قيادي بائتلاف الحكيم: الضغط الإيراني إن وجد هو قمة الإهانة والاستهانة بالعقل العراقي

مصدر مقرب من المرجعية لـ«الشرق الأوسط»: ستتدخل إذا استمرت الأزمة

TT

أكد حيدر السويدي، عضو الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم أن التدخل الإقليمي في الشأن العراقي «بات مسلما به ولا يمكن لأي سياسي إنكاره»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يخفى لكل متتبع للملف العراقي أن هناك تدخلا خارجيا في الشأن الداخلي للبلاد». وأضاف السويدي، الذي كان يعلق على التصريحات التي نشرتها «الشرق الأوسط» لقيادي في الائتلاف في عددها الصادر أمس جاء فيها أن إيران أبلغت المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة الحكيم والتيار الصدري بأن عليهم قبول ترشيح نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، لرئاسة الحكومة المقبلة «وإن ضربكم على رؤوسكم». وأضاف قائلا: «إن الولاء الذي تمتلكه الأحزاب العراقية لبعض الدول الإقليمية المحيطة بالعراق بات حقيقة لا يمكن أن تنكر، فهناك تأثير من بعض الدول على بعض تلك الأحزاب ولكن هذا التأثير كان على أوجه في بداية سقوط النظام عام 2003 ولغاية عام 2008»، مضيفا: «ولكن بعد فرض القانون بالبلاد وإجراء الانتخابات بات تأثير التدخل الخارجي أقل، وعليه لا يمكن أن تقع تلك الأحزاب خاصة تلك التي تنادي بالشراكة الوطنية تحت الضغط والإجبار من قبل تلك الدول إرضاء لها». ورأى أن إيران إذا صح أنها تتدخل «فإن الأمر يعد قمة الإهانة والاستهانة بالعقل السياسي العراقي من خلال فرض الرأي الأخر على الرأي الوطني»، مؤكدا أن «المجلس الأعلى لا يقبل بمثل هذه الطروحات». من جانبه، قال صالح المطلك، زعيم جبهة الحوار الوطني والقيادي في القائمة العراقية: «إن المعلومات التي سمعناها من المجلس الأعلى تؤكد أنهم لن يرضخوا للتأثيرات الخارجية»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «لا إيران ولا غيرها سوف تستطيع أن تفرض ما تريد على الأطراف السياسية في البلاد»، محذرا من أن «إصرار إيران على أن تكون هي سيد الموقف سوف يواجه برفض شعبي واسع قد يقود إلى انتفاضة شعبية تنسف كل ما جرى منذ الاحتلال وإلى الآن». وحول استعداد زعيم القائمة العراقية إياد علاوي لترشيح بديل لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، قال المطلك: «إن هذا يعود إلى كون العراقية لا تعتبر المشروع الذي تؤمن به مشروعا ذاتيا وشخصيا، وإنها غير متشبثة بشخص ولكنها متشبثة باستحقاقها الدستوري في تشكيل الحكومة»، مضيفا: «وبالتالي فإن العراقية لا تريد أن تحبط الشارع العراقي ولذلك أبدت استعدادها لأن تتنازل عن أشخاص كما تنازلت عن المطلك وغيره لصالح أن يكون المشروع الوطني هو الذي يشكل الحكومة التي يفترض أن تلبي مطامح العراقيين». إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من المرجعيات الدينية في النجف أنها منزعجة من سير العملية السياسية في العراق، وأوضح أنها قد تتدخل في حال عدم وصول السياسيين العراقيين إلى مخرج من أزمة تشكيل الحكومة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفدا من الأمم المتحدة سيزور مراجع الدين قبل الرابع من الشهر المقبل موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن لمناقشة الشأن العراقي. وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم نشر اسمه أن «المرجعية الدينية قد تتدخل في حال عدم وصول السياسيين العراقيين إلى حل لتشكيل الحكومة». وأضاف أن «المرجعية منزعجة من سير العملية السياسية في البلاد رغم النصح والإرشادات التي أعطتها إلى السياسيين»، مؤكدا «هنالك ضغط جماهيري من الشارع العراقي على المرجعيات تطلب منها التدخل ودعوة السياسيين إلى التنازل لكي تسير العملية السياسية بنجاح ويرضى كل الأطراف».