إجماع لبناني على أهمية الالتزام السوري ـ السعودي بتأمين الاستقرار الداخلي

ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يصف القمة بـ«المهمة جدا»

خادم الحرمين الشريفين يتوسط الرئيسين السوري واللبناني خلال جلسات المباحثات المشتركة (واس)
TT

واكبت القمة الثلاثية السعودية - السورية - اللبنانية مجموعة مواقف داخلية لبنانية مرحبة بزيارة القادة العرب ومشددة على أهمية الالتزام السوري - السعودي بتأمين الاستقرار اللبناني.

ولفت ما قاله في هذا الصدد رئيس كتلة المستقبل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، الذي اعتبر أن «هذه الزيارات بمثابة رسالة مشتركة تفيد بأن سورية والسعودية بلدان معنيان بالسلام والاستقرار في البلد، ولن يسمحا لأي جهة بأن تعبث بأمنه أو أن تعمل على تحويل لبنان مسرحا لأي مغامرة من أي نوع كانت». وعن ارتباط القمة الثلاثية بالقرار الظني المرتقب صدوره من المحكمة الدولية، أجاب السنيورة: «أعتقد أنه ليس صحيحا حصر الأمر بالمحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب، فالمحكمة دولية مستقلة ولا يجب التكهن من قبل أحد بالنتائج من وقت إلى آخر»، لافتا إلى أن «هدف الزيارة هو إعطاء رسالة بشأن المحكمة الدولية كي لا يتم العبث بها من خلال إطلاق التكهنات، ورسائل أخرى تفيد أن البلدين معنيان باستقلال وسيادة لبنان، لا سيما في ظل التوتر الحاصل في المنطقة والناتج عن احتلال إسرائيل للأراضي اللبنانية، وعدم التوصل إلى حل بشأن القضية الفلسطينية، إلى جانب الضغوطات التي تمارس ضد إيران بشأن الملف النووي، وغيرها من المشكلات التي قد تشكل عقبة في طريق عملية السلام في المنطقة».

من جهته وصف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز زيارة الرؤساء العرب بـ«المهمة جدا»، وقال: «سوف تكون مثمرة لاستقرار لبنان ومستقبله، وسوف يساهمون في هذا الخط، وأرحب بصداقتهم تجاه لبنان».

ووضع وزير العمل بطرس حرب هذه الزيارات في إطار «الجهد المشترك السوري - السعودي لمساعدة لبنان على تجاوز حالة التوتر التي يواجهها اللبنانيون في هذه المرحلة»، وأضاف: «ليس غريبا أن يحاول إخواننا العرب التدخل في ظروف حرجة تمر بها البلاد لمساعدة اللبنانيين على تجاوز المحن، لا سيما أن اللبنانيين يواجهون قضية مثل قضية المحكمة الدولية، التي لا يعود فيها القرار إليهم، بل أصبحت في يد المجتمع الدولي، أي العدالة الدولية»، وتابع: «أتصور أن هذه الزيارة تصب في إطار تخفيف التوتر، وفتح مجال التعاون الإيجابي بين اللبنانيين لمواجهة هذه الأمور».

وأعرب وزير الدولة عدنان السيد حسين عن اعتقاده بأن «الزيارات العربية ستساعد لبنان على إيجاد مناخ إقليمي وعالمي لمحاصرة العواصف المحدقة بلبنان وإعادة الهدوء إلينا وإلى المنطقة»، لافتا إلى أنه «عند أي منعطف خطر، تكون الأولوية للاستقرار الذي يشكل الأساس في كل الظروف، وإذا لم يكن هناك من استقرار فلا اقتصاد ولا اجتماع ولا أمن».

وقال عضو كتلة المستقبل التي يتزعمها رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب عمار حوري: «هذه القمة تؤكد أن لبنان هو في حمى منظومة الأمان العربية ومظلة الأمن العربي، لذلك فإن هذه الزيارات وفي هذه اللحظة بالذات، هي دعم لبنان الدولة والحكومة ودعم الاستقرار فيه».

وأكد عضو كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب أيوب حميد، أن «الزيارات العربية إلى لبنان سيكون لها مفاعيل إيجابية على صعيد تجاوز الاشتباكات السياسية الداخلية وتجاوز من يهول على لبنان من حروب نفسية». وقال: «نحن نتطلع كلبنانيين إلى هذه الزيارات لتخطي الصعاب، لا سيما أن الهدف الأساسي منها أن يدرك الجميع أن لا خيار أمامنا إلا قيامة الوطن، وأنه لا يمكن لأحد ولا لأي منطقة أن تكون بمنأى عن ضرر يصيب الوطن».

ورحب رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي بقدوم الرؤساء والملوك العرب إلى لبنان، «في خضم انقسام اللبنانيين» وأضاف: «فلو صدر قرار ظني في قضية اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ليس مبنيا على قرائن وأدلة، لا شك أنه يفجر الأوضاع في لبنان، وهذا التفجير لا أحد يعلم إلى أين تصل امتداداته، لذلك نحن نقول منذ مدة طويلة إن الاستقرار والسلم الأهلي لا أحد يستطيع فرضهما وتوفيرهما إلا معادلة س. س، أي المملكة العربية السعودية وسورية»، مضيفا أن «مجيء الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والرئيس بشار حافظ الأسد للبحث في هذا الموضوع يعطي تباشير خير للشعب اللبناني، وإن شاء الله يستطيعان تأمين وحدة الشعب اللبناني وراء مقاومته لأن هذا هو السبيل الوحيد لنيل الحقوق للبنانيين والفلسطينيين والسوريين وكل العرب».