«المستقبل» يعتبر تأجيل القرار الظني افتراضا و«حزب الله» يؤكد أنه ليس «مكسر عصا»

الناطقة باسم المحكمة الدولية: الحكومة اللبنانية ملزمة بالاستجابة لمطالبنا

سعد الحريري لدى استقباله السفيرة الأميركية ميشسل سيسون في بيروت أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

لا يزال السجال بين مختلف القوى السياسية مستمرا في بيروت على خلفية تصعيد حزب الله مواقفه من مضمون القرار الظني المرتقب صدوره الخاص بالمحكمة الدولية.

وفي موازاة ذلك برز أمس موقف لافت للمتحدثة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فاطمة عيساوي، في رد على ما لحق المحكمة من انتقادات لعملها في الفترة الأخيرة، فأشارت إلى أن «تجارب محاكم دولية أخرى أظهرت أن نتائج عمل مثل هذه المؤسسات تتحدث عن نفسها وتناقض مزاعم غير موثقة بالتدخل بشكل عدائي». وأعربت عن قناعتها بأن «هذا سيحدث أيضا مع المحكمة الخاصة بلبنان».

وشددت، في حديث لوكالة رويترز، على أنه «لن يكون مفيدا إضافة المزيد من التكهنات الحالية»، ردا على سؤال بشأن الاتهامات في المستقبل، موضحة أن «مكتب المدعي العام سيصدر لائحة اتهام عند الانتهاء منها». وأكدت العيساوي أن «الحكومة اللبنانية ملزمة بالاستجابة لمطالب المحكمة، وباعتباره شريكا في الحكومة يدعم حزب الله المحكمة من حيث المبدأ». وقالت: «على الرغم من أننا نأمل بشدة ألا يصل الأمر لذلك، فإن غياب أي متهم لن يمنع المحكمة من اتخاذ الإجراءات وفحص الأدلة ضد من قد توجه لهم الاتهامات».

وتعليقا على الدور المرتقب للقمة الثلاثية في بيروت لناحية لجم التوتر حول القرار الظني، أوضح أن «التوتر الذي بدأه حزب الله يحتاج إلى من يوقفه، وهنا دور إخواننا العرب، وخصوصا الرئيس السوري بشار الأسد»، مذكرا بأن «حزب الله هو من بدأ بالتوتير واستبق القرار الظني فيما كان المطلوب انتظار صدوره». واعتبر اندراوس أن طمأنة هواجس حزب الله في موضوع المحكمة تبدأ بـ«لجم التوتر وإدراك كل القوى السياسية بأننا لن ننزل إلى الشارع ولا سلاح معنا». وعما يحكى عن تخوف من فتنة سنية - شيعية عند صدور القرار الظني، لفت إلى أنه «في حال اتهم القرار الظني أسماء من حزب الله أو من سورية فهذا لا يعني أن الطائفة الشيعية قتلت الحريري أو أن الشعب السوري قتله».

وجدد حزب الله، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، التأكيد أمس على أن حزب الله ليس «مكسر عصا ولن يكون طريق العبور لمشاريع الصهاينة التي ستتحطم بإذن الله تعالى ببركة المجاهدين». ورأى أن «القرار الظني الذي يتهم حزب الله بأنه قتل الرئيس رفيق الحريري حلقة من سلسلة تستهدف إضعاف وضرب مشروع المقاومة». وقال: «هذه سلسلة مرت بفتنة ما بعد اغتيال الرئيس الحريري والقرار الدولي 1559، ثم أنتجت عدوان إسرائيل في يوليو (تموز) 2006 بقرار دولي على لبنان وفشل هذا العدوان، فإذا بهم اليوم يفكرون في القرار الظني لاتهام حزب الله علهم يصلون إلى إضعاف الحزب حسب وجهة نظرهم وبالتالي يكون جزءا من سلسلة إضعاف المقاومة». وشدد على أن «هذا القرار الظني هو مشروع فتنة، وهذه الفتنة يصنعها من يتهمنا ومن يضعنا في هذا الموقف زورا وعدوانا».