الحكيم: تحفظنا على المالكي مرده تحفظات واسعة على الساحة.. وتحالفنا مع علاوي خيار قائم

مقرب من المرجعية لـ «الشرق الأوسط»: أوباما طلب من السيستاني التدخل لحل أزمة الحكومة

جانب من مؤتمر المبلغين والمبلغات الذي انعقد في النجف أمس، وبدا فيه عمار الحكيم زعيم الائتلاف الوطني العراقي («الشرق الأوسط»)
TT

أكد مصدر مقرب من المرجعية الدينية في النجف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسالة إلى المرجع الشيعي آية الله السيستاني يطلب منه التدخل في حل أزمة تشكيل الحكومة العراقية. إلى ذلك، انتقد ثلاثة مراجع دين في النجف عدم تشكيل الحكومة العراقية، مؤكدين أن «صبر الشعب قد نفد، ولم يعد بوسعنا إسكات الناس أكثر من ذلك». وكشف مصدر مقرب من المرجعية لـ«الشرق الأوسط» عن أن «هنالك رسالة من الرئيس الأميركي أوباما يطلب من المرجع الديني الأعلى علي السيستاني التدخل لحل أزمة تشكيل الحكومة». وبدوره قال حامد الخفاف المتحدث الرسمي باسم السيستاني في اتصال هاتفي معه في لبنان: «لا تعليق لدينا حول موضوع الرسالة».

إلى ذلك، قال عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزعيم الائتلاف الوطني العراقي، أمس، إن تحفظات ائتلافه على ترشيح نوري المالكي, رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف دولة القانون, لرئاسة الحكومة لولاية ثانية هو بسبب «التحفظات الواسعة على الساحة العراقية». ونقلت وكالة «رويترز» عن الحكيم قوله إن التحالف مع القائمة العراقية التي يترأسها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ما زال خيارا قائما يمكن أن يشكل النواة لتشكيل الحكومة المقبلة.

وطالب الحكيم من ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي، والذي جاء ثانيا في الانتخابات بعد القائمة العراقية، بأن يقدم مرشحا بديلا عن المالكي «يحظى بالمقبولية من قبل الآخرين». وقال الحكيم: «التحفظ الذي يبديه الائتلاف الوطني على مرشح دولة القانون (المالكي) إنما هو لوجود تحفظات واسعة على الساحة الوطنية». وأضاف: «لا أعتقد أننا بحاجة إلى أن نبرهن على مثل هذه التحفظات الواسعة».

وكان الائتلافان قد اتفقا على تشكيل تحالف بينهما سمياه «التحالف الوطني»، بعيد الإعلان عن نتائج الانتخابات للوقوف أمام القائمة العراقية، لكن الخلاف بين الائتلافين سرعان ما نشب بسبب الاختلاف على منصب رئيس الوزراء، حيث يصر ائتلاف دولة القانون على تسمية المالكي مرشحا وحيدا لرئاسة الحكومة، وهو موقف يرفضه الائتلاف الوطني العراقي، الذي يضم أيضا الكتلة الصدرية، رفضا قاطعا. وأدى الخلاف بين الطرفين إلى عدم تشكيل الحكومة رغم مرور ما يقارب خمسة أشهر على إجراء الانتخابات، وهو ما شكل حالة رفض من قبل جميع الأوساط السياسية والشعبية العراقية. وإزاء استمرار الخلاف أعلن الائتلاف الوطني قبل أيام وبشكل رسمي وقف مباحثاته مع دولة القانون إلى حين طرح اسم مرشح آخر غير المالكي.

وتحدث الحكيم عن خيارات ائتلافه، وقال إن خيار التحالف مع قائمة علاوي، التي تضم خليطا مذهبيا وقيادات بارزة من الشيعة والسنّة ومع التحالف الكردي هو احتمال قائم لتشكيل «نواة لحكومة شراكة وطنية»، مستثنيا في كلامه ائتلاف المالكي.

من جهة أخرى، انتقد مراجع شيعة خلال كلمات ألقيت نيابة عنهم في مؤتمر المبلغين والمبلغات الذي أقيم في النجف أمس عدم تشكيل الحكومة العراقية، داعين إلى الإسراع بتشكيلها. وطالب الشيخ محمد إسحاق الفياض في كلمته الكتل والأحزاب السياسية كافة «بالتخلي عن المصالح الشخصية والأغراض الخاصة والابتعاد عن النظرة الحزبية الضيقة والكف عن اللهاث وراء المناصب والكرسي والتخاصم مع الشركاء السياسيين من أجل تحقيق مكاسب سياسية محدودة على حساب المصالح العامة ومنفعة الشعب، لأن ذلك سيجعلهم شيئا فشيئا معزولين ومنبوذين من قبل الشعب». وأضاف: «نطالب الكتل والأحزاب السياسية جميعا بالعمل الجاد والمبادرة العاجلة لحل الأزمات الخانقة الكثيرة التي يعاني منها البلد، وتكثيف الجهود لتوفير الخدمات الأساسية في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن صبر الشعب يكاد ينفد، ولم يعد بوسعنا إسكات الناس أكثر من ذلك». بدوره قال المرجع الديني الشيخ بشير النجفي في كلمته التي تلاها عنه نجله الشيخ علي النجفي: «يجب أن نلتفت إلى ما يجري في البلد، والناس يتوقعون منا أن نسعى في تحصيل ما يفقدونه من حقوقهم وما حرموا منه من الخيرات.. وقد تعب الشعب من الانتظار، ومل الوعود، وسئم التسويف، ولصبر الشعب حدود، فينبغي لنا أن نوجه المسؤولين وندعوهم إلى التفكير في الشعب».

أما كلمة المرجع محمد سعيد الحكيم التي تلاها نجله محمد حسين الحكيم فجاء فيها: «يتطلع العراقيون بفارغ الصبر إلى الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة، ومن المؤسف حقا أن يتأخر ذلك إلى هذا الوقت، خصوصا أن المواطنين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع بأمل كبير في تقدم العملية السياسية وتطويرها ودفعها إلى الأمام بما يخدم مصلحة البلد، وقد أصيبوا بإحباط كبير نتيجة التلكؤ في هذا الأمر الحيوي والبالغ الأهمية». ودعا الحكيم في كلمته «الجميع إلى رعاية المصلحة العامة والإسراع في تشكيل الحكومة بما يخدم مصالح البلاد العليا، فإنهم بذلك يحفظون مصالح شعبهم وكرامة بلدهم، ويستعيدون ثقة الناس بهم، وبخلاف ذلك ستحل الكارثة بالجميع».