اتفاق يمنح أبرز معاد للإسلام موقعا سياسيا مهما في هولندا

فيلدرز سيلعب دورا في الحكومة دون أن يتولى أي منصب فيها

TT

تبدأ، بعد غد، المشاورات الخاصة بتشكيل حكومة ائتلافية في هولندا. وعلى الرغم من أن هذه الحكومة سيشارك فيها فقط الحزب الليبرالي في في دي، الفائز في الانتخابات الأخيرة، والحزب الديمقراطي المسيحي، فإنها ستحظى بمساندة ودعم حزب الحرية، الذي يقوده اليميني المتشدد، خيرت فيلدرز، المشهور بعدائه الشديد للمسلمين، الذي دعا إلى فرض ضرائب على الحجاب.

وفي أعقاب التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن تشكيل الحكومة، أصبح فيلدرز مرشحا ليكون واحدا من اللاعبين البارزين في الساحة السياسية، ومشاركا في كل المشاورات الخاصة بالحكومة، وهي مناقشات يقودها إيفو أوبستلتين، الوسيط المعين من قبل ملكة هولندا، بياتريكس. وتأتي هذه المناقشات، التي قد تستغرق ثلاثة أسابيع، في أعقاب انتخابات يونيو (حزيران) الماضي، التي رفع فيها حزب الحرية، الذي يتزعمه فيلدرز، عدد أعضائه في البرلمان (المكون من 154 عضوا) إلى 24، في حين كان حزب يمين الوسط الليبرالي، بزعامة مارك روت، هو أكبر أحزاب البرلمان. ويأمل الأخير في الدخول في تحالف مع الديمقراطيين المسيحيين الذين كانوا يقودون الحكومة الماضية، إلا أن الحزبين ربما يضطران إلى الاعتماد على فيلدرز لإقرار تشريعات مهمة من خلاله، بما في ذلك سياسة التقشف. وإذا أتت هذه الصفقة ثمارها، فإن فيلدرز سيسير على خطى الحزب الشعبوي في الدنمارك المعادي للمهاجرين، الذي ظل خارج الحكومة، لكنه يدعم حكومة يمين الوسط.

وتبدو هولندا هذه الأيام منشغلة جدا بتشكيل الحكومة، خاصة بعد أن عاد أعضاء البرلمان من إجازتهم الصيفية، أول من أمس، وذلك لخوض نقاش خاص مع منسق المفاوضات لتشكيل الحكومة، رود لوبرس، حول تقدم المحادثات.

واستقبل جمهور عريض، ازدحم أمام البرلمان، قادة الأحزاب من اليمين واليسار، وهم يطلقون أحكامهم على فكرة تشكيل حكومة من الحزب الليبرالي، وحزب المسيحيين الديمقراطيين. وقال رود لوبرس إنه يأسف لأنه لم يكن قادرا على النظر في البدائل الأخرى، لكنه أضاف: «لم أجد أمامي إلا خيارات قليلة». من جهته، قال زعيم حزب العمل، يوب كوهين، إن خيرت فيلدرز هو الفائز الحقيقي، مضيفا: «هو اللاعب المتحكم بالدمى في مسرح العرائس، يحرك الخيوط من وراء الكواليس. يستحوذ على كل المزايا والفوائد، دون أن يتحمل أي مسؤولية». أما زعيمة حزب اليسار الأخضر، فيمكا هالسيما، فاعتبرت أن حكومة الأقلية تعد «أسوأ بديل يمكن تخيله». كما اتهمت زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، ماكسيم فرهاخن، بخيانة مبادئه. واقتبست كلمات له قالها ذات يوم في حق فيلدرز: «إنه ينشر الخوف والكراهية، وهو فقط متورط في الهدم والتدمير».

وأشار الإعلام الهولندي إلى أن أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي عبر البلاد غاضبون من اتفاق الائتلاف الحكومي مع حزب الحرية اليميني المتطرف، وبعض الأعضاء يفكرون في الاستقالة من الحزب، وقال الوزير السابق، بيرت دو فريس: «أنا مستاء بعمق. حزب الحرية هو آخر حزب أفكر في التعامل معه». وعبرت تقارير إعلامية عن مخاوف من أن قرار العمل مع حزب فيلدرز المعادي للإسلام قد يقسم المسيحيين الديمقراطيين، وقالت إن مسيحيين ديمقراطيين بارزين، وسياسيين محليين، وأعضاء مسلمين، غاضبون ويعارضون الاتفاق مع حزب الحرية.