تونس: تساؤلات حول جواز محاكمة متهم في حالة مرض خطير

محاكمة صحافي تونسي تثير المهتمين بقضايا الرأي العام

TT

أثارت محاكمة الصحافي التونسي الفاهم بوكدوس وهو في حالة مرض موجة من التساؤلات في صفوف المهتمين بقضايا حقوق الإنسان في تونس حول حق الدائرة الجنائية في إصدار حكم بالسجن في آخر مرحلة قضائية على متهم كان على فراش الموت بمستشفى سهلول من ولاية (محافظة) سوسة الواقعة على بعد 140 كلم عن العاصمة التونسية.

فإلى جانب «مختلف الخروقات التي صاحبت أطوار محاكمته في المرحلة الابتدائية والاستئناف» كما ورد في تقرير لهيئة الدفاع عن الصحافي الفاهم بوكدوس والمكونة من أكثر من خمسين محاميا، فإن التساؤل بني بالأساس على مفهوم القوة القاهرة إذ اعتبرت هيئة الدفاع أن القانون يؤكد على مفهوم «القوة القاهرة»، وهي تبعا لذلك تعلق الإجراءات وتوقف المحاكمة، حتى أحيانا لمجرد الاستظهار بشهادة طبية من طبيب خاص.

وأكدت من ناحية أخرى على تسرع المحكمة في إصدار حكم على متهم نزيل المستشفى بمرض خطير (مرض الربو في حالة الفاهم بوكدوس)، وتساءلت كيف يمكن لممثل النيابة العمومية أن يقول قبل المفاوضة وإصدار الحكم إنه «يوجد بالسجن أطباء يمكنهم العناية بالمتهم؟» واعتبرت هذا التصريح من قبيل الحكم الجاهز قبل إصدار الحكم القضائي.

حول مفهوم القوة القاهرة التي توجب إيقاف المحاكمة، قال رضا الرداوي أحد محامي الصحافي الفاهم بوكدوس إن الفصل 211 من قانون الإجراءات الجزائية يوقف كل الإجراءات ويؤجل الدعوى القضائية إذا كان المتهم في حالة سريرية نزيل المستشفى، كما أن الفصل القانوني 150 من القانون نفسه يمنع إصدار حكم قضائي في الدرجة النهائية من التقاضي دون حضور المتهم للدفاع عن نفسه. وقال إن إقامة الصحافي الفاهم بوكدوس في السجن قد تمثل خطرا على حياته باعتبار تعرضه لمجموعة من الأزمات الصحية نتيجة مرض الربو الذي يتطلب سرعة التدخل من 5 إلى 6 دقائق على أقصى تقدير لإيقاف الأزمة الصحية وهو ما لا يتوفر في السجن المدني بقفصة (650 كلم جنوب العاصمة) كما ذكر الرداوي، وحول إمكانية إخراجه من السجن والإقامة في المستشفى للمعالجة الفورية، قال رضا الرداوي إن القانون التونسي لم يشرع لمثل هذه الحالات ومكن المتهم من الإقامة بالمستشفى المدة اللازمة للعلاج فحسب.

وقالت عفاف بن نصر زوجة الفاهم بوكدوس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المطلب الأساسي لعائلة السجين بوكدوس هو معالجة زوجها وضمان التدخل الطبي العاجل، وذكرت أن آخر أزمة تنفس تعرض لها زوجها استوجبت 40 دقيقة للتدخل الطبي وهو ما قد يمثل خطرا على حياته.

وكان القضاء التونسي قد أقر يوم 6 يوليو (تموز) الماضي الحكم مع التنفيذ العاجل ضد الصحافي التونسي الفاهم بوكدوس يقضي بسجنه مدة 4 سنوات، إلا أن تعكر وضعه الصحي ونقله إلى مستشفى بولاية (محافظة) سوسة لإصابته بمرض «الربو» أجل بداية تطبيق الحكم الصادر ضده، إلا أن السلطات التونسية نقلته بعد نحو الأسبوع من العلاج إلى السجن المدني بقفصة لقضاء مدة العقوبة وهو ما اعتبرته هيئة الدفاع خطرا على حياته.