أراد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط للقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية الأسبق، إميل لحود أن يكون عائليا وحميميا، عساه ينهي مرحلة من الخلافات الجذرية والمواقف المتصلبة المتضادة، فاصطحب معه إلى منزل الرئيس الأسبق في «برج الغزال» نجله تيمور، وزوجته، في حضور النائب السابق إميل إميل لحود وزوجته، ورالف إميل لحود. اللقاء الذي لم يتطرق للسياسة، حمل أكثر من بعد سياسي، فبرمزيته دحر مرحلة من العداء والخصومة بين وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي، ورئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق، ومن خلاله النظام السوري ككل.
وكانت قد سبقت اللقاء سلسلة من المشاورات التي قادها النائب السابق إميل لحود واتصال هاتفي بين الرجلين في مايو (أيار) الماضي، أنهى قطيعة سياسية دامت أكثر من ست سنوات. وفي تفاصيل اللقاء أنه «كلما حاول جنبلاط التطرق إلى موضوع العلاقة المتوترة التي جمعت الرجلين في المرحلة السابقة كان الرئيس لحود يقطع الحديث، فهو وبحسب مصادر مقربة منه يعتبر أنه وبمجرد أن أصبح هو وجنبلاط في الخط السياسي نفسه فهذا يعني طي صفحة الخلافات الماضية».وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الخلاف بين الرئيس لحود والنائب جنبلاط لم يكن يوما شخصيا لذلك وبمجرد حلوله ضيفا في دارة الرئيس فهذا يعني فتح صفحة جديدة للتأسيس للمرحلة المقبلة.. كل ما له علاقة بالسياسة تم تجاوزه». وكشفت المصادر أن «جنبلاط ولحود خرجا إلى شرفة المنزل المواجهة لساحة الشهداء التي أرخت المرحلة الماضية لكنهما اكتفيا بتبادل بعض الابتسامات عوض الغوص بالعتاب وبمواضيع لن تقدم أو تؤخر».
وتجدر الإشارة إلى أن جنبلاط كان قد أرسل للرئيس لحود في مايو الماضي كتاب «السقوط إلى الهاوية» للكاتب الباكستاني أحمد رشيد الذي يتحدث فيه عن التجربة الأميركية الفاشلة في أفغانستان بعد الهجوم الإرهابي على مركز التجارة العالمي في 11سبتمبر(أيلول) عام 2001.
ولفت ما صدر من بيان عن مكتب الرئيس لحود تحدث عن «مسيرة عائلية مشتركة ومتجذرة في التاريخ»، وقال:«لحود وجنبلاط وجدا أن القواسم الوطنية المشتركة بينهما توفر مساحة تلاق لا اصطناع فيها ولا لبس ولو تباعدت المواقف السياسية أحيانا. ذلك أن وحدة لبنان وشعبه ومنعة جيشه ومقاومته وتوثيق العلاقات مع الشقيقة سورية والتصدي لمشاريع العدو الإسرائيلي الخطيرة والمدعومة والتوسعية في لبنان وفلسطين والمنطقة إنما هي قواسم مشتركة لنضال وطني واحد يجمع بين الرجلين ولا تفرقه الأهواء. وأمل كل من لحود وجنبلاط أن تنتقل هذه الوشائج إلى الأولاد والأحفاد الذين يسلكون درب الكرامة الوطنية ذاتها».
من جهته، اعتبر أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فياض أن «رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تحرك، ويتحرك على أكثر من صعيد فهو لا يمكن أن يضيع كل جهوده الماضية»، ولفت إلى أن «جنبلاط أعلن منذ سنة استقلال حركته السياسية التي أعادت العلاقات مع الكثير من الفرقاء في الداخل. واعتبر أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأسبق إميل لحود هو إحدى الخطوات التي أنهت ملفا مثقلا بين الرجلين».