قيادات قبطية منقسمة حول تعداد المسيحيين في مصر مقارنة بالأغلبية المسلمة

ناشط مسيحي لـ«الشرق الأوسط»: الإحصاء يحتاج لحكم أجنبي أسوة بمباريات الأهلي والزمالك

TT

فيما بدا أنه جدل بين قيادات قبطية حول تعداد المسيحيين في مصر مقارنة بالأغلبية المسلمة، قال الناشط القبطي ممدوح نخلة الذي يطالب الأمم المتحدة بالإشراف على إجراء إحصاء لمعرفة عدد المسيحيين في مصر مقارنة بعدد المسلمين، إن الأمر يحتاج لحكم أجنبي لإعطاء إحصاء دقيق عن العدد، أسوة بمباريات «الأهلي والزمالك».

ورد كاهن كنيسة مار جرجس، القمص صليب متى ساويرس، الذي يشغل عضوية المجلس الملي، بالرفض لفكرة الاستعانة بالخارج لتحديد عدد الأقباط في البلاد، لأن الكنيسة تعلم عدد المسيحيين الفعلي بمصر الذي قال إنه 18 مليون مسيحي تقريبا، لافتا في تصريحات لوسائل إعلام محلية «إننا مصريون وطنيون، لسنا أقلية أجنبية حتى نستعين بالخارج، ونرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية».

ويقول محللون إن مسألة تعداد الأقباط مقارنة بالمسلمين تظهر على فترات بمناسبة وقوع أحداث عنف بين الطرفين أو اقتراب موعد انتخابات البرلمان أو الرئاسة. ورغم هدوء العلاقة بين الجانبين، إلا أن مناوشات تقع بين الأقباط والمسلمين بين حين وآخر، بسبب نزاع على أراض، أو بناء دور عبادة، أو الزواج. وعقب حوادث وقعت في السنوات العشر الأخيرة، دعا ناشطون أقباط في مظاهرات بالكنيسة لتدخل الولايات المتحدة للضغط على الحكومة المصرية، باعتبارهم أقلية غير قادرة على الحصول على مزيد من الحقوق في بناء كنائس وتولي مناصب كبيرة في الدولة.

ويقول نخلة إن تبيان التعداد الفعلي للأقباط يعطيهم الحق في بناء كنائس وتقلد وظائف عليا بالدولة بناء على هذه النسبة. ورفض قيادي في الحزب الحاكم الطرح الذي ذهب إليه نخلة، ورفض التعليق على الموضوع قائلا إنه محاولة لاستثارة الفتنة، ليس بين الأقباط والمسلمين، بل بين الأقباط أنفسهم.

ويحظر الدستور المصري التفرقة بين المواطنين على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية. كما تعلن أجهزة الإحصاء الرسمية عدد المواطنين إجمالا من دون تفرقة بين الديانات. ويوجد في مصر، إلى جانب الأغلبية المسلمة والمسيحيين، عدة آلاف من البهائيين، وعدد أقل من اليهود وديانات أخرى. وعما إذا كان اقتراحه إشراك لجنة دولية لإحصاء عدد الأقباط في مصر يعطي انطباعا بأنهم أقلية وليسوا من نسيج الشعب، قال نخلة إنهم «أقلية على أي حال.. وهذا ليس ذما ولا إهانة».

وعن دعوته للاستعانة بلجنة دولية لإجراء تعداد للأقباط وتفسيرها من البعض بأنها دعوة للتدخل في شؤون بلاده الداخلية، أوضح نخلة قائلا «من وجهة نظري هذا ليس تدخلا في شؤون مصر.. لأننا أحيانا في مصر نستعين بحكام أجانب للتحكيم بين فريقين مصريين لكرة القدم على أرض مصرية»، معتبرا أن «الأقباط والمسلمين بمصر كفريقي الأهلي والزمالك»، وأضاف «حين يستعين الأهلي والزمالك بحكم أجنبي للتحكيم في مباراة بينهما، لا أحد يستنكر استعانتهما بالحكم الأجنبي».

وعن الغرض الداعي لتعداد فئة من فئات الشعب المصري، قال نخلة «فليتم عد الطرفين، الأقباط والمسلمين.. لا مشكلة، لكن ينبغي أن يكون إحصاء دقيقا، بدلا من أن يقول البعض إن عدد الأقباط أربعة ملايين أو خمسة ملايين فقط»، معربا عن اعتقاده أن الوصول لعدد دقيق للجانبين يسهم في الحد من اللغط عن عدد الأقباط، و«منع الفتنة ومنع المزايدات، لأن هناك من يزيد في عدد الأقباط ومن ينقص فيه، وهذا ليس من جانب الدولة بل من جانبنا نحن».

وقال نخلة إن تقدير الكنيسة لعدد الأقباط بأنه 18 مليونا «يعتبر عددا كبيرا جدا.. أنا أقول عشرة ملايين فقط». وأضاف أن «الكنيسة تملك إحصاء بالطبع، لكن يمكن أن تكون هناك بعض الأخطاء، نتيجة لعدم وجود مختصين في التعداد.. ولذلك أقول بلجنة دولية لمراجعة المواليد والوفيات، وتشرف على الإحصاء»، مشيرا إلى أن مركزه الحقوقي لم يتلق ردا على ما أرسله إلى الحكومة بهذا الشأن.