باراك يبدأ اليوم اتصالاته لاختيار رئيس الأركان القادم من بين 5 مرشحين

قائد الجيش القادم يجب أن يكون قادرا على معالجة الموضوع الإيراني

TT

يبدأ وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، اليوم اتصالاته مع المرشحين الخمسة لخلافة غابي اشكنازي في منصب رئيس الأركان، وذلك قبل 6 أشهر من موعد انتهاء الدورة. وقد ووجهت هذه الخطوة بانتقادات واسعة في الشارع الإسرائيلي. ورأى فيها الكثيرون مساسا مقصودا بل إهانة لرئيس الأركان الحالي. وتساءلوا: «لماذا باراك متعجل من أمره بهذه الصورة؟.. هل يريد أن يجعل من اشكنازي قائدا وهميا، يعمل في ظل رئيس أركان معين».

إلا أن مكتب باراك رفض هذا الاتهام وقال لأن تصرفه قانوني وله أهداف مهنية بحتة وإنه قرر بدء المشاورات بالتنسيق الكامل مع اشكنازي، الذي سيظل رئيسا للأركان حتى آخر يوم في دورته، التي تنتهي في فبراير (شباط) المقبل.

والمرشحون الخمسة هم، حسب احتمالات الفوز بالمنصب:

أولا: الجنرال يوآف غالانت، قائد اللواء الجنوبي (51 عاما)، وهو مقرب جدا من باراك ولكنه على خلاف مع اشكنازي. كان يعرف بفظاظته وتطرفه، ولذلك فإن أصدقاءه قليلون. ولكن قيادته للحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة رفعت من أسهمه كثيرا. النقص المهني الوحيد الذي يعانيه هو أنه لم يخدم كنائب لرئيس الأركان، وتنقصه التجربة في القيادة العامة للجيش. ولكن، إذا أراده باراك، فإن تعيينه قبل 5 أو 6 أشهر ستتيح له التدرب، مع أن اختياره سيؤدي إلى توتر داخل رئاسة الأركان.

ثانيا: الجنرال بيني غينتس (50 عاما) النائب الحالي لرئيس الأركان، وهو مرشح مفاجئ، حيث إنه لم يكن مطروحا بجدية في الماضي. ولكن، وبسبب الخلاف بين باراك واشكنازي حول تعيين نائب لرئيس الأركان، إذ كان باراك يريد غالانت واشكنازي يريد قائد لواء الشمال، جادي آيزنقوط، تم اختيار حل وسط هو بيني غينتس. وشغل غينتس في الماضي منصب قائد اللواء الشمالي وملحقا للجيش في الولايات المتحدة وقائدا لقوات الجيش في الضفة الغربية.

ثالثا: الجنرال جادي آيزنقوط (49 عاما). حرب لبنان الثانية هي مصدر قوته ومصدر ضعفه. فهو كان قائدا بارزا في اللواء الشمالي خلالها، والتصقت به وصمة الإخفاقات في تلك الحرب. ولكنه في الوقت نفسه عين قائدا للواء الشمالي بعد الحرب وأوكلت إليه مهمة إعادة ترميم قوة الردع للجيش والإفادة من أخطاء تلك الحرب. ولهذا، يعتبر آيزنقوط مرشحا باحتمالات متوسطة.

رابعا: الجنرال جادي شمني (51 عاما)، وهو اليوم الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. وكان قائدا للواء المركز وسكرتيرا عسكريا لرئيس الحكومة. ولا يعتبر مرشحا قويا، لأنه لم يكن نائبا لرئيس الأركان ولم يبرز بشكل خاص في معارك عسكرية، وقادة معسكر اليمين لا يحبونه واتهموه بتصعيد موقف الجيش ضد المستوطنين في الضفة الغربية.

خامسا: الجنرال آفي مزراحي (53 عاما) قائد لواء المنطقة الوسطى في الجيش اليوم ورئيس قوات اليابسة في السابق. ولكنه ليس مرشحا جديا، ويقال إنه رشح نفسه فقط لكي يصبح اسما كبيرا ويحظى بمنصب كبير في الستقبل.

وعلى الرغم من أن المعلقين العسكريين في إسرائيل يجمعون على هذا الترتيب لأسماء المرشحين، فإنهم يتحفظون بالقول: «باراك قادر على مفاجأة الجميع واختيار مرشح غير متوقع». فمع أن اختيار رئيس الأركان هو في مسؤولية الحكومة كلها، فإن التقليد جرى على أساس أن يكون الرأي الحاسم هو رأي وزير الدفاع. واعتاد رؤساء حكومات إسرائيل على عدم الدخول في صدام مع وزير الدفاع في هذا الموضوع، باعتبار أن هذا الوزير هو الذي سيعمل معه، مع أن القانون يعطي الحق لرئيس الحكومة أن يجري هو أيضا مشاورات مع المرشحين، إلا أنهم امتنعوا عن استخدام هذا الحق.

وحسب الجنرال عوزي ديان، وهو نائب سابق لرئيس الأركان وكان من بين المرشحين لرئاسته، فإن باراك سيختار لقيادة الجيش الجنرال الذي يقتنع بأنه المناسب لمعالجة إيران وأذرعها في المنطقة، حماس وحزب الله. فإسرائيل، حسب قوله، تخوض حربا مع «الإرهاب العربي» عموما ومع الخطر الإيراني بكل توابعه، بما في ذلك التفكير في الخيار العسكري كوسيلة وحيدة للتخلص من التسلح النووي الإيراني. ومن سيتولى منصب القائد الأول للجيش، يجب أن يطرح على الطاولة ما هو تصوره لمواجهة التحديات.