تحقيقات مكثفة مع القيادي العوني الموقوف بتهمة «التعامل مع إسرائيل»

مصدر أمني يؤكد لـ«الشرق الأوسط» اضطلاعه بمهمات تمس أمن الدولة

TT

بقيت قضية توقيف القيادي في التيار «الوطني الحر»، العميد المتقاعد فايز كرم، الموقوف بتهمة التعامل مع إسرائيل في صدارة الاهتمام القضائي والأمني وفي مقدمة المتابعة السياسية، في ضوء ما يتسرب من معلومات عن الأدوار التي اضطلع بها في عمله التجسسي على ما يزيد على العشرين عاما.

وبينما تستمر تحقيقات فرع المعلومات معه، أكد مصدر أمني أن فايز كرم «بات الآن حلقة أساسية في مسلسل العملاء»، وأشار إلى أن «هذا الموقوف وبحسب اعترافاته الأولية اضطلع بمهمات تشكل خطرا على أمن الدولة ومؤسساتها»، وقال: «صحيح أنه لم يثبت حتى الآن تنفيذه عمليات أمنية لصالح العدو، إلا أن المهمات التجسسية التي أوكلت إليه تعتبر متميزة، خصوصا لناحية تكليفه من قبل الموساد بجمع معلومات عن شخصيات سياسية وعسكرية وقيادات حزبية هي دائما تحت المجهر الإسرائيلي». وهي إشارة إلى سعي إسرائيلي لاختراق حزب الله من خلال كرم، بحكم منصبه القيادي (التيار الوطني الحر)، ولصيقا برئيس التيار النائب ميشال عون الحليف المسيحي الأقوى لحزب الله.

وتوقع المصدر أن «يأخذ التحقيق الأولي مزيدا من الوقت مع كرم، لأن المحققين يتجنبون إجهاده واستجوابه لوقت طويل مراعاة لوضعه الصحي، وخصوصا أنه سبق أن أجرى عملية قلب مفتوح قبل سنوات». وسجلت أمس المزيد من المواقف المتعلقة بملف العملاء عموما، وبتوقيف كرم خصوصا، فأكد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أن «توقيف كرم لن يؤثر على العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، فالعلاقة مع الحزب محصنة لدرجة أنها لا تخرق»، وطالب الجميع بـ«التريث لمعرفة المعلومات النهائية»، معتبرا أن «كرم لم يكن مطلعا على ما يجري في اللقاءات بين السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون».

واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ أن الإعلان عن عمالة العميد فايز كرم «شكل صدمة كبيرة لنا جميعا»، مبديا أسفه لكون «هذه الخروقات دخلت إلى النسيج السياسي، لا سيما أن كرم هو في موقع القرار في التيار الوطني الحر». وطالب الصايغ «رئيس الجمهورية بدعوة القيادات إلى طاولة الحوار لبناء شبكة أمان وطنية في وجه العمالة، إذ إن حماية الوطن من العمالة لم يعد يقتصر فقط على الأجهزة الأمنية، إنما يجب أن يمتد إلى السياسيين». ونوهت كتلة «نواب زحلة» بـ«الجهود المشتركة لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في قضية توقيف العملاء»، مبدية استهجانها «لهذا التغلغل الكبير في القطاع والشرائح الاجتماعية كافة»، وطالبت بـ«وضع حد صارم لهذه الظاهرة وإنزال العقوبات المستحقة لوقف هذا التفلت الأمني الصارخ». وعلق عضو تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب عباس هاشم، على توقيف كرم، فرأى أنه «ليس هناك حماية لأحد»، مشددا على أن «العماد عون هو الوحيد غير المرتبط بأي جهات خارجية، وأنه يؤمن بالسقوط، ومن منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر».

وكانت عائلة العميد فايز كرم تمنت على وسائل الإعلام وقف التسريبات الإعلامية وإصدار الأحكام المسبقة قبل صدور أي قرار قضائي في حق العميد كرم وهو لا يزال يخضع للتحقيق حتى الساعة.