إيران تعلن عن مشاركة مقرئين مصريين في برنامجها لإحياء ليالي رمضان

وزارة الأوقاف المصرية: لم نتلق دعوة ولم نوفد أحدا

TT

في الوقت الذي نفت فيه وزارة الأوقاف المصرية إرسال مقرئين للقرآن الكريم إلى إيران خلال شهر رمضان المبارك، أكدت السفارة الإيرانية بالقاهرة أن «الدعوة وُجهت بالفعل إلى عدد من المقرئين المصريين لزيارة طهران في شهر رمضان القادم، لتلاوة آيات الكتاب الكريم على الإيرانيين في الحوزات الدينية». إلا أن وزارة الأوقاف المصرية قالت: «لم نتلق دعوة رسمية من إيران ولم نوفد أحدا».

ورفضت مصادر بالسفارة الإيرانية اتصلت بها «الشرق الأوسط» الكشف عن أسماء المقرئين، وقالت: «من الصعب معرفة أسماء القراء أو عددهم لأن الدعوة يتم توجيهها من الجهات المسؤولة بطهران مباشرة».

وتحدثت تقارير إعلامية إيرانية أمس عن مشاركة مقرئين للقرآن الكريم من مصر في 20 حوزة دينية، وقالت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية: «إن مقرئين مصريين بارزين يشاركون في برنامج هيئة الأوقاف والأمور الخيرية الإيرانية، في عدة محافظات في البلاد لإحياء ليالي رمضان».

ونقلت الوكالة عن مستشار هيئة الأوقاف والأمور الخيرية في إيران غلام رضا عادل قوله: «إن مقرئين مصريين سيشاركون في الليالي الرمضانية التي تستعد الهيئة لإقامتها في 20 حوزة بطهران ومحافظات أخرى»، مضيفا أن الحوزات لديها برنامج في شهر رمضان لتلاوة القرآن وتفسيره.

في المقابل أكد الدكتور شوقي عبد اللطيف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية أن الوزارة لم تتسلم أي دعوة بهذا الخصوص، وقال: «لم نوفد أحدا»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وزارة الأوقاف المصرية ترحب بمثل هذه الدعوات، «لو كان الجانب الإيراني دعانا لكنا لبينا».

وتابع عبد اللطيف بقوله: «حتى لو كان الداعي إيران فإن القرآن الكريم أكبر من أي خلاف.. علماء مصر وقراؤها يجوبون كل البلدان وليس لدينا حساسية، فنحن نسعى للتقريب دائما».

وبالتوازي مع تصريحات المسؤولين الحكوميين (المصري والإيراني)، أكدت مسؤولة بالسفارة الإيرانية في القاهرة أن الدعوة وجهت بالفعل إلى عدد من المقرئين المصريين لزيارة طهران في شهر رمضان القادم، لكنها قالت: «من الصعب معرفة أسماء القراء أو عددهم».

وأضافت: «من الطبيعي أن لا تعلم وزارة الأوقاف المصرية شيئا عن الأمر، فالاتفاق مع القراء المصريين يتم من خلال طهران مباشرة وبالمقرئين أنفسهم، وأحيانا يصطحب المقرئون المصريون أصدقاءهم من المنشدين أو المقرئين»، موضحة أن «هذه الدعوة ليست الأولى من نوعها، حيث يذهب المقرئون المصريون إلى إيران خلال شهر رمضان من كل عام».

وتعليقا على تصريحات المسؤولين الحكوميين في البلدين ومسؤولة السفارة الإيرانية بالقاهرة، أكدت نقابة محفظي وقراء القرآن في مصر أنها لا تعلم شيئا عن زيارة أي من أعضائها لإيران. وقال مسؤول بالنقابة ردا على «الشرق الأوسط»: «إننا لم نتلق دعوات إيرانية ولم يخبرنا أي من أعضاء النقابة بأي شيء في هذا الخصوص».

ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين مصر وإيران منذ عام 1979 حين تفجرت ثورة الخميني الإسلامية التي أقصت نظم حكم الشاه محمد رضا بهلوي فلجأ إلى مصر. وغضبت إيران مطالبة بطرد الشاه فرفض الرئيس المصري أنور السادات، وردت السلطات الإيرانية على رفض السادات بقطع العلاقات الدبلوماسية الرسمية.

وبقيت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين في مستوى «قائم بالأعمال»، لكن العلاقات التجارية نشطة نوعا ما. وظلت تلك العلاقات محل جدل بين القاهرة وطهران على مدى السنوات الماضية، إذ تطالب مصر السلطات الإيرانية بإزالة جدارية خالد الإسلامبولي قاتل السادات من أحد شوارع طهران، كما ترفض القاهرة تدخلات إيران في دول الخليج، وتطالبها كذلك بالتعاون في ملفات أمنية تتعلق بحركة المتطرفين الإسلاميين.