مرجع السنة في إيران يصعد من حدة انتقاداته اللاذعة بعد منعه من السفر

انتقد عمليات التعذيب في السجون

TT

عم الاستياء مناطق السنة المقيمين في إيران، بعد قيام جهاز المخابرات الإيرانية مؤخرا بمنع الشيخ عبد الحميد إسماعيل الزهي، المرجع الديني الأعلى للسنة في إيران، من التوجه إلى السعودية للمشاركة في مؤتمر ديني تقيمه رابطة العالم الإسلامي.

وقالت مصادر في إقليم بلوشستان بجنوب شرقي إيران لـ«الشرق الأوسط»، حيث تقيم غالبية السنة، إن التوتر يسود الإقليم، وسط ظهور مكثف لرجال الأمن والاستخبارات الإيرانية، بالقرب من منازل بعض قادة السنة.

وفقد الشيخ الزهي الأمل في استعادة جواز سفره، بعدما لم يتلق أي ردود إيجابية على مراسلاته الرسمية إلى السلطات الإيرانية، مما دفعه إلى تجديد انتقاداته لما وصفه بسياسة «التمييز الطائفي» ضد أهل السنة في إيران، وكذلك التمييز العرقي ضد القوميات غير الفارسية.

وأضاف الزهي في رسالة عبر البريد الإلكتروني: «المواطنون الإيرانيون على درجة سواء، ويجب ألا يكون هناك تمييز ضد السنة أو القوميات غير الفارسية»، مشيرا إلى أنه لم يتم تفويض المناصب العليا إلى أهل السنة، بعد مضي أكثر من ثلاثين سنة من قيام الثورة. كما انتقد الزهي بشدة الإعدامات «العشوائية»، وقال إنه يعتقد أنها «لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، لأن الإعدامات في عصر الرسول والخلفاء الراشدين كانت قليلة جدا».

وفيما بدا أنه بمثابة انحياز للتيار الإصلاحي المتنامي في إيران ضد حكم الملالي، شن الزهي هجوما حادا على عمليات التعذيب في السجون الإيرانية، وأكد أنها تتعارض تماما مع الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك مع دستور البلاد.

وانتقد أيضا مهاجمة المظاهرات السلمية، التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسة الأخيرة، معتبرا أنه من الواجب على رجال الحكومة الإصغاء إلى اعتراضات المعترضين والمحتجين، لا مهاجمتهم بطريقة همجية.

وقال مسلمون سنة طلبوا من الـ«شرق الأوسط» عدم الإفصاح عن أسمائهم، خشية التعرض لمضايقات من السلطات الإيرانية، إن منع الشيخ الزهي من السفر يعتبر تتويجا لما وصفوه بحالة التضييق، التي تمارسها السلطات الإيرانية بشكل دائم على السنة.

وأعرب هؤلاء عن تخوفهم من أن يكون هذا الإجراء مقدمة لحملة جديدة تستهدف السنة ورموزهم المحلية في مختلف المدن الإيرانية. وكانت عناصر من جهاز المخابرات الإيرانية قد استوقفت الشيخ الزهي، الذي يشغل منصب إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بزاهدان شرق إيران، لدى عودته إلى مطار طهران الدولي، قادما من تركيا، وقامت بمصادرة جواز سفره بشكل مفاجئ، ومن دون أي أسباب معلنة.