الرئيس الباكستاني يبدأ جولة أوروبية تشمل بريطانيا

وزير الإعلام الباكستاني: سيصل إلى لندن غدا.. والعلاقات بين البلدين ما زالت قوية

TT

قرر الرئيس آصف علي زرداري القيام بزيارته المرتقبة للمملكة المتحدة ضمن جولة أوروبية، وتسبقها زيارته إلى فرنسا، على الرغم من التوترات التي شهدتها العلاقات بين الدولتين حول تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، التي اتهم فيها باكستان بالمداهنة في الحرب العالمية على الإرهاب.

وفي رد فعل على هذه التصريحات أصدرت الحكومة الباكستانية عددا من التصريحات التي تدين تصريحات كاميرون وتصفها بأنها «غير مقبولة»، كما ألغى رئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا زيارته المقررة إلى لندن، والتي كان من المفترض أن يجري خلالها محادثات مع نظيرة البريطاني بشأن قضايا مكافحة الإرهاب.

بيد أن وزير الإعلام الباكستاني، قمر زمان كايرا، قال في مؤتمر صحافي في لندن إن الرئيس آصف علي زرداري سيزور لندن في الفترة من 3 إلى 8 أغسطس (آب)، وسيجري خلال الزيارة محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

وقال الوزير: «سيناقش الرئيس زرداري خلال لقائه مع القيادة البريطانية مسألة تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وسيعرض وجهات نظر الشعب الباكستاني بصورة صحيحة».

وأضاف وزير الإعلام الباكستاني أن زيارة الرئيس زرداري ستمضي كما هو مخطط لها الثلاثاء، وأن العلاقات بين البلدين ما زالت قوية. وقد تحدثت الصحف الباكستانية الكبرى عن وجود خلافات في الرأي داخل الحكومة الباكستانية حول كيفية الرد على بيان رئيس الوزراء البريطاني، التي اتهم فيها الأجهزة الأمنية الباكستانية بتقديم الدعم للمقاتلين، في الوقت الذي لا يزال يحتفظ فيه بتحالفه مع الغرب. وقالت صحيفة «ذا دون» الباكستانية اليومية الصادرة باللغة الإنجليزية، إنه على الرغم من قرار رئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية إلغاء زيارته إلى لندن، فإن الرئيس زرداري غير مستعد لذلك، وهو ما ينذر بوقوع انشقاق داخل صفوف الحكومة. في الوقت ذاته يتعرض زرداري لضغوط مكثفة من قبل قادة المعارضة لإلغاء زيارته للندن بسبب الدمار الكبير الذي لحق بشمال وزيرستان نتيجة الفيضانات التي أشارت بعض المصادر إلى أنها أودت بحياة أكثر من 900 شخص، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الفيضانات المفاجئة أدت إلى تشريد أكثر من مليون شخص.

وكان وزير الإعلام الباكستاني قال إن أي تشويش بشأن التزام باكستان بمحاربة الإرهاب سيتم توضيحه خلال زيارة الرئيس آصف علي زرداري إلى بريطانيا، مشيرا: ««سوف نضع الأمور في نصابها الصحيح. ونعتقد بعد ذلك أن التعاون سيتواصل بيننا». ودعا سياسيون معارضون في باكستان السبت الرئيس زرداري إلى إلغاء زيارته، بينما قام متظاهرون غاضبون بإحراق دُمى وصور تمثل كاميرون في شوارع كراتشي. وكان كاميرون قال للصحافيين بعد إلقائه كلمة في مدينة بانغالور جنوب الهند: «يجب أن نكون واضحين جدا مع باكستان بأننا نريد رؤية باكستان قوية ومستقرة وديمقراطية. لا يمكننا أن نتقبل فكرة السماح لهذا البلد بان يرنو إلى اتجاهين معا وأن يدعم بأي شكل من الأشكال تصدير الإرهاب إلى الهند أو أفغانستان أو أي مكان آخر في العالم». وتأتي تصريحات كاميرون بعد أيام من تسريب وثائق عسكرية أميركية أشارت إلى قلق أميركي من وجود تعاون بين الاستخبارات الباكستانية وحركة طالبان في أفغانستان. وأشارت تقارير واردة من باكستان إلى أنه قد يتم استدعاء المفوض السامي البريطاني في الهند لإبلاغه الاحتجاج على التصريحات.