سياسيون أردنيون: التوافق كامل بين السعودية والأردن في قضايا الأمة

خادم الحرمين يصل إلى عمان مساء اليوم قادما من بيروت

TT

يختتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جولته العربية الحالية بزيارة العاصمة الأردنية عمان التي يصلها مساء اليوم قادما من بيروت، ضمن جولة شملت مصر وسورية ولبنان. ويبحث خادم الحرمين الشريفين مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

وقال سياسيون إن العلاقات الأردنية السعودية المتميزة التي تربط البلدين هي نتاج السياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادتا البلدين الشقيقين والحرص الدائم على الثوابت التي تجمع الأمة العربية والإسلامية.

وينظر محللون ومراقبون إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين بأهمية بالغة في تعزيز التعاون بين البلدين على الصعد الثنائية في مختلف المجالات، التي قادت إلى بناء علاقة تشاركية قوية تقوم على المصالح المشتركة المستندة إلى ثوابت راسخة وقوية.

ويؤكد مراقبون ومحللون أن النتائج المرتقبة للزيارة «المهمة» و«التاريخية» من شأنها التراكم على ما وصلت إليه العلاقات خلال الفترة الماضية، سواء على الصعيد الثنائي في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، أو على صعيد المنطقة والإقليم، إذ يحمل البلدان رؤى وتوجهات منسجمة.

وأشاروا إلى أهمية توقيت هذه الزيارة في ظل الحاجة إلى المزيد من تنسيق المواقف إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال نائب رئيس مجلس الأعيان الدكتور فايز الطراونة إن ما يميز العلاقات الأردنية السعودية، فضلا عن العلاقة الأخوية التي تربط بين القيادتين في البلدين، هو التشابه والتقارب التام في مواقفهما إزاء القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأضاف أن التوافق الكامل بين الأردن والسعودية فيما يتعلق بقضايا الأمة واضح وجلي سواء في مؤتمرات القمة العربية أو أي لقاءات تجمع القادة العرب وكذلك الأمر في اجتماعات ومؤتمرات الأمم المتحدة وفي أي من المحافل الدولية الأخرى. وقال: «نحن في جوار طيب جدا»، إن القرب الجغرافي بين المملكتين يلعب دورا مهما في تمتين العلاقات القائمة بينهما. وأضاف: «دائما مرحب في الأردن بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يزور الملك عبد الله الثاني ويشرف الشعب الأردني جميعه، إن هذه الزيارة هي تأكيد على عمق العلاقات الثنائية المستمرة والمتواصلة بشكل يومي».

وبين الطراونة أن النمط السياسي العام للبلدين الشقيقين واضح ومتشابه يتسم بالاعتدال الذي هو عنوان السياسة الأردنية كما هو عنوان السياسة السعودية فلم يعرف عن أي منهما أي تطرف أو غموض في أي محفل عربي أو دولي. وقال إن هذا الاعتدال يصب في مصلحة الإسلام فقد خلقنا الله أمة وسطا، وما تمسك البلدين بالثوابت الإسلامية والعربية إلا لخدمة الموقف الإنساني وكذلك الموقف الإسلامي بشكل عام.

من جانبه قال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران إن هذه الزيارة تأتي لترسيخ العلاقة القوية والمتينة بين البلدين.

وأضاف أنها تهدف إلى مزيد من التنسيق السياسي والاقتصادي بين الدول العربية بشكل عام والمجموعة العربية التي تنتهج سياسات متقاربة حول مختلف قضايا المنطقة خصوصا المتعلق منها بالصراع العربي الإسرائيلي وما يتوجب اتخاذه من تدابير لدعم عملية السلام والوقوف بوجه التهديدات الإسرائيلية ضد سورية ولبنان وأخذ مواقف محددة وموحدة من مختلف هذه القضايا، لافتا إلى أن جولة الملك عبد الله بن عبد العزيز تؤكد أن التقارب مع سورية ضرورة لاستقرار المنطقة ولتمكين العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف من القضايا الساخنة.

وقال إن الزعيمين من المنتظر أن يناقشا عددا من الملفات الهامة المرتبطة بالأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق، وقال إن الأردن له خصوصية في العلاقة مع فلسطين والقضية الفلسطينية مما يدفع دوما نحو استقطاب كافة الزعماء والمسؤولين من الدول العربية والأجنبية نظرا لأهمية الأردن في المعادلة الإقليمية.

وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين وزير الصناعة والتجارة الأسبق العين حمدي الطباع إن الجمعية ترحب بضيف الأردن الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأضاف أن العلاقات التي تربط بين البلدين علاقات تاريخية يسودها الود والتعاون في جميع المجالات ومن ضمنها المجالات الاقتصادية حيث إن حجم التجارة المتبادلة بين البلدين في ازدياد مطرد، ولدينا استثمارات سعودية مهمة في الأردن وإخوة سياح سعوديون يزورون بلدهم الثاني مرحب بهم بين أهلهم دوما.

وقال العين الطباع إن مواقف السعودية تجاه الأردن على مدى السنين كانت دوما مساندة له سياسيا واقتصاديا ولا ننسى موقف الحكومة السعودية في دعم الأردن إيمانا بدور الأردن الذي يقف مع أشقائه الفلسطينيين الذين يعانون أشد أنواع التنكيل من الكيان الصهيوني. وأضاف أن مواقف المملكة العربية السعودية ترجمة لرؤية بعيدة النظر داعمة للأشقاء العرب وخاصة الأردن الذي يكن بالمقابل كل الاحترام والتقدير لها. وقال وزير الإعلام الأسبق العين مروان دودين: تأتي هذه الزيارة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بلده الأردن بعد جولة موفقة إلى الولايات المتحدة وبعض البلدان ذات الأهمية في العلاقات السعودية الخارجية.

وأضاف: «إننا نتطلع بكل حب واحترام لهذه الزيارة الكريمة واثقين بأنها ستكون فرصة سانحة للقيادتين الكريمتين لتبادل الرأي في أهم قضية للعرب والمسلمين وهي قضية فلسطين وما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات تؤدي إلى استئناف جدي لمسيرة السلام وتحتاج من الزعيمين الكبيرين إلى خبرتهما وعلاقاتهما العربية والدولية». وأشار إلى دور البلدين المهم تجاه القيادة الفلسطينية في الموقف الذي تتخذه لا سيما أن هذه القيادة تلتزم حتى اليوم بقرارات القمة العربية وخاصة القرار العربي الشهير في قمة بيروت عام 2002.

بدوره قال عميد كلية الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد المصالحة إن الجوار الجغرافي والثوابت السياسية الأساسية في البلدين داخليا وخارجيا وتوجه القيادتين إقليميا ودوليا أدى إلى تميز العلاقة التي تربط بين البلدين على مدى العقود الماضية.

وقال: «اتسمت العلاقات الأردنية السعودية على مستوى العمل العربي في مؤتمرات القمة ومجالس الجامعة العربية وغيرها من محافل التعاون العربي المشترك بالتنسيق المتواصل، وكذلك الحال على الصعيد الدولي في حضورهما في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها».

من جانبه، قال الوزير الأسبق سامي قموه إن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز تعد استمرارا للتوثيق في العلاقات الثنائية والسعي لمتابعة القضايا التي تهم الأمة العربية والإسلامية، ومواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة وللتشاور وتبادل الرأي في القضايا الهامة العربية والإسلامية.

وأضاف قموه أن «الزيارة استمرار للتواصل الدائم والعلاقة المميزة التي تربط البلدين، مشيرا إلى أن القيادة في البلدين مسكونة بالاهتمام بشجون وهموم الوطن والدول العربية وما تمر به المنطقة من ظرف دقيق يحتاج للتشاور المستمر ومتابعة القضايا التي تهم البلدين والمنطقة».