الطرقات تمتلئ بلافتات ترحيب بخادم الحرمين والرئيس السوري

انتشرت لافتات ترحيب في أرجاء بيروت مرحبة بعضها بـ«ملك الإنسانية» وبـ«الدكتور السوري»

صورة عملاقة للملك عبد الله بن عبد العزيز في وسط بيروت بجانب جامع الأمين حيث قبر الرئيس الأسبق رفيق الحريري (رويترز)
TT

ترافقت القمة الثلاثية السعودية - اللبنانية - السورية التي انعقدت في بيروت مع انهماك لبناني غير مسبوق بدأ منذ أيام وتصاعد حتى بلغ ذروته يوم أمس مع وصول القادة العرب إلى القصر الجمهوري في بعبدا. وليس أدل تعبيرا عن ذلك من عجز المصورين عن التقاط صورة جماعية للقادة الثلاثة عند دخولهم من بوابة القصر الرئيسية، حيث تجمهر أكثر من 100 صحافي لبناني وعربي لنقل الحدث الاستثنائي الذي رافقته تدابير استثنائية.

فازدانت الطرقات اللبنانية، التي سلكها الوفدان الرئاسي والملكي، بأعلام البلدان السورية والسعودية والقطرية التي تداخلت مع أعلام الجيش اللبناني التي رفعت بمناسبة عيده الـ65 الذي يحتفي به يوم الأحد المقبل. أما اللافتات التي علت مرحبة بعضها بـ«ملك الإنسانية» وبعضها الآخر بـ«الدكتور السوري»، لم تخل من مضامين ورسائل سياسية، خاصة تلك التي توجهت للرئيس السوري والتي قالت «مرحبا بكم بين أهلكم»، «أهلا وسهلا في بيتكم».

وفي إطار مواكبتها للحدث الاستثنائي لفت «الشرق الأوسط» رفع الصور العملاقة لخادم الحرمين الشريفين في المناطق اللبنانية المحسوبة على تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري وفي مناطق قوى 14 آذار، وقد قابلها رفع للأعلام السورية ولصور الأمير القطري في المناطق المحسوبة على قوى الثامن من آذار. وامتدت على طول طريق المطار وفي القرى الجنوبية المحسوبة على حزب الله سلسلة من اللافتات الشاكرة لقطر في وقت تلألأت الأعلام القطرية وبمختلف الأحجام، علما أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي وصل إلى بيروت مساء أمس، يقوم بجولة جنوبية اليوم.

ونفذت القوى الأمنية اللبنانية ومنذ ليل أول من أمس انتشارا واسعا، وخاصة في المناطق التي سلكها الموكبان الرئاسي والملكي، بدءا من طريق المطار حتى جسر سليم سلام، فالأشرفية والحدث والحازمية وصولا لبعبدا. ولوحظ أن تدابير أمنية غير مسبوقة واكبت الزيارة، فانتشرت عناصر شرطة السير وبكثافة، مانعة السائقين من ركن سياراتهم على جوانب الطرقات قبل أكثر من 12 ساعة من القمة.

زحمة الشارع اللبناني رافقتها زحمة مماثلة في أروقة القصر الرئاسي، حيث لفت عدد الوفد الإعلامي السوري الذي فاق العشرات والذي وصل باكرا يتفقد وسائل الاتصال من هواتف وإنترنت. وقد لاقى الوفد ترحيبا لبنانيا حارا خاصة من قبل العاملين في القصر الجمهوري. وتقاطر مراسلو القنوات الفضائية لتغطية الحدث الذي أراد رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط أن يكون أول المشاركين فيه، فوصل عند نحو الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر إلى القصر الجمهوري قبل حتى وصول الزوار الكبار إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وانعكس التأخير الذي طرأ على جدول أعمال الزيارة مللا في صفوف المدعوين للمشاركة في الغداء الجامع الذي ضم أكثر من 250 شخصية لبنانية، عربية ودبلوماسية، توافدوا قبل أكثر من ساعتين من وصول خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري، فكانت فرصة للقاءات جانبية بين حلفاء وخصوم السياسة اللبنانيين الذين تركوا خلافاتهم جانبا في انتظار ما سينتج عن القمة.

وبينما احتج الصحافيون المحليون والأجانب على منعهم من الاحتكاك بزوار القصر لنقل الوقائع ومحاولة رسم صورة للأجواء المحيطة بالقمة، بحث بعض النواب عن أهل الصحافة سعيا لتمرير رسائل سياسية تواكب لقاءات القادة. فقطعت النائب عن «القوات اللبنانية» التي يتزعمها سمير جعجع، ستريدا جعجع المسافات لتحتج على الخطأ البروتوكولي بعدم توجيه دعوة لجعجع ولتقول: «بناء الأوطان والترحيب بضيفنا الكبير الملك عبد الله دفعنا لتخطي الشكليات. الحدث كبير ومن واجبنا المشاركة فيه». من جهته، أعطى النائب عن كتلة المستقبل عقاب صقر أكثر من 10 أحاديث صحافية خاصة كشف فيها عن إتمام «تسوية كبرى وإرساء أسس التهدئة والوفاق».