كاميرون في الهند لتشجيع الاستثمارات وتوقيع عقود دفاعية

رئيس الوزراء البريطاني يدعو باكستان لقطع علاقاتها بالمتشددين

كاميرون يرد على الأسئلة بعد خطابه في مقر مجموعة «إينفوسيس» في بنغالور أمس (أ.ب)
TT

بدأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون زيارة إلى الهند أمس غلب عليها الطابع الاقتصادي، إلا أنه تطرق خلالها إلى الوضع الأمني في المنطقة ودعا باكستان إلى قطع صلاتها بالمتشددين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني في خطاب في مدينة بنغالور الجنوبية حيث مركز الصناعة التكنولوجية العالية في الهند: «أريد أن تؤدي علاقاتنا إلى زيادة في النمو الاقتصادي وانخفاض في أرقام البطالة. إنها مهمة للتجارة لكنني أرغب في أن أراها مهمة للوظيفة». وفي دليل على الأهمية التي توليها لندن لهذه الزيارة التي تستمر يومين إلى مركز الإمبراطورية البريطانية السابقة، وصل كاميرون على رأس وفد من الوزراء ورجال الأعمال، بينهم خصوصا وزير الخزانة جورج أوسبورن. وكان كاميرون صرح الأسبوع الماضي أنه يريد «إعادة رسم السياسة الخارجية البريطانية والتركيز مجددا على الجوانب التجارية».

وزار كاميرون مقر «إينفوسيس» أمس، وهي ثاني أكبر مجموعة هندية للمعلوماتية للتصدير، ومجموعة هندوستان للصناعات الجوية «هندوستان إيرونوتيكس ليمتد» (إتش إيه إل). وخلال الزيارة، وقع عقدا بقيمة 779 مليون دولار يتعلق بـ57 طائرة قتالية جديدة للتدريب من طراز هوك من المجموعة الأولى في العالم لصناعات الأسلحة والدفاع «بي إيه إي سيستمز».

ويتعلق العقد الموقع مع «هندوستان إيرونوتيكس ليمتد» بتسليم المواد والخدمات اللازمة لصنع 57 طائرة بامتياز للهند مخصصة لسلاح الجو (40 طائرة) والبحرية (17 طائرة)، حسبما ذكرت المجموعة في بيان. ووقع العقد في بنغالور المدير العام للمجموعة «بي إيه إي سيستمز» غي غريفيث، بحضور كاميرون. وكانت الهند طلبت من المجموعة نفسها 66 طائرة هوك في 2004.

ورحب كاميرون بالاستثمارات التي وظفتها مؤخرا في بريطانيا مجموعات بإدارة هندية مثل «تاتا» والشركة العملاقة للصناعات المعدنية «أرسيلورميتال». لكنه دعا في الوقت نفسه إلى تحرير أسواق الهند الداخلية. وقال: «أود أن تخفضوا الحواجز أمام الاستثمارات الخارجية في قطاعات المصارف والتأمين والدفاع وأن تحصدوا الأرباح من ذلك»، مؤكدا أن اتفاقا عالميا جديدا للتبادل الحر سيكون حيويا.

وتطرق كاميرون إلى الوضع الأمني في المنطقة، حيث شدد على ضرورة أن لا تصبح باكستان قاعدة للمتشددين «تروج تصدير الإرهاب» حول العالم، معتبرا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعتمد على ذلك. وقال كاميرون للصحافيين بعد إلقاء خطابه في بنغالور: «يجب علينا أن نكون واضحين تماما مع باكستان بشأن رغبتنا في أن نرى باكستان قوية ومستقرة وديمقراطية. لن نقبل بأي حال فكرة أن يسمح لهذه الدولة بالنظر في اتجاهين وأن تكون قادرة بأي طريقة على دعم تصدير الإرهاب سواء كان للهند أو لأفغانستان أو أي مكان من العالم».

وتعيش في بريطانيا أقلية كبيرة نسبيا من أصحاب الأصول الباكستانية. وأكد كاميرون أهمية علاقة بلاده بالدولة المسلمة. وقال: «يجب أن تكون علاقة قائمة على رسالة واضحة للغاية ليس من الصواب إقامة أي علاقات مع جماعات تروج للإرهاب. الدول الديمقراطية التي تريد أن تصبح جزءا من العالم المتقدم لا يمكنها أن تفعل ذلك. الرسالة الموجهة لباكستان من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واضحة تماما فيما يتعلق بهذه النقطة». وجاءت تصريحات كاميرون هذه بعد أيام من نشر «ويكيليكس» على موقعها على الإنترنت تقارير عسكرية أميركية سرية تتحدث عن مخاوف أميركية من أن باكستان تدعم سرا مقاتلي طالبان بينما تتلقى مساعدات أميركية بمليارات الدولارات.

ويعكس اختيار الهند من قبل كاميرون، الذي تولى السلطة في مايو (أيار) الماضي، لأول رحلة له إلى آسيا، التأثير المتزايد لهذا البلد في منطقته وقدرته على منافسة خصمه الاقتصادي الصين لاستقبال استثمارات أجنبية. وصرح أوسبورن لصحيفة «صنداي تلغراف» يوم الأحد الماضي «أنه أهم وفد يزور الهند في الأزمنة الحديثة». وتعد الهند في مجموعة الدول الناشئة التي تضم أيضا البرازيل وروسيا والهند والصين إحدى كبرى الأسواق غير المستثمرة بشكل كاف والأكثر قدرة على التكيف الثقافي لشراكات مع مجموعات بريطانية. ويفترض أن يبلغ النمو الاقتصادي للهند 8.5 في المائة في 2010 - 2011.

وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 11.5 مليار جنيه إسترليني (17.7 مليار دولار) العام الماضي.

وقال آر جي جاين أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي إن «زيارة كاميرون إشارة واضحة على أن بريطانيا تغازل الهند. بريطانيا تريد جذب الاستثمارات الهندية الكبيرة. الإنجليز يكافحون أزمة مالية عميقة والاستفادة من استثمارات أجنبية مباشرة من أفضل الوسائل للخروج منها».