وزراء وسياسيون لبنانيون يرون في قمة بيروت الثلاثية مظلة أمان عربي

حرب لـ«الشرق الأوسط»: لا تسوية في العدالة * حزب الله: نرحب بدور عربي وسعودي في منع صدور القرار الظني

TT

يترقب اللبنانيون انعكاسات القمة الثلاثية السعودية السورية اللبنانية، التي عقدت في بيروت، أول من أمس، متخذين لطموحاتهم سقفا محددا لا يتخطى التهدئة، بانتظار معطيات رسمية تؤكد توصل القمة لتسوية كبرى تؤمن الاستقرار اللبناني لفترة زمنية طويلة.

ورأى وزير العمل، بطرس حرب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحد الأدنى الذي حققته هذه القمة هو إحلال التهدئة، ومنع التوتر، والتذكير بوجوب الالتزام بالمبادئ الديمقراطية في التعاطي السياسي، حتى في حالات الطوارئ، وعدم اللجوء للعنف»، معتبرا أنها تشكل حدا معقولا من الإنجازات بانتظار المزيد الذي سيظهر خلال الساعات المقبلة. وقال: «إن دلت هذه القمة على شيء فعلى أن هناك اهتماما عربيا بلبنان، واتفاقا على حل قضاياه، مما يسهل علينا كلبنانيين الخروج من أجواء التشنج، والتمتع بمزيد من المناعة في وجه أي فتنة تُحضّر لنا».

وشدّد حرب على أنه «لا يعود لأي دولة عربية الحق في التأثير على المحكمة الدولية»، وأضاف: «نرفض التسوية والمساومة على العدالة، ونحن لا يمكن أن نتصور أن يقوم الرئيس الحريري بتسوية أو مساومة في هذا الإطار لأسباب مبدئية؛ أخلاقية وعاطفية»، معتبرا أنه «لا يجوز أن يتحول الاغتيال السياسي إلى وسيلة للعمل السياسي، مما يطيح بالنظام الديمقراطي».

ورحب مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، حسن عز الدين، بما سماه «الدور العربي، خاصة السعودي، في منع صدور القرار الظني للمحكمة الدولية ضد حزب الله»، ولكنه حذر من أن «صدور القرار يمكن أن يؤدي إلى توتر طائفي ومذهبي في لبنان». واعتبر عز الدين أن «وجود أي مناخ إيجابي بين القادة العرب بما يؤدي إلى مزيد من التفاهم والتضامن والتقارب العربي، إنما هو مؤشر خير، وينعكس على الأطراف اللبنانية باتجاه تعزيز وحدة الصف اللبناني في مواجهة الأخطار المحدقة به، سواء من قبل العدو الإسرائيلي أو الولايات المتحدة».

وفي حين رأى وزير العدل، إبراهيم نجار، أن «على الجميع أن يفهموا أن العرب يريدون الحيلولة دون تأجيج الصراعات، ويعملون لتثبيت الاستقرار في لبنان، وأن القمة هي انتصار لرئيس الجمهورية، ميشال سليمان، ورئيس الحكومة، سعد الحريري»، لفت الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري، نصري خوري، إلى أن «الرعاية السورية – السعودية المدعومة قطريا للبنان، هي لتأكيد الثوابت اللبنانية، ولدعوة اللبنانيين للالتزام بهذه الثوابت، وأهمها الالتزام باتفاق الطائف واتفاق الدوحة».

وأكد عضو كتلة المستقبل، التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، النائب عمار حوري، أن «النتائج الأبرز للقمة الثلاثية تتلخص في التشديد على نهج التهدئة والحوار، ودرء الأخطار الخارجية»، لافتا إلى أن «الموضوع لا يتعلق بالقرار الظني، إنما القضية هي قضية نهج من خلال مستويين: لبناني يجب أن يحصن بوحدة وطنية وبحوار دائم وبتنظيم اختلافاتنا الداخلية، وعربي حصل بالأمس (أول من أمس)، حيث تمكن القادة العرب من تكريس مظلة أمان عربية». وتابع حوري: «أمس (أول من أمس) تم تأكيد نهج عربي واضح يقول إن أمن لبنان هو جزء من الأمن العربي، وإن المصالحة العربية التي تمت في الكويت لم تكن مجرد محطة عابرة، بل أساسا لهذه المسيرة».

وأشار النائب عن الكتلة نفسها، عقاب صقر، إلى أن «القمة السعودية السورية هي التي ستحكم مسار الأمور في لبنان»، لافتا إلى أن «ما حصل البارحة غيّر مسار الأحداث»، وتابع: «أعتقد أن السيد حسن نصر الله يقرأ جيدا التغيرات، فقد دخلنا في مسار تسوية كبير، ردا على الخطر الإسرائيلي، ويجب أن يكون الجميع على حذر، ولا سيما حزب الله، للتصدي لما يحاك، وذلك عبر شبكة الأمان التي أقامها العرب، ردا على رمي إسرائيل لكرة النار في الداخل اللبناني، وربما ستلجأ إسرائيل عندها إلى طرق أخرى من حرب أو دس للدسائس»، لافتا إلى أن «الفتنة تعني تجريد حزب الله من حصانته اللبنانية، تمهيدا لتجريده من حصانته العربية».

ورحب عضو كتلة التحرير والتنمية، النائب ياسين جابر، بزيارة الرؤساء والملوك والقادة العرب إلى لبنان، معتبرا «أن اجتماعهم على أرض لبنان هو رسالة دعم لهذا الوطن ولوحدته الداخلية، وهو بلا شك احتضان ومساندة للبنان في وجه كل من يحاول النيل من هذا الوطن ووحدته واستقراره».

ولفت عضو كتلة نواب الكتائب، نديم الجميل، إلى وجود ملاحظات عدة لديه على زيارة الملك السعودي والرئيس السوري إلى بيروت، «لا سيما أنه لم يتم أي لقاء فعلي لبحث المواضيع التي يمر بها البلد»، وأضاف: «الزيارة مهمة، وتحمل معاني كثيرة، لكن يهمنا أن يكون لبنان شريكا في القرارات، فالزيارة نوع من تبليغ قرارات، وشكلية، وقصيرة، بينما المسؤولون اللبنانيون عندما يتوجهون لسورية يبقون لفترة طويلة».