واشنطن تؤكد التزامها بموعد سحب قواتها وتحث بغداد على الإسراع بتشكيل الحكومة

بايدن للقادة العراقيين: عليكم الآن أن تؤدوا مسؤولياتكم وتضطلعوا بمهام الحكم

TT

على الرغم من التأخير في تشكيل حكومة جديدة في العراق، يؤكد مسؤولون أميركيون أنهم يتمسكون بالمواعيد المحددة لسحب القوات الأميركية من العراق، أبرزها موعد نهاية أغسطس (آب) المقبل لإنهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية في العراق وخفض عددها إلى 50 ألف جندي. وتصعد الإدارة الأميركية من جهودها لحث القادة العراقيين على تشكيل الحكومة الجديدة، على أمل أن تشكل قبل موعد سحب القوات الأميركية. وبينما يعتبر مسؤولون أميركيون أنه مستحسن أن تكون الحكومة العراقية قد تشكلت قبل موعد إنهاء العمليات القتالية، إلا أنهم يؤكدون أن عدم تشكيل الحكومة لن يكون عائقا أمام سحب القوات. ومع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تحرص إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على إضفاء جو من التفاؤل حول التطورات في العراق والإبقاء على وعد أوباما الانتخابي بسحب القوات الأميركية من العراق. وحمل نائب الرئيس جو بايدن رسالة تفاؤل حول «النجاح» في العراق أول من أمس مع استقباله وحدة عسكرية أميركية عائدة من العراق، ولكن في الوقت نفسه وجه رسالة إلى السياسيين في العراق حول أهمية الوفاء بمسؤولياتهم والاضطلاع بمهام الحكم مع استعداد القوات الأميركية لإنهاء مهامها القتالية في العراق. وقال بايدن في حفل أقيم في فورت درام بنيويورك «بنهاية عام 2011 ستكون كل القوات الأميركية رحلت عن العراق ويصبح أمنه كله في أيدي حكومته وشعبه». وأضاف أن مليونا من الجنود الأميركيين، منهم ابنه بيو، أرسلوا لمساندة المجهود الحربي في العراق وساعدوا العراق على إجراءات انتخابات ناجحة مرتين. وعلى الرغم من جهود المسؤولين الأميركيين بعدم الإدلاء بتصريحات علنية حول تشكيل الحكومة العراقية، خشية من اتهامهم بالتدخل في الشؤون الداخلية، قال بايدن «الآن يجب على زعماء العراق السياسيين أن يؤدوا مسؤولياتهم ويضطلعوا بمهام الحكم». ويزور نائب وزير الخارجية الأميركية جيكوب ليو العراق حاليا لإجراء اجتماعات مغلقة مع القادة العراقيين لـ«تشجيعهم» على تشكيل الحكومة. وتأتي زيارة ليو بعد زيارة عدد من المسؤولين الأميركيين الآخرين مثل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان ونائبه مايكل كوربن خلال الشهر الماضي للغرض نفسه. ويؤكد مسؤولون أميركيون أنه على الرغم من طول الفترة التي يستغرقها التشاور لتشكيل الحكومة، فإنه كان من المتوقع أن تستغرق العملية أشهرا عدة. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «لقد وضعنا خططنا للانسحاب التدريجي منذ فترة طويلة ولم تكن لدينا أي أوهام حول طول الوقت الذي ستستغرقه عملية تشكل الحكومة، إلا أنه أطول قليلا مما توقعنا». وأضاف: «القادة العراقيون يعملون يوميا حول هذه القضية، ومع بعض الوقت وبعض التشجيع، سيحققون ذلك». وحول الدور الأميركي في تشكيل الحكومة، قال المسؤول: «على العراقيين القيام بهذا، ويجب أن يفهموا أهمية هذه المسألة بالنسبة للشعب العراقي الذي ضحى وخاطر بحياته من أجل التصويت لهم». وتابع أن عملية سحب القوات وانتقال الدور الأميركي من العسكري إلى المدني مستمرة، موضحا: «هناك حكومة حالية نعمل معها إلى حين تشكيل حكومة جديدة وبالطبع نحن نطالبهم بتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن». وتهتم الحكومة الأميركية بإطار الشرعية في تشكيل الحكومة الجديدة وخاصة بأعين الشعب العراقي من أجل استقرار البلاد. وقال المسؤول: «في النهاية، يجب أن تكون العملية عراقية وليست أميركية».

وعلى الرغم من التعثر في العملية السياسية، شدد بايدن على «النجاح» في العراق في خطابه، قائلا للجنود الأميركيين: «مع مساعدتكم، القادة العراقيون وقواتهم الأمنية نجحوا، وهؤلاء الذين سعوا إلى خلق الفوضى وتدمير العراق قد فشلوا». وأضاف: «بعد شهر من الآن، كما وعد الرئيس، عملية الولايات المتحدة القتالية ستنتهي». وتابع مخاطبا القوات الأميركية: «لقد هيأتم القوات العراقية الأمنية لحماية مستقبلهم كدولة سيادية مستقرة ومعتمدة على نفسها، الآن الأمر عائد لهم».