موسى لـ«الشرق الأوسط»: زيارة خادم الحرمين إيجابية وتدعم لبنان

قال: رسالتنا إلى أوباما تحدد إطار التفاوض المباشر وتؤكد الحل النهائي

خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد يرأسان وفدي البلدين في جولة المباحثات الموسعة في دمشق أمس (واس)
TT

وصف الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان بالإيجابية وتدعم لبنان ضد أي اعتداء، وقال إن القادة العرب الذين يزورون لبنان يتحدثون باسم كل العرب ورغبتهم في دعم واستقرار لبنان.

وكشف في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عن بعض مما ورد في رسالة لجنة مبادرة السلام التي اختتمت أعمالها أمس على المستوى الوزاري وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إننا حددنا مفهوم التفاوض العربي المباشر وغير المباشر، وسلمنا السفيرة الأميركية في القاهرة الرسالة فور انتهاء الاجتماع لنقلها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما. وفيما يلي نص الحوار:

* كيف ترون زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لكل من سورية ولبنان وكذلك زيارة الرئيس الأسد إلى لبنان؟

- أعتقد أن زيارة القادة العرب إلى لبنان عمل إيجابي لتأكيد وقوف كل العرب إلى جانب لبنان، وللتأكيد على أن لبنان ليس وحيدا ولن يترك وحيدا إزاء أي تطورات سلبية أو أي اعتداء، ولذلك أرى في زيارة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد وربما أمير دولة قطر واللقاء مع الرئيس سليمان عملا إيجابيا، ولا شك أن القادة العرب يتحدثون خلال زيارتهم إلى لبنان باسم كل العرب في رغبتهم في دعم لبنان.

* ماذا عن الرسالة التي وجهتها لجنة مبادرة السلام العربية إلى الرئيس أوباما عبر السفيرة الأميركية في القاهرة؟

- بالفعل وجهت اللجنة رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتم تسليم الرسالة فور انتهاء الاجتماع إلى السفيرة لإبلاغها للرئيس أوباما، وتشمل الرسالة الموقف المفهوم للمفهوم العربي للتفاوض، الذي بلورته اللجنة لمسار أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة فيما يتعلق بالمتطلبات اللازم تحقيقها حتى يمكن أن تكون المفاوضات جادة ومنتجة.

والأمر الثاني تحدثنا في الرسالة عن أنها مفاوضات نهائية وليست حلقة أخرى من الحلقات، وأن لها إطارا زمنيا، وأن لها مرجعيات يجب أن تؤخذ في الاعتبار، وأن الأجندة تشمل كل المواضيع، وأننا إذا لم نوفق خلال الشهور المقبلة فنحن على موقفنا في الذهاب إلى مجلس الأمن، وهذا موجود في الوثيقتين، مع وجود آلية لاختصار الوقت، وفى كل الأحوال تحدثنا عن مفاوضات نهائية، سواء سميت مباشرة أو غير مباشرة، قلنا بأنها يجب أن تكون نهائية، لأننا غير مستعدين للدخول في حلقة أخرى مفرغة من مفاوضات وراء مفاوضات وراء مفاوضات وراء مفاوضات، وثالثا قلنا إننا في تعاملنا نتعامل مع الرئيس أوباما – أي – أنه بعث برسالة إلى أبو مازن ونحن بعثنا برسالة من لجنة مبادرة السلام العربية، إنما لسنا في واقع الحديث المباشر مع نتنياهو، وسبق أن ذكرت بعد مباحثاتي مع السيناتور ميتشل أننا لن ندخل في التفاوض المباشر ما لم تأت ضمانات مكتوبة أو تطمينات، وقد جاء خطاب أوباما وبه عدد من الضمانات الإيجابية خلال الرسالة التي بعث بها إلى الرئيس أبو مازن، وهناك أجزاء ناقصة، وعليه جاءت رسالة اللجنة الوزارية للتأكيد على ضمانات بشأنها.

* ما هي هذه النقاط التي جاءت ناقصة أو مفتقدة في خطاب الرئيس أوباما؟

- بعض النقاط، ونريد ضمانات لها وطلبات.

* كيف ترى ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا بأنه جاهز للسلام إذا كان العرب جاهزين، ما هي جاهزية إسرائيل؟

- نتنياهو قال هذا الكلام حتى من سبقه قاله مئات المرات، ولكن الجاهزية تكون للتفاوض حول المضمون والحل النهائي، والنتائج العملية والواقع يتطلب مراقبة ومتابعة المفاوضات نفسها، وما يجري على أرض الواقع، ونقصد أننا نريد مفاوضات غير منفصلة عما يجري على أرض الواقع، أي المفاوضات ونجاحها واستمرارها، وإذا كانت هناك استفزازات وعودة إلى بناء المستوطنات والتوسع فيها هذا يعد قاتلا لأي عملية تفاوضية وأي سلام، كما يعد خرقا خطيرا لأي مفاوضات.

* الرئيس الإسرائيلي يزور مصر يوم الأحد، هل تعتقد أن هذه الزيارات تحمل في مضمونها نوعا من الضغوط لاستئناف المفاوضات المباشرة أم تحمل تطورا في الموقف وتفهما حول السلام؟

- شيمعون بيريس لا يستخدم الضغوط وإنما يتحدث عن المستقبل الوردي وأن إسرائيل تموت عشقا من أجل السلام وأنه يحمل روحا طيبة تفيد بأن السلام موجود على الناصية المقبلة.

* هل تمارس واشنطن ضغوطا على عواصم عربية، وهل هذا يؤثر على السقف العربي المطلوب لإنجاح المفاوضات بالمعنى الذي أرسلته اللجنة الوزارية العربية للرئيس أوباما؟

- كانت هناك اتصالات محمومة بكل المسؤولين العرب من جهات مختلفة حتى يصدر عن هذا الاجتماع قرار بالدخول في المفاوضات المباشرة، والاجتماع لم يصدر عنه قرار بالدخول في المفاوضات المباشرة وإنما صدر عنه رسالة تؤكد أشياء وتستوضح أشياء وتضع على المحك عددا من المتطلبات التي يجب توافرها لضمان جدية أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة.

* هل اتفقت اللجنة على اجتماعات أخرى؟

- اتفقنا على أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم 17 سبتمبر (أيلول) سوف ينظر في هذا الأمر ويضع في الاعتبار ما يكون قد جرى خلال هذه الأيام.