دبلوماسي أميركي في إسرائيل يجتمع بالمستوطنين بداعي الاطلاع على مشاريعهم حيال القدس الشرقية

بداعي معرفة نوايا المعنيين مباشرة بالأمر

TT

كشف النقاب في تل أبيب، الليلة قبل الماضية، عن أن ضابطا يعمل ملحقا في القنصلية الأميركية في القدس، يلتقي مندوبي المستوطنين المهتمين بتهويد القدس الشرقية المحتلة، لمعرفة مشاريعهم الاستيطانية من المصدر الأول وإبلاغها إلى وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون.

وقد أثار هذا الموضوع تذمرا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي رأى فيه تعبيرا عن عدم الثقة في حكومته وعدم تصديق ما تقوله حول مشاريع الاستيطان في المدينة. لكن الضابط المذكور، ويدعى كايليب كرونميلر، فسر تصرفه على أنه محاولة للتعرف على مواقف ومشاريع المستوطنين من «المصدر الأول». والتقط بالصوت والصورة وهو يقول لأرييه كينغ، أحد أبرز نشطاء التهويد في القدس، محاولا إقناعه بكشف مشاريعه: «الإعلام في الغرب يزداد تعاطفا مع الموقف الفلسطيني، ويرى نشاطكم عدوانيا وأنتم تقولون إن العالم لا سامي. فلماذا لا تسمعونني وجهة نظركم مباشرة؟».

وجاء في تقرير بثته القناة العاشرة التجارية المستقلة للتلفزيون الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، أن الضابط الأميركي عمل «من وراء ظهر الحكومة الإسرائيلية» لما يزيد على سنة، وذلك في الفترة التي شهدت فيها العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأميركية خلافات واهتزازا في الثقة. وقد أبدى كينغ انفتاحا على الدبلوماسي الأميركي. وشرح له بالتفصيل كيف يشتري الأراضي والبيوت الفلسطينية في القدس، ويقيم مشاريع البناء الاستيطاني عليها. ويؤكد أن الحكومة ليست مسؤولة عن هذه النشاطات، لأن القدس الشرقية ضمت إلى إسرائيل، وشراء الأراضي والبيوت واستصدار تراخيص البناء، تتم كلها بشكل قانوني.

وحالما تفرج الحكومة عن مشاريع البناء، بعد انتهاء فترة التجميد الجزئي في 26 سبتمبر (أيلول) المقبل، سيستأنف الاستيطان بكل قوة.

وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن التقارير التي يرفعها إلى هيلاري كلينتون تصل إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في حال اعتبار الوزيرة أن الأمر مهم. وهي تستخدم هذه التقارير في لقاءاتها مع الحكومة الإسرائيلية. وكثيرا ما كانت الحكومة تفاجأ بعمق ودقة المعلومات الأميركية، حيث إن بعض المشاريع لم تسمع بها الحكومة قبل أن يطلعها عليها الأميركيون.