نتنياهو يحمل حماس مسؤولية أي تصعيد ويحذر: نحتفظ بحق الرد.. ونائبه: حماس ستندم

غارات إسرائيلية على أهداف في غزة لليوم الثاني.. والحركة تحمل لجنة المتابعة العربية مسؤولية التصعيد الإسرائيلي

الرئيس مبارك خلال استقباله الرئيس الإسرئيلي شمعون بيريس في القاهرة أس (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثاني على التوالي شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على قطاع غزة، مخلفا عددا من الإصابات والأضرار المادية في ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، فيما حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حركة حماس «المسؤولية المباشرة» عن أي هجوم صاروخي من جهة قطاع غزة على إسرائيل، وطالب المجتمع الدولي «بأن يعي هذه الحقيقة». وبلغة لم تخل من التهديد، وتفتح باب الاحتمالات لأي تصعيد من أي نوع، قال نتنياهو إن إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها من خلال اتخاذ كل الإجراءات الضرورية.

وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز «إف 16» أمس غارتين جويتن على شرق خان يونس، ومنطقة الأنفاق في رفح جنوب القطاع، ضمن سلسلة غارات استهدفت القطاع خلال الساعات الـ48 الماضية.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن صاروخا أطلق من قطاع غزة قد سقط على مستوطنة «شاعر هنيغف» جنوب غربي إسرائيل، مما أسفر عن إصابة أحد المباني من دون وقوع إصابات في الأرواح. وأعلنت كتائب التوحيد والجهاد، إحدى جماعات «السلفية الجهادية» العاملة في قطاع غزة، مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ. واغتالت إسرائيل مسؤولا كبيرا في كتائب القسام الجناح العسكري في حماس إثر سقوط صاروخ غراد على عسقلان.

وقال سيلفان شالوم، النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس «إذا قررت حركة حماس استئناف أعمال إطلاق النار على إسرائيل فإنها ستأسف لذلك خلال فترة وجيزة جدا». وأكد شالوم في للإذاعة الإسرائيلية «لن نوافق على العودة إلى وضع تطلق فيه صواريخ من حين لآخر على شكل رذاذ قد يتحول إلى مطر». وأضاف أن «إسرائيل غير معنية بتجديد هجماتها في قطاع غزة، لكن إذا استأنفت حماس إطلاق النار فسيكون الرد الإسرائيلي صارما». وقال «على حماس إثبات قدرتها على ضبط الحدود مع إسرائيل، وإلا فإنها قد تواجه حربا جديدة».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أول من أمس أنه قام بتدريبات لشن حملة إسرائيلية على القطاع. لكن حماس، التي تواجه في قطاع غزة مشكلات مع جماعات سلفية متشددة، تقول إنها لن تنصاع لأوامر الحركة التي تسيطر على غزة لأسباب مختلفة، أحدها أنها لا تحكم بما أنزل الله. وأعلنت كتائب التوحيد والجهاد التابعة للجماعات السلفية في قطاع غزة مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ محلي الصنع ليل السبت الأحد على مستوطنة سديروت. وقالت الكتائب إنها قصفت المستوطنة بصاروخ «خيبر»، ردا على الاعتداءات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.

أما حركة حماس فاستبعدت إمكانية شن إسرائيل لحرب جديدة على قطاع غزة، وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل «لا نتوقع أن حربا جديدة واردة ضدنا لا قبل رمضان ولا أثناءه ولا بعده، لكن أخذ الحذر والاستعداد سمة من سمات المقاومة وحركتنا التي لا تأمن العدو».

واعتبرت حماس أن «الشعب الفلسطيني يدفع ثمن الخطيئة التي ارتكبتها لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بإعطائها غطاء واضحا للمفاوضات المباشرة». وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة، في بيان «إن استمرار العدو الصهيوني في عدوانه على غزة واستهدافه المدنيين؛ إمعان في جرائمه وارتكاب مجازره، وإن أهل غزة يدفعون ثمن الخطأ الكبير والخطيئة السياسية التي ارتكبتها لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بحق شعبنا الفلسطيني بعد إعطائها غطاء واضحا للمفاوضات المباشرة بين سلطة رام الله وحكومة الاحتلال الذي كان بحاجة إلى غطاء كي يشن هجماته على شعبنا ويستمر في التهويد والاستيطان والتهجير».

وطلبت حماس من الدول العربية أن «تكفر عن خطيئتها وتصحح هذا الخطأ بسحب التفويض والغطاء الأول والثاني (في بدء مفاوضات غير مباشرة ومباشرة) الممنوح للسيد محمود عباس». وقال برهوم «إن هذا العدوان الصهيوني كفيل بأن يدفع العرب إلى اتخاذ قرار موحد لإلجام الكيان الصهيوني وعزله سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وضرورة البدء فورا في مرحلة جديدة من تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية مقدساته وتعزيز وحدته».

ومن جهتها، أكدت حركة فتح أن العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة «تهدف لتقويض الجهود الدولية المبذولة من أجل الوصول إلى استقرار وسلام حقيقي في المنطقة».

وقال المتحدث باسم الحركة، أحمد عساف، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «إن استمرار هذه الجرائم وتحديدا في قطاع غزة المحتل يكشف زيف خطة ليبرمان التي قال فيها إن غزة تحررت، ويأتي كعبرة لأطراف فلسطينية تساوقت مع هذا الادعاء من أجل تحقيق مكاسب حزبية على حساب المشروع الوطني الفلسطيني». ورفضت فتح اتهامات حماس للقيادة الفلسطينية بتشجيع الاحتلال على ضرب غزة تحت غطاء المفاوضات، وقال عساف «إن الانقلاب الذي جرى في قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات وتسبب في هذا الانقسام الحاصل بين شطري الوطن وهذه الفرقة الواقعة اليوم هو الذي يشجع حكومة الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب جرائمها ضد شعبنا في الوطن وتحديدا في قطاع غزة المحتل».