أوباما يحتفل بعيده الـ49.. بجمع التبرعات لحزبه

حملة منظمة لجعل عيد ميلاد الرئيس الأميركي فرصة لتحسين شعبيته

أوباما خلال توقيعه في البيت الأبيض على قانون «الحكم العادل» أمس وهو قانون جديد يهدف لتصحيح فروقات في الحكم على من يستخدمون أنواعا مختلفة من المخدرات (إ.ب.أ)
TT

يحتفل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم بعيد ميلاده الـ49، في أجواء مختلفة تماما عن تلك التي أحاطت بعيده العام الماضي عندما كان يتمتع بشعبية عالية في أشهره الأولى في البيت الأبيض. ومع تدني شعبية أوباما لأدنى المستويات منذ توليه الرئاسة ومواجهة الحزب الديمقراطي تحديات حقيقية قبل الانتخابات النصفية في الكونغرس الخريف المقبل، قرر الحزب الديمقراطي جعل عيد ميلاد أوباما محورا لجمع التبرعات المالية وكسب التأييد الشعبي له.

وعشية احتفال أوباما بعيد ميلاده، نشرت صحيفة «يو إس آي توداي» نتائج استطلاع رأي أجرته مع معهد «غالوب» أظهر أن 41 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن رئاسة أوباما، وهذا أدنى مستوى يسجل لأوباما منذ توليه السلطة في يناير (كانون الثاني) 2009. وهناك مشكلات عدة تواجه أوباما أدت إلى تراجع شعبيته، منها الأزمة الاقتصادية والحرب في أفغانستان التي تزداد تعقيدا مع اقتراب دخولها العام التاسع. وأظهر استطلاع الرأي أن 36 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن استراتيجية أوباما في أفغانستان، بعد أن كانت النسبة 48 في المائة في فبراير (شباط) الماضي. أما معالجة الأزمة الاقتصادية فـ39 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن سياسات أوباما فيها.

وكل هذه المؤشرات تدفع الحزب الديمقراطي إلى بذل جهود جديدة لكسب التأييد لأوباما ومن خلاله التأييد للحزب الذي يسعى للحفاظ على أغلبيته في الكونغرس. ويستضيف مقر الحزب الديمقراطي في مبنى الكونغرس مساء اليوم مناسبة «عيد ميلاد» للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الأميركي، الذي سيحتفل بعيد ميلاده بشكل خاص في مدينة شيكاغو التي يتوجه إليها عصر اليوم.

وأفاد فرع الحزب الديمقراطي في الكونغرس في رسالة إلكترونية إلى مؤيديه أن «مناسبة عيد الميلاد» التي يستضيفها الحزب ستكون «فرصة للتواصل مع آخرين يؤيدون أجندة الرئيس»، بحسب الدعوة. وأضافت الرسالة أن انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل «تلعب دورا أساسيا في إبقاء الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب والشيوخ»، في إشارة إلى أهمية تكثيف الحملة الانتخابية للمرشحين من الحزب الديمقراطي خلال الأشهر الثلاثة الباقية.

وبالإضافة إلى مناسبة عيد الميلاد في مقر الحزب الديمقراطي في الكونغرس، هناك العشرات من الاحتفالات المشابهة في مدن أميركية عدة يرعاها الحزب الديمقراطي. كما تعمل جمعية «التنظيم من أجل أميركا»، وهي جمعية مرتبطة بالحزب الديمقراطي ولعبت دورا أساسيا في تنظيم حملة أوباما الانتخابية للرئاسة، على استغلال هذه المناسبة لحشد التأييد لأوباما وإعادة التواصل مع القاعدة الشعبية الليبرالية التي أيدت ترشيحه منذ الأول للرئاسة.

وبعثت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما رسالة إلى مؤيدي زوجها عبر موقع «التنظيم من أجل أميركا» تطلب منهم توقيع «بطاقة عيد ميلاد» لأوباما. وقالت ميشيل في الرسالة الإلكترونية التي أرسلت إلى مئات الآلاف من الأميركيين إن «العام الماضي كان عاما كبيرا ومزدحما» لأوباما، مضيفة أنها تريد أن تحتفل بهذا العام وتدعم عامه المقبل. وتابعت: «إنني أكتب بطاقة عيد ميلاد أريدكم أن توقعوها، مع مؤيدي (التنظيم من أجل أميركا) وأنا وماليا وساشا وبو، نتمنى له عيد ميلاد سعيد ونخبره أننا مستعدون أن نواجه العام المقبل بجواره»، في إشارة إلى ابنتيها ماليا وساشا وكلبهم بو. ومن الملفت أنه على الرغم من جهود ميشيل أوباما لتوصيل بطاقة عيد ميلاد مليئة بالتواقيع الأميركية لزوجها في يوم عيد ميلاده، فإنها لم تحضر شخصيا هذا اليوم إذ أنها في إجازة مع ابنتها ساشا في إسبانيا بينما ماليا تشارك في معسكر صيفي مع أصدقائها. ولذا سيمضي أوباما يوم عيد ميلاده بمفرده في شيكاغو.

ومن اللافت أن كل من وقع البطاقة الإلكترونية لأوباما حصل على رسالة شكر دورية – وطولب بتقديم تبرعات للحزب الديمقراطي ليساعده على خوض انتخابات الكونغرس. وقد كثف أوباما في الآونة الأخيرة من مشاركته في عشرات من وجبات غداء وعشاء تصل أسعار تذاكر حضورها إلى 30 ألف دولار من أجل جمع التبرعات لمرشحين للكونغرس. وكان آخر هذه اللقاءات في أتلانتا عصر أول من أمس في فندق حياة ريجنسي، حيث قال أوباما إن هناك حاجة ماسة لحشد المؤيدين والمضي قدما. وأضاف: «إذا عملتم جاهدين يا ديمقراطيين، مثلما عملتم من أجلي عام 2008، فسنواصل المضي قدما، ولن نعود إلى الخلف» في إشارة إلى السماح للحزب الجمهوري بالسيطرة على الكونغرس مجددا.

ويذكر أن أوباما احتفل العام الماضي بعيد ميلاده الأول في البيت الأبيض مع عائلته، كما قدم كعكة للصحافية المخضرمة هيلين توماس التي تشاركه يوم عيد الميلاد نفسه. إلا أن هذا العام الوضع مختلف، فتوماس خرجت من البيت الأبيض بسبب تصريحات ضد إسرائيل واستقالت من عملها الصحافي، بينما أوباما يعاني من تراجع شعبيته وشعبية حزبه مما يقلل من أجواء الاحتفالات ويعيد أجواء العمل الدؤوب للحفاظ على ما حققه الحزب الديمقراطي من مكاسب خلال عام 2008.