مقتل زعيم قبلي أفغاني.. ورسائل تهديد بالقتل لعشرات آخرين

رقم قياسي للقتلى الأميركيين خلال شهر.. والرئيس الأميركي يعيد النظر في استراتيجيته

صورة من وزارة الدفاع البريطانية لقوات بريطانية وافغانية تستعد للمشاركة في عملية «تور شيزاده» (الأمير الأسود) وهي أكبر عملية عسكرية منذ عملية «مشترك» في شهر فبراير عام 2010 لدحر متمردي طالبان من جنوب افغانستان ( اب )
TT

سجل شهر يوليو (تموز) الذي انتهى أمس أعلى رقم للقتلى العسكريين الأميركيين في أفغانستان: 66 قتيلا. وكان عدد القتلى 60 في شهر يونيو (حزيران). حتى يوم الأربعاء، كان العدد 60 قتيلا، ويوما الخميس والجمعة قتل 6 آخرون، وارتفع العدد إلى 66 قتيلا. لكن بالنسبة لكل قوات الناتو، لم يسجل شهر يوليو رقما قياسيا، لأن شهر يونيو سجل 103 قتلى. ونشرت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» أن الرئيس باراك أوباما يعيد النظر في السياسة التي كان وضعها في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت إنه يتوقع تقريرا من الجنرال ديفيد بترايوس، القائد الجديد للقوات الأميركية في أفغانستان (الذي حل محل الجنرال ماكريستال الذي عزله أوباما، لأنه أساء إلى كبار المسؤولين الأميركيين، وحملهم مسؤولية المعوقات في الحرب).

وقال مراقبون في واشنطن إن هناك أسبابا رئيسية لزيادة عدد القتلى: أولا: زيادة 30 ألف جندي أميركي حسب أوامر الرئيس باراك أوباما.

ثانيا: تحاول القوات الأميركية السيطرة على جنوب أفغانستان، حيث معقل مقاتلي طالبان.

ثالثا: يزيد نشاط مقاتلي طالبان خلال الصيف، لأن برد وجليد الشتاء يعرقلان تحركاتهم.

وقال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في كابل إن مقاتلي طالبان صاروا ينتشرون في شمال أفغانستان، الذي كان يعتبر منطقة «مسالمة» لأن فيه نسبة كبيرة من غير البشتون التي يعتمد عليها مقاتلو طالبان. وقدر المراسل عدد مقاتلي طالبان بأكثر من 30 ألفا. وقال إن جانبا آخر هو زيادة العمليات العسكرية الأميركية مما يعرض مزيدا من الجنود للخطر. ونقل على لسان مسؤول في حلف الناتو بأن طالبان تسيطر أو تؤثر على نصف أفغانستان تقريبا.

ونشرت صحف أميركية كثيرة خبر الرقم القياسي للقتلى الأميركيين على صدر صفحاتها الأولى. وكتبت «نيويورك ديلي نيوز»: «مع رقم قياسي للقتلى الأميركيين في أفغانستان، مظاهرة أمام السفارة الأميركية». وكتبت صحيفة «سياتل تايمز»: «عدد القتلى الأميركيين في أفغانستان يرتفع إلى السماء». وأذاع «صوت أميركا» تقريرا عنوانه: «أوباما يواجه ضغطا من اليسار حول أفغانستان». ولاحظ مراقبون في واشنطن أن الإذاعة الحكومية، عادة، لا تذيع أخبارا وتعليقات سلبية عن السياسة الخارجية الأميركية. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» أن زيادة القتلى الأميركيين لازم زيادة القتلى والخسائر وسط المدنيين الأفغان.

وأشارت إلى مظاهرة أفغانية في كابل احتجاجا على قتل وجرح أفغان بالقرب من السفارة الأميركية عندما ضربتهم سيارة تابعة لشركة أمن أميركية. وهتف المتظاهرون «الموت لأميركا». وأصدرت السفارة الأميركية بيانا قالت فيه إن الشركة الأمنية الأميركية «تتعاون مع رجال الأمن الأفغان». وأضافت: «نرسل تعازينا إلى عائلات الأفغان الذين جرحوا أو قتلوا في هذا الحادث المؤسف».

إلى ذلك أعلن مسؤولون أمس أن أحد شيوخ القبائل قتل في إقليم قندهار جنوب أفغانستان فيما تلقى 70 شيخا آخرون رسائل تهديد بالقتل. وقال زلماي أيوبي المتحدث باسم الحاكم الإقليمي، إن خليفة عبد الله أردي قتيلا في منطقة أرغنداب ليلة أول من أمس. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم. وقال أعضاء مجلس إقليم قندهار لوسائل الإعلام المحلية إن نحو 70 زعيما قبليا في منطقة بانواي تلقوا تهديدات بالقتل ما لم يغادروا البلاد في غضون 5 أيام. وقال المسؤولون إن الرسائل تحمل طوابع طالبان البريدية. وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومسؤولون أفغان، إن مسلحي طالبان الذين أطاح الغزو الأميركي عام 2001 بنظامهم الحاكم اغتالوا العشرات من زعماء وشيوخ القبائل الذين يشتبهون في تعاونهم مع الحكومة المدعومة من الغرب.

وفي محاولة لاستمالة مسلحي طالبان لنبذ العنف والانخراط مرة ثانية في المجتمع، حثت الحكومة الأفغانية زعماء القبائل مؤخرا على التوسط بين المسؤولين والمقاتلين المتمردين. وقال الناتو في وقت سابق هذا الشهر إن الملا عمر زعيم طالبان أرسل لأتباعه قائمة بأسماء زعماء قبليين مطلوب قتلهم.

ويعتقد أن الملا عمر الذي أعلن عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقتله يختبئ في إقليم بلوشستان الباكستاني، بحسب المسؤولين الأميركيين والأفغان. وتنفي إسلام آباد هذه الادعاءات.