عواد: السلام ولبنان يتصدران المباحثات

مبارك تلقى رسالة خطية من أوباما أكد فيها التزامه بحل الدولتين.. وأبو الغيط يتحدث عن تطمينات أميركية للفلسطينيين

TT

أكد السفير سليمان عواد، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن عملية السلام والوضع في لبنان يتصدران أجندة القمة المصرية السعودية التي عقدت أمس في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر. وقال عواد في تصريح له مساء أمس، قبيل وصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مصر، إن العاهل السعودي حرص على أن يستهل جولته التي تشمل دمشق وبيروت والأردن بالتشاور مع الرئيس مبارك. وأشار عواد إلى أن التنسيق مستمر بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين.

وقال عواد في تصريحات له أمس «إن جدول أعمال القمة المصرية السعودية حافل بالكثير من الموضوعات المهمة»، مشيرا إلى أن عملية السلام وجهود دفعها تأتي في بؤرة تركيز هذه المشاورات، وكذلك الوضع في لبنان والعراق والخليج، مع الأخذ في الاعتبار المواجهة بين الغرب وإيران حول الملف الإيراني النووي، والوضع في اليمن، وكل المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية، لكن عملية السلام والوضع في لبنان يتصدران أجندة المشاورات.

وتحدث عواد للصحافيين في منتجع شرم الشيخ أمس عن التزام الجانب الأميركي مجددا بحل الدولتين، وقال عواد «إنه في إطار الجهود الدبلوماسية والسياسية المكثفة للرئيس حسني مبارك لدفع مسيرة السلام تلقى الرئيس مبارك رسالة خطية من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تبعها اتصالان هاتفيان من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون».

وأوضح عواد أن «كل هذه الاتصالات أكدت التزام الجانب الأميركي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين، والتزام الرئيس الأميركي شخصيا بمواصلة جهوده لإطلاق مفاوضات سلام في إطار زمني محدد، وهي كلها مؤشرات نأمل أن تتم متابعتها، وأن يكون هناك توافق عربي دولي على إطلاق مفاوضات جادة في إطار زمني محدد وبمرجعيات واضحة».

وأضاف أن هذا الموقف يؤكد عليه الرئيس مبارك في اتصالاته مع الأطراف الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الطرفين الأساسيين وهما السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل.

وحول زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس لمصر الأحد القادم قال السفير عواد إن المشاورات التي ستتم خلال هذه الزيارة تأتي استكمالا لما أجراه الرئيس مبارك من مشاورات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا.

وأشار إلى أن الرئيس بيريس كان قد زار مصر والتقى الرئيس مبارك ثلاث مرات العام الماضي، وكان أول من عرض فكرة التشاور والتفاوض حول حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية، وأول من استمع إلى رفض الرئيس مبارك لهذا الطرح حيث ذكر الرئيس مبارك للرئيس بيريس ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التفاوض لا بد أن يتم حول حدود دائمة لدولة فلسطينية مستقلة، وذكر أنه لا أحد على الجانب الفلسطيني أو الجانب العربي يمكن أن يقبل بفكرة الحدود المؤقتة.

وأضاف عواد أن الرئيس بيريس يتفهم بالتالي الموقف المصري بشكل تام، وقال إن هناك تطورات كثيرة حدثت خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، وأن الرئيس الإسرائيلي سيصل الأحد القادم ليتم استكمال المشاورات حول أفضل السبل لتهيئة الأجواء المواتية لإطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق مرجعيات واضحة.

ولفت عواد إلى أن الرئيس مبارك استقبل أمس وزير خارجية الأردن الذي أطلعه على نتائج الاتصالات واللقاءات التي أجراها العاهل الأردني أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومؤخرا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).وقال عواد إن كلا من مصر والأردن يعمل مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تهيئة الأجواء المواتية لاستئناف عملية السلام من خلال مفاوضات جادة تبنى على ما تحقق حتى الآن وتفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام يتناول كل موضوعات الحل النهائي الستة، ويتيح قيام دولة فلسطينية مستقلة.

من جانبه، صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي قال فيها إنه جاهز للسلام إذا كان العرب جاهزين لذلك، بأن هناك مواقف ورسائل أميركية تم نقلها للجانب الفلسطيني خلال الأيام القليلة الماضية «وننتظر اجتماع الغد للجنة مبادرة السلام العربية لكي نرى ونستمع لما سيتحدث به الرئيس أبو مازن ومدى التطمينات التي وصلته، وعندئذ نتصور أن لجنة المتابعة سوف تطرح توصياتها للرئيس الفلسطيني».

وردا علي سؤال حول ما إذا كان للقمم العربية واللقاءات الثنائية التي تعقد في الوقت الحالي سقف للتحرك العربي لإحياء عملية السلام، قال «هناك مواقف عربية متفق عليها وتم نقلها للجانب الفلسطيني، وأيضا قام الجانب الفلسطيني بالمطالبة بها»، مضيفا أنه «وصلت إلى الجانب الفلسطيني تطمينات وتأكيدات، وننتظر غدا لنرى ما سيطرحه الرئيس أبو مازن».

وحول ما إذا كانت هذه التطمينات تتعلق بالإطار الزمني العام ووقف الاستيطان ومضمون المفاوضات، قال إنها تتعلق بالإطار العام لأي مفاوضات والعناصر التي تحكم لمستقبل التسوية.

وعما إذا كان سيتم الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة، قال إن «هذا الموقف لا أستطيع أن أتحدث به الآن لأننا يجب أن ننتظر الاستماع إلى أبو مازن واجتماع لجنة المبادرة العربية».