أهالي الأعظمية لـ «الشرق الأوسط»: «القاعدة» تتركز في شارع الأخطل.. وتستغل العاطلين

مصدر أمني: أحد منفذي هجمات الخميس محام

TT

أعلن مصدر أمني عراقي، أمس، أن كاميرا مراقبة خاصة صورت العملية التي نفذها أول من أمس عناصر في تنظيم القاعدة ضد نقاط تفتيش للجيش في منطقة الأعظمية شمال بغداد وأسفرت عن مقتل 16 شخصا بينهم ثلاثة جنود احترقت جثثهم.

وقال المصدر، الذي رفض كشف هويته: «عثرنا على كاميرا مراقبة مثبتة على محل تجاري في المنطقة، فيها تسجيل كامل للعملية التي تظهر مسلحين يهاجمون حاجزا للجيش ويطلقون عليه النار من أسلحة كاتمة للصوت ويزرعون عبوات ناسفة ثم يحرقون جثث الجنود»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية، تظهر اللقطات التي تقوم السلطات الأمنية بفحصها، تحركات المسلحين وهم يقتلون عناصر الجيش بدم بارد بعدما سيطروا على الشارع نحو عشر دقائق، ثم يقومون بصب الزيت على جثثهم ويحرقونها، وفق المصدر نفسه. وتابع المصدر: «بعدها، قاموا بنصب عبوات ناسفة على الطرق المؤدية إلى موقع الحادث، ثم وضعوا راية ما يسمى (دولة العراق الإسلامية) (ائتلاف بقيادة «القاعدة») قرب الجثث، قبل أن يلوذوا بالفرار». وأكد أن «اثنين على الأقل من المسلحين، الذين ظهر أن عددهم بين 10 و15، وقعا بالفعل في أيدي القوات الأمنية»، مشيرا إلى أن أحدهما يعمل محاميا.

وحسب أهالي الأعظمية، الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، فإن «شارع الأخطل» هو معقل «القاعدة» في المنطقة واستغربوا شمول جميع أهالي المنطقة بالمداهمات والاعتقالات وهم لا علاقة لهم بالأمر لا من قريب ولا من بعيد. ومما يعقد الوضع تهديد عناصر الصحوة منذ فترة بأنهم سيعودون للانضمام إلى «القاعدة» إذا لم يحصلوا على مرتباتهم المتأخرة منذ خمسة أشهر وإذا لم يمنحوا الفرصة للدفاع عن منطقتهم بالتفاهم مع القوات الأمنية التي تطردهم من أماكنهم، حسبما أكد أحدهم.

ويؤكد شخص آخر من أهالي الأعظمية أن المسلحين بدأوا باستغلال بعض شباب الأعظمية من حملة الشهادات الجامعية ممن لم يجدوا عملا في دوائر الدولة باستخدامهم في بعض العمليات لقاء مبالغ معينة.

إلى ذلك، أكد طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، أن الوضع في الأعظمية يدعو إلى القلق. ورفض الهاشمي في تصريح له، أمس، سياسة «العقاب الجماعي» التي تتعرض لها مدينة الأعظمية، قائلا: «إذا كان هناك بعض المجرمين والإرهابيين تعدوا على نقطة سيطرة فلا ينبغي أن يدفع سكان الأعظمية ثمن ما حصل، فضلا على ما يعانونه من ظروف صعبة أصلا كبقية المواطنين العراقيين».

من جانبه، أكد اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، أن عمليات الدهم والتفتيش وإلقاء القبض تمت على خلفية أحداث يوم الخميس، وقد تم إلقاء القبض على 50 شخصا بين مشتبه فيه ومتهم، كما تم العثور على أكداس من الأسلحة والمعدات، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الطريق الرئيسي في ساحة عنتر قد تم افتتاحه ذهابا وإيابا وكان سيتم افتتاح جميع الطرق مساء أمس. وحول الاستفزازات التي يتعرض لها أهالي الأعظمية من قبل القوات الأمنية، قال عطا: «في أي عملية تحدث، هناك بعض الخروقات الفردية من ضابط أو منتسب وتتم معاقبة القائم بها أشد عقاب».

وتحدثت مصادر أمنية عن اعتقال ضابط رفيع في الجيش العراقي ومسؤولين آخرين عن حماية الأعظمية بهدف التحقيق معهم حول أسباب وقوع الهجوم. وعثرت قوات الجيش على إحدى السيارات التي استخدمت لتنفيذ العملية وداخلها قنابل صوتية ومنشورات تابعة لـ«دولة العراق الإسلامية» تحض على العنف. وبحسب مصادر أمنية، فإن السيارة تعود إلى مواطن تم اغتياله قبل ثلاثة أيام في منطقة البلديات (شرق بغداد). وخضعت منطقة الأعظمية لفترة طويلة لسيطرة الجماعات المسلحة خلال الأعوام الماضية.