الجيش الإسرائيلي يعلن انتهاء تدريبات على اجتياح غزة ويغتال قائدا بالقسام

قال: هذا لا يعني أننا على شفا الحرب ولكن لدينا «سلة أهداف.. آخرها الحرب»

شابة فلسطينية تغلق أذنيها من صوت القنابل التي يطلقها الجنود الإسرائيليون في بلدة بيت امر في جنوب الضفة الغربية أمس (أ. ف. ب)
TT

بعد ساعات من اغتيال عيسى البطران أحد قادة كتائب القسام/ الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، وتهديد حماس بالرد الموجع عليه، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش أنهى مؤخرا تدريبات على حرب جديدة ضد قطاع غزة، نافية أن تكون المنطقة الآن على شفا الحرب، «ولكن الجيش أعد سلة من الأهداف التي ستفاجئ حماس إذا اضطرت إلى استخدامها».

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد أغار على ثلاثة مواقع في القطاع، تمكن خلالها من اغتيال البطران، الذي كانت إسرائيل قد حاولت اغتياله خمس مرات في الماضي وفشلت، وخلال الحرب الأخيرة قبل نحو السنتين قتلت زوجته وخمسة هم أولاده.

وأصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه إن هذه الغارات تأتي ردا على إطلاق صاروخ «غراد» على عسقلان وقذيفتين أخريين على ضواحيها أول من أمس. وهدد الناطق: «إسرائيل لن تفرط في أمن مواطنيها وسترد الصاع صاعين على كل تهديد لمواطنيها». وأثارت هذه الغارات استهجانا حتى في إسرائيل، حيث إن رد الفعل الأول للجيش كان بأن إسرائيل ترى خطورة بالغة في إطلاق صاروخ على عسقلان، ولكنها تعرف أن حماس لا تقف وراء العملية وأن تنظيمات فلسطينية صغيرة هي التي أطلقت الصاروخ. وقال مصدر عسكري إسرائيلي إنه على الرغم من عدم معرفة الجهة التي تقف وراء إطلاق الصاروخ، فإن حركة حماس غير معنية حاليا بتصعيد الوضع، وبحسبه فإن حماس معنية بالحفاظ على الوضع الحالي في القطاع ولا تزال تتجنب المواجهة مع الجيش، في حين تواصل تعزيز قوتها العسكرية.

ومع هذا التحفظ لصالح حماس، فاجأتها إسرائيل وشنت غاراتها على أهداف حماسية مباشرة واغتالت أحد القادة البارزين في الحركة. ولم تكتف بذلك، بل راحت تلمح بأن لديها مخططا جاهزا لشن حرب إضافية على قطاع غزة. ففي تصريحات لموقع «يديعوت أحرونوت» في الإنترنت، كشف مصدر في اللواء الجنوبي للجيش الإسرائيلي، أن قواته أجرت تلخيصا لأحداث النصف الأول من العام الحالي، 2010، فتبين أنه تم إطلاق عشرات الصواريخ في اتجاه إسرائيل منذ يناير (كانون الثاني) وحتى يونيو (حزيران)، بالمقارنة بالمئات التي أطلقت في الفترة الموازية من العام الماضي 2009، وآلاف الصواريخ التي أطلقت سنويا في الأعوام السابقة. و«لكن هذا لا يعني أن تجلس قواتنا مكتوفة اليدين.. بل أجرينا وأنهينا جولة من التدريبات لشن حملة عسكرية أخرى على قطاع غزة، وذلك في حال حصول تصعيد في الجنوب». وعندما سئل الناطق إن كان هذا التهديد يلائم الأجواء لاحتمال استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أجاب: «نحن نستعد لمواجهة القوى التي تخطط الحرب ضدنا، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود مفاوضات». وتابع: «نحن لا نغتر بالهدوء النسبي السائد على حدودنا الجنوبية. فحركة حماس تستغل الهدوء لبناء جيش بكل معنى الكلمة، على غرار حزب الله في لبنان. فقط قبل أيام، أعلن وزير الداخلية في حكومة حماس عن تجنيد إجباري قريب للجيش وعلينا أن لا نتجاهل ماذا يعني ذلك، وخصوصا أننا جميعا نعرف من هم الذين يدربون هذا الجيش وما أهدافهم».

وكانت المخابرات الإسرائيلية قد ادعت أن ضباطا من حرس الثورة الإيراني يأتون إلى قطاع غزة خصيصا لتدريب قوات حماس، وأن هذه القوات ترسل مئات الشباب الفلسطيني للتدرب في إيران على العمل العسكري المنظم وقوات الكوماندوز.

حماس تتوعد بالرد

* توعدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إسرائيل، بالرد على اغتيال عيسى البطران أحد قادتها، فجر أمس، في غارة جوية على منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأصيب في الغارة 7 فلسطينيين آخرين. ونجا البطران من عدة محاولات لاغتياله كان أبرزها استهداف منزله مرتين، أحدها خلال الحرب العدوانية على غزة، التي أسفرت عن مقتل زوجته وأطفاله الخمسة، والثالثة استهداف سيارة كان يستقلها شرق مخيم البريج، كما أنه أصيب عدة مرات أسفرت إحداها عن فقدانه لساعده الأيسر.

وقالت الكتائب في بيان: «إن هذه الحماقة الجديدة لن تمر مرور الكرام، وإننا نسأل الله تعالى أن يتقبل شهيدنا وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ونعاهده وكل الشهداء أن نثأر لدمائهم الطاهرة وأن نبقى على طريق ذات الشوكة حتى يتحقق لنا النصر المؤزر بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز».