أمير قطر في الجزائر لتعزية بوتفليقة في وفاة شقيقه

بحثا في سبل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في العاصمة الجزائرية أمس (رويترز)
TT

بحث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في الجزائر العاصمة، أمس، العلاقات الثنائية في شقيها السياسي والاقتصادي، وقضايا دولية من بينها الأزمة في الشرق الأوسط.

ووصفت مصادر مطلعة زيارة أمير قطر للجزائر، بأنها «عائلية» أكثر من كونها زيارة عمل على أساس أنه جاء معزيا بوتفليقة في وفاة شقيقه الطبيب مصطفى.

وناقش الرئيس بوتفليقة والأمير حمد بن خليفة آل ثاني، خلال مأدبة غداء جمعتهما، العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حسبما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية التي ذكرت أن «وفدا هاما» رافق أمير قطر في زيارته التي دامت ساعات قليلة.

وأفادت الوكالة بأن قائدي البلدين «استعرضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحثا تطورات الأوضاع العربية خاصة فيما تعلق بمسار السلام بمنطقة الشرق الأوسط».

وحضر المباحثات رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح والوزير المنتدب للدفاع اللواء عبد المالك قنايزية ووزير الخارجية مراد مدلسي، وقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.

وأفادت مصادر مطلعة على الزيارة لـ«الشرق الأوسط»، بأن الشيخ حمد بن خليفة زار الجزائر برفقة حرمه الشيخة موزة لتقديم واجب العزاء للرئيس بوتفليقة، على إثر وفاة شقيقه وطبيبه الخاص في الرئاسة مصطفى مطلع الشهر الماضي. ويعتبر أمير قطر ثاني قائد دولة يزور الجزائر بغرض التعزية، بعد الرئيس المصري محمد حسني مبارك.

يذكر أن العلاقات السياسية بين الجزائر وقطر شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين. حيث كان أمير قطر قد زار الجزائر في أكتوبر (تشرين الثاني) العام الماضي ردا على زيارة قام بها بوتفليقة إلى قطر في نفس الشهر من عام 2008. ومن المفارقات أن العلاقات في شقها السياسي لم يواكبها تطور مواز على مستوى التعاون الاقتصادي، الذي يبقى في شكل مبادلات تجارية لم تتعد 250 مليون دولار منذ 2006.

وتتمثل الاستثمارات القطرية بالجزائر في مجموعة مشاريع وفروع شركات، أهمها «نجمة» للهاتف النقال وهي فرع «كيوتل» بالجزائر. وعرضت الحكومة القطرية على نظيرتها الجزائرية مشاريع في قطاعات البتروكيمياء والكوابل الكهربائية والسياحة والبناء. وتملك قطر مشاريع خيرية بالجزائر أهمها على الإطلاق حي سكني من 1500 مسكن بأعالي العاصمة، قيمته 20 مليون دولار. وهو عبارة عن هبة من ولي العهد القطري. وأنجز المشروع من طرف الشركة المصرية «أبو السعود للتنمية العمرانية». وتسعى قطر إلى تأسيس صندوق استثماري مشترك في مجال العقار، ومجلس مختلط لرجال الأعمال. والمشروعان تم الاتفاق على إطلاقهما مطلع العام الجاري ورصد لهما مبلغ 500 مليون دولار.