مستوطنون يقتحمون «قبر يوسف» في نابلس للصلاة

الجيش الإسرائيلي يعود ويهدم قرية الفارسية في الأغوار.. وفياض يتعهد بدعم صمود سكان المنطقة

فلسطينية وطفلتها تتفقدان الدمار الذي خلفه الجنود الاسرائيليون بعد اقتحام منزلهما في بلدة عصيرة الشمالية قرب نابلس، امس (أ.ف.ب)
TT

أعادت إسرائيل أمس هدم ما يزيد على 23 خيمة ومسكنا ومنشأة كان أصحابها قد أعادوا بناءها في قرية الفارسية في الأغوار، والتي سوتها الجرافات الإسرائيلية بالأرض قبل أسبوعين.

وشردت الشرطة الإسرائيلية أكثر من 70 من الأهالي كانوا يسكنون هذه الخيام وبيوت الصفيح التي أعيد بناؤها من جديد بمساعدة السلطة الفلسطينية التي تحاول دعم صمود أهل الأغوار في وجه الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تستهدف بقاءهم.

في غضون ذلك قال مجلس قروي الفارسية، إن «قوات الاحتلال داهمت صباحا القرية وهدمت جرافاتها المساكن المعاد بناؤها التي يعود أغلبها لعائلة دراغمة وأعادت تشريد أهلها واعتدت على المواطنين هناك». واعتبر فتحي خضيرات منسق حملة «أنقذوا الأغوار» أن إسرائيل تستهدف اقتلاع المواطنين نهائيا من الأغوار، باستخدام أساليب مختلفة. وتأتي الهجمة على قرية الفارسية ضمن سلسة إجراءات مختلفة تتخذها إسرائيل في الأغوار في محاولة لتفريغها من سكانها الفلسطينيين.

وتكتسب الأغوار أهمية استثنائية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس لكونها منطقة حدودية وتشكل ثلث مساحة الضفة وحسب، بل لأنها تطفو على نحو 47% من كمية المياه الجوفية في فلسطين، وتعتبر بوابة الضفة الوحيدة وعمقها الاستراتيجي.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض «إن منطقة الأغوار التي تزيد مساحتها على ربع مساحة الضفة الغربية، لا يقطنها جراء هذه السياسة الإسرائيلية أكثر من 50 ألف مواطن بسبب سيطرة الجيش على معظم أراضي الأغوار، ومصادر المياه الجوفية فيها. ولمواجهة مخاطر هذه السياسة، وتعزيز صمود المواطنين في الأغوار والمناطق المهددة الأخرى من الاستيطان والجدار ومصادرة الأراضي، تواصل السلطة الوطنية في إطار خطتها لاستكمال بناء مؤسسات الدولة تنفيذ المشاريع الألف الثانية من مشاريع التنمية ودعم الصمود حيث يتم بلورتها وفقا لأولويات الموطنين».

وأشار فياض إلى أن الحكومة رصدت جزءا مهما من ميزانيتها لهذا الجهد التنموي الهادف لإحداث تغيير في واقع تلك المناطق وخلق الحقائق الإيجابية على الأرض، وأضاف «لا دولة فلسطينية دون الأغوار، ولن تكون الحدود الشرقية لها سوى مع الأردن كما أنه لا دولة دون القدس وقطاع غزة». وتعهد فياض بتعزيز صمود أهالي الأغوار، وقال «لا يسعني إلا أن أشد على أيادي المواطنين لتشبثهم بأرضهم فالعنوان الرئيسي للأغوار هو.. البقاء مقاومة.. والبناء مقاومة.. وهذا ليس في الأغوار بل في كل المدن والقرى والمخيمات والخرب ومضارب البدو وخاصة تلك المتضررة من الاستيطان والجدار». لكن خطط فياض تصطدم بواقع سيطرة إسرائيل على جميع مصادر الثروات الطبيعية هناك بما فيها المياه التي تحرم تجمعات الفلسطينيين منها مما ساعد في هجرة المزارعين ورعاة الأغنام.

وصعدت إسرائيل أمس في الضفة وهدمت محددة ومنزلا في منطقة العوجا القريبة من أريحا والأغوار. أما في جنين شمال الضفة، فاعتقلت 49 فلسطينيا من قرية جلبون شرق جنين. وشن الجيش حملة الاعتقالات فجرا، بعد اخرج اهاليها في العراء بحجة البحث عن مطلوبين. وبعد تحقيق استمر عدة ساعات مع المعتقلين أفرج عن 46 منهم.

وجاء التصعيد الإسرائيلي الرسمي في الضفة مصحوبا بآخر من قبل المستوطنين، واقتحم مئات المستوطنين قبر يوسف بمدينة نابلس شمال الضفة المحتلة بحجة تأدية طقوس دينية. ودخل المستوطنون نابلس، وتوجهوا لمنطقة «قبر يوسف»، تحت حماية الجيش.

من جهة ثانية، اشتبك مستوطنون في الخليل مع الجيش الإسرائيلي عندما شرع بإخلاء بؤرة عشوائية في منطقة البويرة المحاذية لمستوطنة كريات أربع، واندلعت إثر ذلك مواجهات بين الطرفين انتهت باعتقال 4 مستوطنين. ورد المستوطنون على إخلاء البؤرة لاحقا، بإحراق أراض زراعية فلسطينية احتجاجا.