مصادر في سرايا القدس: الاتصالات بين حماس والجهاد منقطعة عسكريا ومتواصلة سياسيا

اتهمت كتائب القسام بإطلاق النار على معتقل من عناصرها

TT

أكدت مصادر في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن العلاقات بين تنظيمه وبين كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ساءت بعد الاشتباكات المسلحة التي جرت فجر الخميس بين عناصرهما، على الرغم من الوساطات السياسية المستمرة.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الاتصالات بين الجناحين المسلحين مقطوعة الآن بعد أن أقدمت كتائب القسام على إطلاق النار على عنصر من سرايا القدس بعد احتجازه.

وقالت المصادر «بعد الحادثة (الاشتباكات) اعتقلت كتائب القسام المجاهد الذي اشتبك معهم، وبعد إجراء اتصالات مكثفة اتفقنا معهم على تسليمه إلى مباحث غزة، وكانت المباحث جزءا من الاتفاق، لكننا تفاجأنا لاحقا أنهم أطلقوا النار على قدميه من مسافة قريبة وهو معتقل لديهم، وهو الآن في المستشفى تحت حراسات مشددة وتمنع زيارته». وأضافت «بعدها توترت الأمور وانقطعت الاتصالات ولجأنا إلى الإعلام». وتساءل المصدر «كيف يطلقون النار على أسير لديهم.. في أي شرع هذا.. نريد أن نفهم؟».

وكان عنصر من سرايا القدس بادر إلى إطلاق النار على عناصر من القسام إثر مشادة كلامية تطورت إلى اشتباكات. وأصدرت السرايا بيانا تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه قالت فيه: «أوضح مصدر مسؤول في سرايا القدس أنه في تمام الساعة 11.15 ليل الخميس وقعت مشادة كلامية بين أحد مجاهدي سرايا القدس أثناء توجهه لإحدى نقاط الرباط غرب مدينة غزة، ومجموعة من عناصر كتائب القسام كانوا يتواجدون في نقطة قريبة من مجاهدي السرايا، حيث بادر عناصر القسام بالاستهزاء بالمجاهد المرابط وبسرايا القدس وقياداتها، وتوجيه عبارات مسيئة ومحاولة الاعتداء عليه، مما اضطره للدفاع عن نفسه وإطلاق النار مما أدى لإصابة اثنين من القسام بجراح طفيفة».

وأضاف البيان «وبعد أن حدثت الواقعة استنفرت كتائب القسام عناصرها وقامت بملاحقة المجاهد الذي توجه لنقطة الرباط الخاصة به وتم اعتقاله ونقله لأحد المواقع القريبة من الحادثة والاعتداء عليه بالضرب المبرح». وتابع البيان «بدأت جهود الوساطة بين المنسق الخاص للسرايا والأخوة في المباحث بشرطة غزة وكتائب القسام، وتم الاتفاق على تسليم المجاهد المعتقل لدى القسام لمباحث غزة في الصباح والتحقيق معه وتقصي الحقائق حول ما جرى وأن يأخذ القانون مجراه أيا كانت النتائج.. ثم تفاجأنا في الصباح بعد الاتفاق الشامل الذي تم التوصل إليه بأن الأخ المجاهد تعرض لإطلاق نار في كلتا قدميه وألقي في مستشفى الشفاء على الرغم من أن المباحث أبلغت الأخ المنسق الخاص بالسرايا أن المجاهد بصحة تامة ولم يصب بأي أذى حتى الساعة الرابعة فجرا».

وحرصت السرايا على الرغم من بيانها هذا على القول إن «الأحداث المؤسفة التي وقعت ليل الخميس غرب مدينة غزة بين عناصر من السرايا والقسام لا تعدو كونها مشكلة عابرة لن تعكر صفو العلاقة الداخلية بين سرايا القدس وكل فصائل المقاومة».