300 ألف طالب أجنبي يرافقهم 31 ألفا من عوائلهم دخلوا بريطانيا في غضون 12 شهرا

وزير الهجرة البريطاني: سيكون هناك مراجعة شاملة لقواعد منح التأشيرات الطلابية

TT

كشفت الأرقام الرسمية أن عدد الطلاب الذين يدخلون بريطانيا من البلدان غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي زادت بنسبة أكثر من 75 ألفا في غضون الـ12 شهرا الماضية، على الرغم من طلب متزايد من الطلبة البريطانيين لم يسبق لها مثيل على الجامعات والكليات.

وكشفت الأرقام عن تدفق مزيد من المرافقين للطلبة الأجانب من عوائلهم، الذين قدرت الأرقام أعدادهم بنحو 31 ألف شخص. ويجيء ذلك عقب إدخال نظام العمل في مجال الهجرة على أساس النقاط التي كان من المفترض أن تجعل من الصعب على المهاجرين غير المهرة أن يأتوا إلى بريطانيا. إلا أن النظام الجديد لم يجعل من الصعب بالنسبة للمهاجرين دخول بريطانيا بتأشيرات طلبة، وفقا لأرقام حكومية.

وقالت الحكومة إن نظام التأشيرة الطلابية سهل حدوث انتهاكات لقوانين الهجرة. ومن جهته قال داميان غرين، وزير الهجرة البريطاني: «سيكون هناك مراجعة شاملة لقواعد منح التأشيرات».

والكثير من الطلاب يدخلون بريطانيا للحصول على منحة جامعية بصورة مشروعة، وترى في الوقت ذاته الجامعات مصاريف الطلاب الأجانب كمصدر دخل مربح في وقت تزداد فيه التخفيضات في ميزانيات التعليم العالي. وأظهرت الدراسات الحديثة أن ما يصل إلى ثلث الجامعات البريطانية تستعد لزيادة عدد الدارسين الأجانب فيها من سبتمبر (أيلول) المقبل.

وهناك عشرات الآلاف من الطلاب الأجانب يلتحقون بمدارس تعليمية للحصول على مكان يؤهلهم للدرجات الجامعية. وفي العام الماضي تبين أن بعض هذه الكليات تقدم درجات في مواضيع مثل مهارات السيرك، والوخز بالإبر والطب القديم. وتقدم الكثير من الطلاب بموجب تلك الشهادات للحصول على حق العمل في بريطانيا بعد تخرجه. ويعتقد أيضا أن 4 آلاف من المهاجرين غير الشرعيين استفادوا من نظام التأشيرات الطلابية عبر التسجيل في كليات وهمية للتسلل إلى البلاد.

وأضاف غرين وزير الهجرة البريطاني: «نحن ملتزمون بجذب ألمع وأفضل الطلاب الأجانب إلى المملكة المتحدة، ونحن نرحب بهم للمجيء إلى هنا للدراسة»، مشيرا إلى أنه «كان هناك في الماضي إساءة كبيرة للمسار الطلابي، ونحن بحاجة إلى ضمان أن يكون كل طالب جاء لغرض الدراسة وليس لأمر آخر. لذلك سنجري تقييما شاملا لنظام تأشيرات الطلاب على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة، وسوف تتخذ تدابير جديدة للحد من انتهاكات قوانين الهجرة».

ووفقا لأرقام وزارة الداخلية هناك 313011 ألف طالب أجنبي تم منحهم التأشيرات في غضون الـ12 شهرا، حتى مارس (آذار) الماضي، وأيضا أحضروا معهم 31 ألف مرافق. وبموجب نظام الهجرة الجديد على أساس النقاط يتوجب على الطالب الحصول على 40 نقطة ليأتي إلى بريطانيا. وقال السير أندرو غرين، رئيس مجلس إدارة جماعة إيميغريشن ووتش يو كيه، المعنية بشؤون الهجرة، إن «هناك أدلة متزايدة على أن النظام الجديد على أساس النقاط وفر الباب الخلفي إلى بريطانيا لتأشيرات الطلاب الوهمية».

وكانت مدارس اللغات فازت أمام المحكمة العليا البريطانية الشهر الماضي في دعوى اعترضت فيها على القيود التي فرضتها الحكومة على منح تأشيرات سفر للطلاب الأجانب الساعين إلى دخول بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية. وطبقت الحكومة العمالية السابقة التي خسرت في انتخابات مايو (أيار) إجراءات تحول دون حصول الطلاب الأجانب المبتدئين على تأشيرة دخول لدراسة الإنجليزية في البلاد. وقدمت هذه الإجراءات على أنها ترمي إلى الحؤول دون الغش بعد إغلاق مدارس اعتبرت واجهة لتسهيل الهجرة غير الشرعية.

لكن جمعية مدارس اللغة الإنجليزية (إنغلش يو كاي) قدمت طعنا بتلك الإجراءات، مؤكدة أنه كان على الحكومة التحرك عبر القنوات التشريعية.

وأمر قاضي المحكمة العليا ديفيد فوسكت بطرح هذه الإجراءات على البرلمان. وقال المسؤول في جمعية «إنغلش يو كاي» توني ميلنز: «نعتقد أن هذا القرار جيد للاقتصاد البريطاني الذي يتلقى من قطاع تعليم الإنجليزية 1.5 مليار جنيه إسترليني سنويا»، أي قرابة 1.8 مليار يورو.