مخاوف من تسريب برقيات دبلوماسية.. ومؤسس «ويكيليكس» ينفي مسؤوليته عن مقتل مخبرين أفغان

التحقيق مع أشخاص ربما ساعدوا «الجندي» مسرب الوثائق

TT

قالت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس إن المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق من الوثائق السرية الأميركية الأخرى التي يحتمل أن تكون بحوزة جماعة «ويكيليكس» المعنية بتسريب المعلومات كوسيلة لمكافحة الفساد وحاولوا الاتصال بالجماعة لتفادي نشرها دون جدوى.

ونشرت هذه الجماعة الغامضة أكثر من 90 ألف سجل للحرب الأميركية في أفغانستان تغطي فترة 6 سنوات يوم الأحد الماضي. وذكرت تقارير لوسائل الإعلام أنه من المعتقد أن هذه الجماعة لديها عشرات الآلاف من البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي نقلت إليها من خلال محلل لمعلومات المخابرات بالجيش الأميركي.

وقال بي جيه كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان صحافي: «هل يساورنا قلق إزاء ما قد يكون موجودا هناك.. نعم يساورنا قلق».

وأضاف أن السلطات الأميركية لم تحدد على وجه الدقة أي الوثائق التي ربما يكون قد تم تسريبها إلى الجماعة. وقال إن وزارة الخارجية الأميركية لا تستطيع أن تؤكد تقارير قالت إن لدى «ويكيليكس» مجموعة كبيرة من البرقيات الدبلوماسية الأميركية.

ولكنه قال إن حقيقة أن الوثائق التي نشرت يوم الأحد كانت تتضمن مجموعة من برقيات وزارة الخارجية الأميركية تشير إلى أن البيانات التي نقلت إلى «ويكيليكس» ربما تشمل برقيات دبلوماسية سرية أخرى. وأضاف: عندما نقدم تحليلنا لأوضاع في بلدان رئيسية مثل أفغانستان وباكستان نوزع تلك التحليلات عبر الوكالات الأخرى بما في ذلك عناوين عسكرية. ومن ثم فهل يوجد احتمال أن تكون وثائق وزارة الخارجية قد كشفت؟.. نعم.

وحث كل من كراولي وروبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض «ويكيليكس» ومؤسسها جوليان اسانجي عدم نشر المزيد من الوثائق الحكومية الأميركية السرية.

وفي إشارة إلى ادعاءات «ويكيليكس» أن لديها ما لا يقل عن 15 ألف وثيقة سرية أخرى بشأن أفغانستان قال غيبس لمحطة «إن بي سي» التلفزيونية إن الحكومة الأميركية لا تستطيع أن تفعل شيئا يذكر لمنع نشر الوثائق. وقال لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى مناشدة الشخص الذي لديه تلك الوثائق السرية للغاية عدم نشر المزيد. أعتقد أنه من المهم عدم إلحاق مزيد من الضرر بأمننا القومي.

وقال كراولي إن الحكومة الأميركية حاولت الاتصال بـ«ويكيليكس» ولكنها لم تنجح في إقامة خط اتصال معها. وأعرب كل من كراولي وروبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض عن قلقهما من احتمال أن يكشف نشر الوثائق أساليب الولايات المتحدة في جمع معلومات المخابرات وأن يعرض للخطر أشخاصا قاموا بمساعدة الولايات المتحدة. وقال غيبس لديكم المتحدثون باسم طالبان في المنطقة يقولون اليوم إنهم يدققون في تلك الوثائق لاكتشاف الأشخاص الذين يتعاونون مع الأميركيين والقوات الدولية. إنهم يراجعونها بحثا عن الأسماء. وقالوا إنهم يعرفون كيف يعاقبون هؤلاء الأشخاص. أجهزة المخابرات في كل أنحاء العالم ستراجعها لترى ما الذي يمكنها أن تحصل عليه فيما يتعلق بكيفية حصولنا على المعلومات.

خلف هذه الوثائق نظام معلومات مهم جدا يعد حيويا لأمننا القومي ونشعر بقلق من أنه إذا استمرت «ويكيليكس» في طريقها الحالي فإن هذا سيلحق ضررا بأمننا القومي. وقال كل من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والأميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة يوم الخميس إن تسريب الوثائق قوض الثقة في الولايات المتحدة. وقال اسانجي في مقابلة مع الخدمة الدولية بهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن «ويكيليكس» حجبت الوثائق المتبقية وعددها 15 ألف وثيقة لحماية أبرياء من الأذى وتقوم بمراجعتها بمعدل ألف وثيقة يوميا. ولم يقل ما إذا كان سينشرها ومتى سيتم ذلك. ورد اسانجي على تصريحات الأميرال مولين يوم الخميس بأن «ويكيليكس» ربما تكون يديها قد تلطخت بالفعل بدم بعض الجنود الشبان أو دم عائلة أفغانية.

واتهم وزير الدفاع الأميركي بمهاجمة «ويكيليكس» لصرف الأنظار عن القتلى الذين يسقطون يوميا من المدنيين والآخرين في أفغانستان.

ونفى اسانجي مؤسس «ويكيليكس» أن يكون مسؤولا عن مقتل مسربي بعض الوثائق العسكرية الـ90 ألفا التي سربها الموقع مؤخرا حول الحرب في أفغانستان. وقال اسانجي لـ«بي بي سي» إنه لا توجد أدلة عن مقتل مخبرين بسبب تسريبه تلك الوثائق، متهما وزارة الدفاع الأميركية بمحاولة تحويل انتباه الرأي العام عن فحوى الوثائق المسربة. وقد دعا البيت الأبيض «ويكيليكس» إلى عدم تسريب نحو 15 ألف وثيقة يعتقد أنها ما زالت بحوزته. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض إنه ينبغي عدم الإضرار أكثر بالأمن الأميركي. إلى ذلك أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها أول من أمس من احتمال تسريب عدد من البرقيات الدبلوماسية السرية لموقع «ويكيليكس» وذلك بعد تسريب وثائق تابعة للبنتاغون حول الحرب في أفغانستان. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي للصحافيين «لقد كان هناك مجموعة من البرقيات» بين الوثائق الـ92 ألفا السرية التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني «ربما 5 أو 6» برقيات. من ناحية كثف المحققون العسكريون، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) التحقيقات في تسريب وثائق حرب أفغانستان إلى موقع «ويكيليكس» في الإنترنت. وشملت أصدقاء وأقارب الجندي المعتقل برادلي ماننغ المتهم الرئيسي الذي كان يعمل في قسم الاستخبارات العسكرية في أفغانستان.

وقال لصحيفة «نيويورك تايمز» اثنان من المدنيين الذين حقق معهم إن المحققين ركزوا على مجموعة من أصدقاء ومعارف الجندي يعيشون في كامبردج (ولاية ماساجوستس).

وقالت الصحيفة إن بعض هؤلاء طلاب في جامعة بوسطن، وفي معهد ماساجوستس للتكنولوجيا. وإنهم ربما ساعدوا الجندي في الوصول إلى موقع «ويكيليكس». هذا بالإضافة إلى صعوبة أن يقدر شخص واحد على وضع أكثر من تسعين ألف وثيقة في الإنترنت خلال فترة قصيرة.

وكان جوليان أسانغ، رئيس تحرير «ويكيليكس»، رفض الكشف عن مصدر معلوماته هو نفسه. وقال إن تعريض الأشخاص الذين يقدمون الوثائق السرية له قد يمنع الناس من الوثوق به مستقبلا. ويحول دون حصوله على المزيد من المعلومات السرية. ومؤخرا، نقل الجندي من سجنه العسكري في قاعدة أميركية بالكويت إلى الولايات المتحدة، وتحديدا إلى قاعدة بولاية فيرجينيا.

ومن المقرر أن يبقى ماننغ، الذي وجه الإدعاء العسكري الأميركي له ثماني تهم جنائية، قيد التوقيف، حتى يقرر القضاء العسكري كيفية السير بالدعوى ضده.

وجاء توقيف ماننغ، وهو متخصص في تحليل المعلومات الاستخبارية، بعدما كشف موقع إلكتروني هويته. والمسؤول عن الكشف هو أدريان لامو، ويعيش في كاليفورنيا، وتحدث إلى تلفزيون «سي إن إن»، وقال إنه يتعرض لتهديدات تصل إلى حد التلويح بقتله، لأنه كشف دور ماننغ بعد دردشة إلكترونية معه.