المغرب يحتج لدى إسبانيا بعد تكرر اعتداءات ضد مغاربة قرب مليلية

الرباط استدعت السفير الإسباني ووصفت تصرفات الشرطة الإسبانية «بالعنصرية»

TT

احتج المغرب مجددا لدى إسبانيا بسبب اعتداءات يتعرض لها مغاربة قرب مدينة مليلية التي تحتلها إسبانيا في شمال المغرب، واستدعى الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي لويس بالاناس بوتشاديس سفير إسبانيا في الرباط ليبلغه «استياء المغرب الشديد من استعمال الشرطة الإسبانية للعنف الجسدي ضد مواطنين مغاربة عند نقطة العبور مليلية». واعتبر الفاسي أن ما حدث «تصرف غير مقبول».

ويتزامن ذلك مع دعوى قضائية أقامها 5 شبان مغاربة يقيمون في بلجيكا ضد الشرطة الإسبانية بعد أن تعرضوا لضرب مبرح، بسبب حملهم علم بلادهم، عندما أرادوا العبور إلى مليلية الشهر الماضي. وقال بيان أصدرته الخارجية المغربية الليلة قبل الماضية إن المواطن المغربي مصطفى بلحسن، وهو طالب في الثلاثين من العمر تعرض أول من أمس لاعتداء جسدي من قبل عناصر من الشرطة الإسبانية وتم نقله إلى مستشفى مليلية بعد أن أشبع ضربا مما أدى إلى إصابته بجروح. وأضاف البيان أن «بلحسن كان يحمل كيسا بلاستيكيا به كيلوغرام ونصف من سمك السردين الطري واعتبرت الشرطة الإسبانية أن السردين يتوفر على شروط السلامة الصحية المطلوبة وعلى أثر ذلك لجأت إلى ضرب المواطن المغربي، بدلا أن تؤدي الشرطة المهمة الموكولة لها طبقا لما هو معمول به في هذا الشأن». وقال البيان إن الحكومة المغربية «تدين بشدة مثل هذه التصرفات التي تحط من الكرامة الإنسانية وتتعارض مع جميع الأخلاقيات، والتي تنطلق من أسس عنصرية واضحة».

وقالت مصادر الخارجية المغربية إنها المرة الثالثة التي يتعرض فيها مغاربة إلى الضرب من طرف الشرطة الإسبانية خلال بضعة أسابيع. وكانت الحكومة المغربية احتجت رسميا في 16 يوليو (تموز) الماضي وبقوة عقب تعرض الشبان المغاربة الخمسة الذين يقيمون في بلجيكا لاعتداء من طرف الشرطة الإسبانية خلال عبورهم نحو مليلية، وقالت الخارجية المغربية إن الشبان المغاربة تعرضوا «لمعاملة سيئة وعنف جسدي» في مركز بني نصار قرب مدينة الناظور (شمال المغرب) عندما كانوا يريدون العبور بسيارتهم إلى مليلية في طريقهم إلى العاصمة البلجيكية بروكسل حيث يقيمون. وذكر أن الشبان الخمسة أصيبوا بجروح بعد تعرضهم للضرب، حيث نقلوا إلى مستشفى في الناظور وعولجوا هناك. وأشارت الخارجية المغربية إلى أن الشبان الخمسة كانوا يحملون علما مغربيا في سيارتهم عندما عبروا نحو مليلية وأن الشرطة الإسبانية اعتدت عليهم بسبب حملهم لراية بلادهم، ووصفت الخارجية المغربية ردة فعل الشرطة الإسبانية بأنها «تجاوز خطير ينافي كل القواعد الأخلاقية والأعراف» و«إن الحكومة المغربية تعرب عن احتجاجها الشديد على هذا التصرف غير المقبول» الذي لا شيء يبرره «بأي حال من الأحوال». وكان الشبان المغاربة على وشك عبور الحدود في سيارتهم المكشوفة حيث كانوا يعتزمون الاحتفال بعيد ميلاد أحدهم في مليلية، وعند وصولهم نقطة الحدود طلب منهم أحد أفراد الشرطة الإسبانية الوثائق الشخصية، حيث جرى تقديمها من قبل الشبان المغاربة وبعد التحقق منها تم إعادتها إليهم، لكن الشرطة الإسبانية أجبرتهم على التخلص من العلم المغربي وتوجيه إهانات لهم بعد رفضهم التخلص من العلم. وبعد مناوشات كلامية مع الشرطة الإسبانية حضرت مجموعة من عناصر مكافحة الشغب الإسبانية في محاولة لنزع العلم بالقوة، مما أدى إلى أن يتحول الأمر إلى عنف من طرف الشرطة وتعرض الشبان لضرب مبرح لكنهم تمكنوا من الإفلات من عناصر مكافحة الشغب وقفلوا راجعين إلى نقطة الحدود المغربية. وتمسك الشبان المغاربة الخمسة أمام القضاء الإسباني في مليلية بحضور محامي الدفاع في شكواهم ضد «العنف المفرط» الذي استخدمته قوات الشرطة الإسبانية ضدهم، وأشار محامي الدفاع إلى أن ما حدث جرى تسجليه من قبل كاميرات المراقبة الموجودة في المعبر الحدودي، وطالب بإنشاء لجنة قضائية بهدف استعادة شريط التسجيل، مشيرا إلى أن معاملة الشرطة للشبان المغاربة غير قانونية وغير مفهومة لأنها تتعلق بحمل علم بلد آخر.

وفي سياق ذي صلة قالت وكالة «أندلس برس» إن محكمة الجنايات بمدينة لاس بالماس قضت بـ96 سنة سجنا في حق 3 مغاربة كانوا يقودون قاربا غرق قبالة جزيرة لانثاروتي في فبراير (شباط) من العام الماضي مما أدى إلى وفاة 25 مهاجرا بينهم 9 أطفال. وحكمت المحكمة على المغربيين يوسف الفتوح ومحمد سيدي باهيا وإبراهيم جبيلو بـ32 عاما سجنا، و7 سنوات لارتكاب جريمة ضد حقوق مواطنين أجانب وعامين سجنا بتهمة القتل غير العمد. وجاء في حيثيات الحكم أنه في مساء 15 فبراير شوهد القارب المذكور قبالة ساحل بلدية تغيس على بعد بضعة أمتار من قرية كوكوتيروس وكان يحمل 31 شخصا. وكان القارب أبحر فجرا في 13 فبراير من العام الماضي من نقطة في جنوب المغرب. يشار إلى أن المتهم إبراهيم جبيلو منظم الرحلة في المغرب هو من تقاضى أجور نقل المهاجرين وأسكنهم إلى حين تسليمهم لربان القارب الذي ساعدهم في الإبحار وتم القبض عليه في يوليو من العام الماضي بتهمة نقل مهاجرين غير شرعيين من المغرب إلى إسبانيا.