الصومال: حركتا الشباب والحزب الإسلامي تنفيان انهيار المفاوضات بشأن توحيدهما

إقليم بونت يحتفل بذكرى مرور 12 عاما على قيامه

TT

نفت حركتا الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي المعارضتين للحكومة الصومالية انهيار المفاوضات التي كانت جارية بينهما في الآونة الأخيرة في العاصمة مقديشو، لتوحيد فصيليهما، وكانت وسائل إعلامية محلية قد تناقلت، خلال اليومين الأخيرين، فشل المفاوضات بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب، بسبب خلافات بين الطرفين. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس كل من الشيخ مختار روبو (أبو منصور)، القيادي البارز في حركة الشباب، والشيخ حسن مهدي، المسؤول في الحزب الإسلامي، الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس، في العاصمة قالا «إن المفاوضات التي كان الهدف منها توحيد الحركتين لا تزال مستمرة».

وأضاف المسؤولان «أن نتائج ملموسة في توحيد الطرفين ستصدر قبل حلول شهر رمضان، وأن كل المعلومات التي تحدثت عن فشل جهود التوحيد غير صحيحة على الإطلاق». وصرح المسؤولان أيضا بأن اللجان الفنية من كلا الجانبين التي شكلت للبحث عن توحيد الفصيلين لا تزال تناقش سبل الوصول إلى اتفاق واسع لتوحيد الحركتين. وكانت المفاوضات بين حركتي الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي، متعثرة منذ عدة أشهر، بسبب خلافات حول اسم الكيان الجديد وتوزيع المناصب، وكذلك حول العلاقات مع الخارج. ونقطة الاتفاق الوحيدة بين الطرفين حتى الآن تتمثل في معارضة الحكومة الصومالية ومحاربة قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) العاملة في مقديشو.

ويطالب الحزب الإسلامي من الحركة بإعطاء قادته مناصب رفيعة في الأقاليم التي تسيطر عليها الحركة، كما أن الحزب رفض قبول طلب من حركة الشباب بالانضمام الكامل إليها وتسليم أسلحته. وحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن ممثلي الحزب في المفاوضات اقترحوا اندماج الطرفين مع بعضهما البعض أولا، ثم تقاسم السلطة فيما بينهما سويا، الأمر الذي رفضته حركة الشباب. وتضيف هذه المصادر أن حركة الشباب اقترحت من جانبها أن يصبح قادة الحزب أعضاء عاديين في الحركة - التي انضم إليها الكثير من قادة الحزب طوعا - بعد الاندماج، دون إعطاء ضمانات بإسناد مناصب، وإعطاء الشيخ حسن طاهر أويس (زعيم الحزب الإسلامي) منصبا شرفيا.

وقد نجحت حركة الشباب في ضم قيادات ومقاتلين من الحزب الإسلامي في مناطق مختلفة من الصومال، ودخل الطرفان أيضا في حرب دامية في جنوب الصومال، انتهت لصالح حركة الشباب المجاهدين، التي باتت الآن تسيطر على معظم جنوب ووسط البلاد. فيما يسيطر الحزب الإسلامي على مناطق محدودة في غرب العاصمة وأجزاء من إقليم شبيلي السفلي المتاخم لإقليم العاصمة. وتضيف المصادر كذلك أن المفاوضات بين الطرفين تكاد تنتهي بالفشل بسبب إصرار الطرفين بمواقفهما المتشددة، رغم نفي الحركتين ذلك، ومن المستبعد أن تعامل حركة الشباب حليفها، الحزب الإسلامي، على قدم المساواة.

ويري المراقبون أن توحيد حركتي الشباب والحزب الإسلامي لن يغير كثيرا من الخريطة العسكرية في الصومال، وإنما سيجنبهما الدخول في صراع بينهما، كما حدث في كيسمايو في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، حيث كان الطرفان قد خاضا عدة معارك متكررة على خلفية خلافات سياسية فيما يتعلق بالسيطرة على المناطق الاستراتيجية في محافظات جوبا بجنوب البلاد. ومنذ أشهر كان كلا الطرفان يسعى لاحتواء وإنهاء الخلافات بينهما، وتوحيد مقاتليهما، لمقاتلة القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) العاملة في مقديشو.

وعلى صعيد آخر، قالت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي: إن قراصنة صوماليين خطفوا أمس، سفينة ترفع علم بنما، وتدعى السفينة «سويز»، وعلى متنها طاقم مكون من 23 فردا. وأضافت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في بيان «السفينة كانت تنقل شحنة من الأسمنت، يبلغ وزنها 17300 طن، وتعرضت لنيران أسلحة خفيفة». وقالت إن أفراد الطاقم من مصر وباكستان وسريلانكا والهند. وقال المكتب الدولي للملاحة، وهو جهة مراقبة تابعة للملاحة الدولية ومعنية بنشاط القرصنة، إنه سجل 27 عملية خطف ناجحة قبالة ساحل الصومال، وفي خليج عدن منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى يونيو (تموز) عام 2010. وأضاف المكتب في بيان «أن هجمات القراصنة الصوماليين خلال النصف الأول من العالم الحالي تراجعت بمقدار الخمس تقريبا، مقارنة بالهجمات التي حدثت بالفترة نفسها من العام الماضي.

من جهة أخري، احتفل إقليم بونت لاند، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، بإحياء ذكرى مرور 12 عاما على قيامه، وشهدت مدن جاروي، وبوصاصو، وجالكعيو، احتفالات متنوعة. وفي كلمة له بهذه المناسبة في مدينة جاروي (العاصمة الإدارية لإقليم بونت) قال رئيس بونت، عبد الرحمن محمد فارولي: «هذا يوم تاريخي لشعب بونت لاند، لأنه اليوم الذي نجحت فيه بونت في خلق تجربة طموحة وفريدة لبناء كيان سياسي يتمتع بحكم شبه ذاتي، يمكن أن يكون نموذجا لباقي أنحاء البلاد، خاصة في المناطق الجنوبية التي تمزقها الحروب».

وأضاف «أن شعب وحكومة بونت لاند سعداء بالاستقرار الذي يتمتع به إقليم بونت». وعبر عن استيائه البالغ، من الظروف والحرب في جنوب البلاد. وكان الرئيس الصومالي السابق عبد الله يوسف أحمد، المؤسس الفعلي لولاية بونت، وذلك في 1 أغسطس (آب) عام 1998.