زيارة ملكية ــ رئاسية استثنائية: الأولى لعاهل سعودي إلى بيروت منذ 53 عاما.. والثالثة للأسد

للملك عبد الله علاقة مميزة بلبنان.. وقصده مرارا لتمضية إجازاته الخاصة

الملك عبد الله والرئيس الأسد لدى خروجهما من الطائرة في مطار رفيق الحريري الدولي أمس (أ.ب)
TT

تسمر اللبنانيون أمس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة الزيارة الاستثنائية المزدوجة لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشار الأسد. وإذا كانت زيارة الملك السعودي إلى بيروت هي الأولى له بعد توليه عرش المملكة، فإن زيارة الأسد هي الأولى له بعد القطيعة السياسية التي بلغت أوجها بين بيروت ودمشق منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير (شباط) 2005.

ويعود الملك السعودي والرئيس السوري إلى بيروت بعد مضي ثماني سنوات، إذ إن الزيارة الأخيرة للطرفين كانت في مارس (آذار) 2002 للمشاركة في أعمال القمة العربية التي انتهت بإطلاق الملك عبد الله، وكان آنذاك وليا للعهد، مبادرة السلام العربية. كما سبق له أن زار بيروت في عام 1998.

وتأتي زيارته بعد مرور أكثر من خمسة عقود على الزيارة الأخيرة لعاهل سعودي إلى بيروت، إذ زار الملك سعود لبنان للمرة الأخيرة في عام 1957. وفضلا عن الدور الرائد للملك عبد الله كـ«عراب للمصالحة العربية»، و«ضامن للاستقرار اللبناني»، على حد تعبير معظم القوى السياسية في لبنان، فإن زيارة الأسد بيروت برفقة الملك السعودي تكتسب أهمية بالغة الدلالات، بعد التوتر الذي ساد العلاقة اللبنانية - السورية منذ عام 2005.

وعلى الرغم من أهمية النفوذ السوري في لبنان في الفترة السابقة لعام 2005، فإن الأسد لم يزر بيروت إلا مرتين منذ توليه سدة الرئاسة في سورية بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد في عام 2000. ففي عام 2002، وقبل 24 يوما من مشاركته في أعمال القمة العربية في 27 مارس، زار الأسد بيروت تلبية لدعوة وجهها إليه نظيره اللبناني العماد إميل لحود في 3 مارس وعقدا قمة ثنائية في القصر الرئاسي في بعبدا، ترأسا بعده اجتماعا للمجلس الأعلى اللبناني - السوري.

وتأتي زيارة الأسد إلى بيروت بعد الانتقال من مرحلة التركيز على الدور السوري في جرائم الاغتيال التي شهدها لبنان منذ فبراير (شباط) 2005، إلى مرحلة الاشتباه بتورط عناصر من حزب الله، الذي وصف القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية بمشروع فتنة. وكانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري، بدأت مع الجانب السوري مسيرة إصلاح العلاقة الثنائية وإعادة بنائها وتنقيتها من الشوائب التي اعترتها في الفترات السابقة.

وتتوج زيارة الأسد أربع زيارات قام بها الحريري منذ ديسمبر (كانون الأول) 2009 أدت إلى طي صفحة من العداء بين الطرفين، كما تعقب الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان إلى دمشق في الخامس عشر من يونيو (حزيران) الماضي.