لبنان يحتفل بعيد الجيش الـ65 في حضور أمير قطر

سليمان يشدد على التزام التهدئة والابتعاد عن التخوين والاحتكام للمؤسسات الشرعية

أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يتوسط رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري أثناء احتفالات عيد الجيش اللبناني الذي أقيم بالمدرسة الحربية في الفياضية أمس (أ.ب)
TT

أحيا لبنان العيد الـ65 للجيش اللبناني في احتفال رسمي أقيم أمس في المدرسة الحربية في الفياضية برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وحضور أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، والوزراء والنواب والسفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان. وتخلل الاحتفال تخريج دفعة من الضباط الجدد في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام. ولفت الرئيس سليمان في كلمة ألقاها في المناسبة إلى أن «حالة القلق المتنامي لدى المواطنين جراء مواقف وتسريبات خلقت حالة من الإرباك لا يمكن للدولة أن تتجاهلها أو أن تتغاضى عنها»، ودعا «السياسيين وأهل الرأي إلى التزام التهدئة السياسية، والابتعاد عن الخطاب التخويني والمتشنج وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية والاحتكام إلى المؤسسات الشرعية، وفقا لاتفاق الدوحة الذي اتفق عليه كل اللبنانيين».

وقال الرئيس سليمان «استطعنا منذ اتفاق الدوحة تحقيق الكثير من الأهداف التي التزمنا بها بخطاب القسم، بالإضافة إلى الاستقرار الداخلي حرصنا على الالتزام بجميع المواعيد الدستورية وأطلقنا هيئة الحوار وانتهينا من إقرار الموازنة بما يؤسس لمعالجة مشكلاتنا الاقتصادية، وتمكن لبنان من جذب المزيد من السياح والمستثمرين وتحقيق نسب نمو مرتفعة»، وشدد على «المضي قدما في ورشة إصلاح على كل المستويات، وأن نضع خططا لتطوير الإنتاج لا سيما في مجالات النفط والكهرباء، والإنماء المتوازن، مما يستوجب حسم أمر اللامركزية الإدارية والإسراع في إجراء التعيينات، وعلى التيارات السياسية الالتزام بالممارسة الديمقراطية بما ينص عليه الدستور، وبانتظار حسم قانون الانتخاب، لا بد أن يتشكل وعي أن مطلب الإصلاح السياسي مطلب وطني صرف».

وأضاف سليمان «لقد عملنا على درء العدوان الخارجي لا سيما الالتزام بالقرار 1701 والسعي لإلزام إسرائيل بالالتزام به، والسعي للتوافق على استراتيجية دفاعية، مجددين العزم على تجديد مناعتنا وقوتنا للدفاع عن لبنان، واستمرار التنسيق بين الجيش و(اليونيفيل) وسط الالتزام بقواعد الاشتباك كضمان لحفظ تنفيذ المهمة الموكلة للقوات الدولية، ونجح الجيش وقوى الأمن من تفكيك عشرات شبكات التجسس وسيتم التعاطي مع الجواسيس بأقصى درجات التشدد، وعرضنا قضيتنا اللبنانية بمواجهة إسرائيل وعدوانيتها في المنابر الدولية، محتفظين بحقنا باسترجاع أراضينا بكامل الوسائل المشروعة».

وأكد سليمان «أن لبنان سيبقى مدافعا عن حق الشعب الفلسطيني لا سيما حقه بالعودة إلى أرضه ورفض التوطين، وعلى الرغم من المسيرة التي أمنت الاستقرار الداخلي»، وقال «بتنا نجد أنفسنا أمام حالة من القلق المتنامي جراء مواقف وتسريبات ضغطت على الموقف وخلقت حالة من الإرباك لا يمكن للدولة أن تتجاهلها، من هنا عمدت إلى إجراء مشاورات واسعة سعيا لاحتواء أجواء التشنج وتعزيز التهدئة، والدولة ستضطلع بمسؤولية الحفاظ على التهدئة والأمن ولا بد من القوى السياسية أن تعي أهمية المرحلة والأخطار التي تهددنا، لذا كرئيس للبلاد أدعو القادة السياسيين إلى الالتزام بنهج التهدئة الإعلامية والسياسية والابتعاد عن لغة التحريض بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي وعدم اللجوء إلى العنف والاحتكام إلى الشرعية إذا ما طرأت أي خلافات وبما يضمن عدم الخروج على عقد الشراكة الوطنية وفقا لاتفاق الدوحة الذي اتفق عليه أفرقاء الحوار برعاية أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي يشرفنا بمشاركته في هذا الاحتفال والذي عمل ولا يزال لمساعدتنا مع القادة العرب وعلى رأس هؤلاء الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد اللذان قاما بزيارة مهمة إلى لبنان أكدت حرصهما على لبنان والاستقرار فيه». ودعا «كل المواطنين أن لا ينجروا إلى أي شكل من الاستفزاز والعنف ويفوتوا على العدو فرصة الابتهاج بتشرذمنا، فلا توجد أي مشكلة عصية عن الحل، وأثبتت التجارب أن العنف الداخلي لم يولد سوى العنف». وخاطب سليمان الضباط الجدد قائلا لهم «أنتم مطالبون بالوفاء ذودا عن لبنان ودفاعا عن علمه ليس فقط كأفراد بل أيضا كأعضاء في مؤسسة نريد لها أن تبقى صورة حية للوطن ونموذجا للعمل. إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن يستحق الجيش صفة المؤسسة الوطنية الأولى التي بتضافر جهودها مع المؤسسات الأخرى رسخت ثقة المواطن».