تستخدمه السلطات للإشارة إلى طالبان. وأوضح بيان الوزارة أن أكثر من عشرين شخصا أصيبوا أيضا بجروح.