بري يلتقي نصر الله وسط توقعات عن تحرك لتنفيذ بنود «تسوية كبرى»

بحث معه النتائج المنتظرة من قمة بيروت الثلاثية

صورة وزعها المكتب الصحافي لحزب الله أمس عن لقاء الأمين العام للحزب حسن نصر الله ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)
TT

أبرز النتائج السريعة والملموسة للقمة الثلاثية السعودية - السورية - اللبنانية التي عقدت يوم الجمعة الماضي في بيروت، ضبط للإيقاع الداخلي وسحب للتشنج من الوسط السياسي والشعبي اللبناني. وإذ تؤكد مصادر واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن «النتائج الكبرى للقمة ستظهر تباعا»، شددت على «وجوب قراءة جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية والإقليمية بالشكل والمضمون». وتضيف: «البيان الأميركي الذي صدر عشية وصول الملك عبد الله إلى دمشق، الذي دعا إلى الإصغاء للملك، تأكيد على أن ما يحمله الملك مبارك دوليا، وبالتحديد أميركيا، وبالتالي التسوية الحاصلة والمظلة العربية التي تم تأمينها للبنان تمت وفق تفاهمات كبرى».

وتلفت المصادر إلى أن «الخطوة الشكلية التي قام بها الرئيس السوري بمرافقة الملك عبد الله في طائرته الخاصة إلى بيروت لا تنم عن موقف عاطفي، بل تأتي في صلب المصالح السورية والقومية والعربية وتعزيزا للوحدة العربية».

وتشير المعطيات إلى أن رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، بدأ ما يشبه تحركا لتنفيذ بنود التسوية التي تمت، وهو بذلك انطلق في مسعاه بلقاء جمعه بأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، عرضا فيه أهم التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وخصوصا القمة الثلاثية السعودية - اللبنانية - السورية التي عقدت في بيروت مؤخرا، حيث توقف المجتمعون عند جميع مجرياتها، وتم التداول في النتائج المتوقعة والمرجوة منها التي تحاكي الظروف الدقيقة والحرجة والملفات الحساسة التي يعيشها البلد.

ولفت البيان الصادر عن اللقاء أن المجتمعين أدانوا «حملة التهديدات الإسرائيلية المبرمجة التي يطلقها قادة العدو»، ورأوا فيها «استهدافا واضحا للبنان شعبا ودولة ومؤسسات للنيل من وحدته الوطنية وقدرة مؤسساته»، كما أدانوا «الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للأجواء اللبنانية التي تشكل خرقا فاضحا للقرار (1701)».

وقال البيان إن الجانبين «تابعا عن كثب آخر ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية اللبنانية في الكشف عن شبكات العملاء وتفكيكها من داخل المؤسسات العامة والخاصة، إذ نوه المجتمعون إزاء ذلك بهذا الإنجاز الوطني»، وطالبا بـ«إنزال أشد العقوبات في حق هؤلاء المجرمين»، معتبرين أن «هذا العمل الإسرائيلي يشكل عدوانا صارخا على مساحة كل الوطن». كما أكد الطرفان «عمق العلاقة الاستراتيجية بين حركة أمل وحزب الله في مواجهة كل الاستحقاقات الداخلية والخارجية والتنسيق الدائم على مستوى القيادة والقاعدة في جميع المواقف سواء ما يتعلق منها بالقضايا السياسية أو الاجتماعية أو غيرها». وإذ اعتبر المستشار الإعلامي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، علي حمدان، أن «لقاء نصر الله - بري طبيعي في هذه المرحلة، كوننا دخلنا حقبة جديدة مختلفة تماما عما سبق قمة بعبدا»، لفت إلى أنه «يندرج في خانة سعي الزعيمين إلى تعزيز وحدة اللبنانيين والموقف اللبناني».

وعن التحرك الذي سيقوم به الرئيس بري قال حمدان لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا اليوم كلبنانيين تلقف الفرصة التي أتاحتها لنا قمة بعبدا وتعزيز إنتاجياتها ونجاحاتها، وهنا يأتي دور الرئيس بري كرئيس للمجلس النيابي المالك لخارطة الطريق والرؤية المناسبة لما دعا إليه بيان القمة في إطار استكمال تطبيق اتفاق الطائف، والكامنة أولا في التوصل إلى قانون انتخابي جديد وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية. هناك تطابق بين رؤية بري وما دعا إليه بيان القمة، لذلك سيلعب الدور الأبرز في المرحلة القادمة التي ستشهد تراكما إيجابيا على صعيد تعزيز الثقة وتعافيا في صلب الحياة السياسية اللبنانية ضمن حلقة واحدة متكاملة سياسيا واقتصاديا وتنمويا».

ولفت حمدان إلى أن «للقمة السابقة في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية معاني ومضامين كبيرة لا يمكن إدراك نتائجها في ليلة وضحاها، فمفاعيلها ستحكم المرحلة القادمة لجهة التهدئة والاستقرار وتعزيز الوحدة الداخلية وبناء الثقة»، وأضاف: «قمة بعبدا بمثابة قمة عربية طارئة تمثلت فيها كل البلدان العربية عبر القطبين السوري والسعودي. هي أمنت للبنان القبة الحديدية التي ستلجم كل التأثيرات الخارجية مهما كان نوعها، التي هي بمثابة رد على القبة الحديدية التي تسعى أميركا إلى تأمينها لإسرائيل».

من جهته رأى رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، أن «الزيارة المشتركة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد إلى لبنان مهمة جدا، وتشكل إنجازا استثنائيا في مسار دعم لبنان واستقراره ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي».

وأضاف: «إننا على يقين أيضا أن هذا الجهد العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وسورية سوف يحيد المحكمة الدولية عن التسييس».

وشدد رئيس الحكومة الأسبق، عمر كرامي، على ثقته بـ«الجهد العربي المبذول لإنقاذ لبنان من براثن فتنة مذهبية وطائفية»، مثنيا على زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس السوري بشار الأسد، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى لبنان، والمباحثات «التي يمكن أن تظهر نتائجها الإيجابية من خلال رأب الصدع بين اللبنانيين ووضع حد للفتن التي تحاك في الخارج».