قراصنة إسلاميون يسيطرون على موقع صحيفة مصرية بسبب رواية «مسيئة للنبي»

اتهموا «اليوم السابع» بالانحياز للكنيسة والتشكيك في صحيح البخاري

TT

هاجم قراصنة إلكترونيون أمس موقع صحيفة «اليوم السابع» المصرية المستقلة، وتمكنوا من محو محتوى الموقع، ووضعوا رسالة عليه برروا فيها ما فعلوه بموقف الصحيفة من نشر رواية «محاكمة النبي محمد» للكاتب أنيس الدغيدي التي أعلنت الصحيفة أنها ستنشرها في نسختها الورقية على حلقات، قبل أن تتراجع عن ذلك وتعرب عن اعتذارها عن تلك الخطوة.

واتهم القراصنة في رسالتهم الصحيفة التي تأسست قبل نحو العامين، بالإساءة إلى الدين الإسلامي ونبيه الكريم، والتشكيك في صحيح البخاري، بالإضافة إلى الانحياز للقضايا المسيحية وتبني موقف الكنيسة المصرية في كثير من القضايا، ووضعوا 100 سؤال على الموقع للتشكيك في صحة العقيدة المسيحية.

من جانبه، رفض خالد صلاح رئيس تحرير صحيفة «اليوم السابع» الاتهامات التي وجهها القراصنة، الذين لم يفصحوا عن هويتهم، في رسالتهم، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث هو عمل إجرامي قام به متطرفون لا يقبلون الاختلاف في وجهات النظر».

ورفض صلاح اتهام صحيفته بالإساءة إلى الدين الإسلامي، وقال «يبدو أنهم (القراصنة) لم يقرأوا الاعتذار الذي نشرناه عن عدم نشر الرواية إلا بعد أن يغير مؤلفها العنوان الذي قد يفهم منه أنها تسيء للنبي الكريم، وموافقة مجمع البحوث الإسلامية (التابع للأزهر) على نشر الرواية».

ونفى صلاح انحياز صحيفته في تناولها للقضايا المسيحية إلى الكنيسة المصرية، وقال «أي متابع واع لصحيفتنا سيجد فيها مهنية وحيادا بشكل كبير، خاصة في القضايا التي تثير جدلا في المجتمع وعلى رأسها القضايا المسيحية، مثل أزمة الزواج الثاني، أو حوادث الفتن الطائفية»، مضيفا «نحن في النهاية أمام عمل إجرامي استهدف صحيفتنا، ونعمل حاليا على تجاوز آثاره واستعادة السيطرة على الموقع».

من جانبه، أبدى الكاتب أنيس الدغيدي أسفه لما حدث لموقع صحيفة «اليوم السابع» بسبب روايته، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث شيء غير راق وغير مهذب، لأنه من حيث المبدأ لا يجرؤ أحد أن يهاجم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبالتالي الاتهام من أساسه باطل».

وأضاف الدغيدي «لا توجد قوة على الأرض ستجعلني أغير اسم الرواية، ولن أعرضها على مجمع البحوث الإسلامية، لأنه لا يوجد قانون ينص على ذلك»، موضحا أن «القانون ينص على أن مجمع البحوث إذا وجد في أي مؤلف، بعد نشره، ما يمس العقيدة أن يراجع صاحبه أو يقدم ضده بلاغا في النيابة، وهذا لم يحدث».

وأضاف «على حد علمي أن الرقابة المسبقة على المؤلفات أُلغيت منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، لقد انتهى هذا العهد والآن مصر بها حرية في التعبير».

وكانت «اليوم السابع» قد أعلنت أنها ستنشر رواية «محاكمة النبي محمد» للكاتب أنيس الدغيدي على حلقات في نسختها الورقية الأسبوعية التي تصدر يوم «الثلاثاء» من كل أسبوع، الأمر الذي أثار ردود فعل وجدلا كبيرا في الأوساط الثقافية والدينية المصرية بسبب عناوين بعض فصول الرواية ومنها «الأسرار الحمراء في علاقة النبي بالنساء» و«لماذا لم تتزوج نساء النبي بعد موته؟»، وهو ما تسبب في شن عدد من الفضائيات الدينية هجوما حادا على الصحيفة التي ما لبثت أن نشرت اعتذارا عن نشر الرواية حتى يوافق عليها الأزهر ويغير مؤلفها العنوان الذي قد يفهم منه أنه يهاجم الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) «ولا يظهر النوايا الحسنة في متن الرواية». وقالت الصحيفة في بيانها «رغم ما قاله الكاتب من أن جميع الفصول تقدم دفاعا عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإن (اليوم السابع) رفضت أن يرتبط اسمها بعمل يظن الناس أنه محل شبهات».