حذر وترقب في لبنان بانتظار كشف التسوية العربية التي أقرتها قمة بعبدا الثلاثية

نجار لـالشرق الأوسط»: ما شهدناه قد يكون بأهمية اتفاق الدوحة

TT

في انتظار انقشاع الرؤية الحقيقية للاتفاق الذي توصل إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارتهما المشتركة إلى لبنان، والقمة الثلاثية التي عقدت بمشاركة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بقيت المواقف السياسية حذرة إلى حد كبير في التعاطي أو التعليق على القضايا الخلافية، خصوصا حول ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والقرار «الظني» المرتقب صدوره والذي يخشى أن يكون مفجرا للوضع الداخلي إذا ما صحت معلومات حزب الله المتقاطعة مع التسريبات الإسرائيلية (حسبما يقول قياديو الحزب) بأن هذا القرار متجه إلى اتهام عناصر وكوادر في حزب الله بالتورط في اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري.

وفي هذا الإطار، علق وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»، على النتائج المرتقبة لزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأسد إلى لبنان، فقال «صحيح أن هناك نوعا من الترقب والحذر، خصوصا بالنسبة للكلام الذي لم يقل بعد، لكن يبدو أن ما حصل في لبنان خلال القمة الثلاثية التي انعقدت في قصر بعبدا، يؤسس لمرحلة تفاهم وتهدئة لا تتوقف عند أي استحقاق من أي نوع كان»، ورأى أن «ما شهده لبنان خلال هذه القمة قد يكون بأهمية اتفاق الدوحة، وسيترك انعكاساته الإيجابية على لبنان على المدى البعيد إن شاء الله».

أما عضو تكتل لبنان أولا، النائب عقاب صقر، فاعتبر أن «أكبر تسوية حققتها قمة بعبدا هي الاحتكام إلى المؤسسات الشرعية في لبنان، انطلاقا من اتفاق الطائف والهامش الذي كتب عليه وهو اتفاق الدوحة». وقال صقر «نحن استجبنا استجابة كاملة لهذه المبادرة العربية، ويبقى كلام (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله، وما سنسمعه منه (غدا) هو المؤشر الواضح على التكامل اللبناني وقطع الطريق على إسرائيل».

أما على صعيد المواقف من قمة بعبدا وزيارات الزعماء العرب إلى بيروت، فلفت وزير العمل بطرس حرب إلى أنها «المرة الأولى التي تقبل فيها سورية أن يشاركها أحد رعايتها في لبنان ودورها فيه»، مبديا خشيته من أن «يكون لهذا القبول ثمن ما». ورأى أنه «من المعيب إذا لم يكن من الخيانة، أن نرمي لبنان في أتون الحرب من جديد». وسأل «هل من الضروري ارتكاب مذابح جديدة لنعود ونجلس إلى طاولة الحوار من جديد؟». من جهته، دعا وزير الشباب والرياضة علي العبد الله إلى «التهدئة وعدم الاصطياد في المياه العكرة». ورأى أن «زيارة القادة العرب إلى لبنان هدفها تهدئة الوضع بعد التهديدات الإسرائيلية». وقال «علينا أن نكون مهيئين لندافع ونقاوم، لأن إسرائيل تسعى لتعويض خسارتها في حرب يوليو (تموز) 2006 من خلال فتنة داخلية تكون أشد ضراوة وقساوة من الحرب العسكرية».

بدوره، رأى النائب تمام سلام أن «التوافق مع القادة والإخوة العرب أمر ضروري جدا، لأننا نمر بمراحل صعبة إقليميا وانعكاساتها السلبية تقع علينا في لبنان». وأكد أنه «لا بد أن يكون لهذا التحرك (القمة الثلاثية في بعبدا) ولهذا التواصل أثر كبير في الأمور، أولا في ما يختص بوحدتنا ومناعتنا الداخلية التي هي بحاجة إلى دعم خارجي عربي يعزز واقعنا الداخلي، لذلك فإن المزيد من التضامن والمزيد من التشاور والتفاعل مع إخواننا العرب أمر مطلوب في لبنان».