ضجة في إسرائيل: بيريس يرسل رامون لعريقات ناصحا برفض المفاوضات المباشرة.. وثلاثتهم ينفون

نتنياهو: الاستمرار في تجميد الاستيطان يهدد حكومتي

TT

شهدت الساحة السياسية الحزبية في إسرائيل حالة من الغليان طيلة يوم أمس، عقب نشر خبر في الإذاعة الرسمية «شبكة ب» يقول إن الرئيس شيمعون بيريس، أرسل صديقه والوزير الأسبق، حايم رامون أحد قادة حزب كديما المعارض، إلى صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، لإقناعه بعدم رضوخ الفلسطينيين إلى الضغوط والانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

ومع أن الأطراف الثلاثة في هذه الإشاعة نفوا نفيا قاطعا ما جاء فيها، فإنها استمرت تتصدر مقدمات نشرات الأخبار والتقارير اليومية في الصحافة الإلكترونية. وغطت على الخبر الذي نشر في «هآرتس»، ويقول فيه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إنه إذا واصل تجميد البناء في المستوطنات فإن ائتلافه سيتفكك وحكومته ستسقط.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو قال ذلك خلال لقائه وزير الخارجية الإسباني، ميغيل موراتينوس، الليلة قبل الماضية. فقد طلب موراتينوس منه أن يمدد قرار حكومته تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بشكل جزئي ولا يستأنف هذا البناء في 26 سبتمبر (أيلول)، مؤكدا أن الاستمرار في التجميد سيساعد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على الانتقال إلى المفاوضات غير المباشرة. وأضاف أن هذا ليس موقف الرئيس عباس وحده بل رأي الاتحاد الأوروبي كله. فرد نتنياهو على الطلب قائلا: إن تمديد التجميد سيؤدي إلى تفكيك ائتلافه الحكومي وسقوط حكومته وهو لا يرى مبررا لذلك.

وأضاف نتنياهو، حسب الصحيفة، أن الفلسطينيين لم ينتهزوا فرصة التجميد للتقدم في المفاوضات غير المباشرة، بل راحوا يضعون شروطا جديدة للمفاوضات مثل جعل حدود 1967 أساسا لحدود الدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبره «شروطا غير واقعية».

ولكن هذا الموقف، الذي يعتبر عقبة كأداء أمام الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، طمس في غمرة الإشاعة عن لقاء رامون عريقات وتحريضه على حكومة نتنياهو.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، أمس، إن اللقاء جرى في يوم 8 يوليو (تموز) الجاري. وإنها تعتمد في هذا الخبر على شخص ثالث كان يجلس قرب عريقات ورامون في مطعم فندق «أميريكان كولوني» في القدس الشرقية ويدعي أنه قام بتسجيل الكلام بواسطة آلة تسجيل. ونقل هذه الشخص الكلام كما لو أنه يقرؤه من بروتوكول دقيق، فقال: رامون قال لعريقات بكل وضوح إن على الفلسطينيين أن لا ينتقلوا إلى المفاوضات المباشرة، لأن نتنياهو، لن يعطيهم شيئا وسيظل يماطل بلا فائدة وإن من الأفضل للفلسطينيين أن ينتظروا فشل هذه الحكومة وسقوطها وإقامة حكومة بديلة عنها.

فسأله عريقات، حسب هذا الشخص الذي رفض نشر اسمه أو أي تفاصيل عن شخصيته، «باسم من تتكلم معي؟.. هل هي رسالة من طرف ما؟». ورد رامون، الذي يشغل منصب رئيس المجلس العام لحزب «كديما» المعارض والذي كان وزيرا للقضاء والداخلية في حكومات سابقة، بأن من أرسله لهذا اللقاء هو الرئيس بيريس نفسه. وعندما استغرب عريقات ذلك، أضاف رامون، أن هناك طرفا ثالثا يؤيد هذا الرأي. وحسب الإذاعة، قصد رامون بالطرف الثالث إحدى دول أوروبا.

ومع نشر هذا الخبر نفاه بيريس بشكل قاطع وقالت الناطقة بلسانه، أييلت فريش، إن بيريس التقى فعلا مع رامون قبل يوم واحد من لقائه عريقات وإن رامون أبلغ بيريس بأنه سيلتقي عريقات في اليوم التالي ولكن بيريس، المعروف بأنه يؤيد الانتقال إلى المفاوضات المباشرة ويبذل جهودا كبيرة لإقناع العرب والفلسطينيين بذلك، طلب من رامون أن يحاول إقناع عريقات بأهمية الانتقال إلى المفاوضات المباشرة وليس العكس. وأضافت أن «بيريس لا يحتاج لطرف ثالث لكي يتكلم مع عريقات. فهو يستطيع لقاء عريقات متى يشاء وعريقات يستطيع لقاءه متى يشاء. وهو يلتقي مسؤولين فلسطينيين عديدين باستمرار، بينهم عريقات».

ونفى عريقات أن يكون رامون قد نقل إليه رسالة بروح الخبر المذكور. وقال للإذاعة الإسرائيلية: «هذا خبر مختلق وليس فيه أي منطق ويعكس القذارة في اللعبة السياسية الإسرائيلية. فنحن نرفض التوجه إلى مفاوضات مباشرة منذ سنة ونصف السنة، لأننا لا نشعر بأن حكومة نتنياهو جادة ومخلصة لعملية السلام. ولذلك فإننا لم نكن بحاجة إلى رسالة من أحد لهذا الغرض. ومواقفنا تتخذ باستقلالية تامة وليس بدفع من رامون أو غيره».

وأما رامون، فقد أكد أنه يرى بالفعل أن حكومة نتنياهو غير جادة في عملية السلام، سواء أكان ذلك بمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة. وقال إن رأيه هذا ليس سريا، وإنه يتفوه به علنا ولا يحتاج إلى لقاء سري مع عريقات لكي يدلي به. ولكنه نفى أن يكون حمل رسالة من بيريس أو أنه حاول إقناع عريقات بعدم الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. واعتبر الخبر ملفقا ومزورا. وقال: «الرجل الذي تنصت على لقائي مع عريقات، يتمتع بخيال واسع وبأذن انتقائية، وهو يزور ما دار في تلك المحادثة بشكل متعمد أو غير متعمد».