16% من أطفال فلسطينيين دخلوا معتقلات إسرائيلية يشكون من اعتداءات جنسية من محققي «الشاباك»

TT

تعتقل القوات الإسرائيلية في السنة نحو 700 طفل فلسطيني، وتقدمهم للمحاكمة العسكرية بتهمة إلقاء الحجارة على سيارات إسرائيلية أو على الجنود. وشكا 97 في المائة منهم من التعرض للتعذيب، وشكا 14 في المائة منهم من تعرضهم لاعتداءات جنسية، أو لتهديد بالاعتداء الجنسي.

هذا ما كشفته الصحافية الإسرائيلية، عميرا هس، في صحيفة «هآرتس»، أمس، خلال تقرير لها فضحت فيه كيف اعتقل جنود إسرائيليون أطفالا من مدرستهم، ومن داخل الصفوف، ووجهت إليهم اتهامات بقذف الحجارة، ثم سُحبت القضية، بعد أن كاد محامي الدفاع إثبات أنهم استخدموا شهادات كاذبة أمام المحكمة.

وذكرت هس أن هذه القضية موجودة في المحاكم العسكرية الإسرائيلية منذ نحو سنتين، حين اعتقلت القوات الإسرائيلية مجموعة من الأطفال الفلسطينيين في مخيم العروب للاجئين، للاشتباه في أنهم قذفوا الحجارة على السيارات المارة بالمكان. وادعى الجنود بداية أنهم ضبطوا الأطفال متلبسين، وهم يقذفون الحجارة. ولكن، عندما استجوبهم المحامي من طرف مؤسسة «الضمير» الفلسطينية، محمود حسان، وواجههم بحقائق أخرى، اعترفوا بأنهم لم يروا الأطفال وهم يصيبون أي سيارة. واعترفوا أيضا أن قسما من الأطفال اعتقلوا وهم داخل بوابة المدرسة الزراعية المقابلة للمخيم. وفي الجلسة الأخيرة للمحكمة، أعلن المحامي أنه سيطلب جلب عدد من معلمي المدرسة لتقديم الإفادة، وأكد أنهم سيشهدون بأن الجنود اعتقلوا جميع الأطفال في المدرسة، بل إن بعضهم اعتقل وهم داخل الصفوف. وعندها، أعلنت النيابة أنها قررت سحب الملف من المحكمة، وعمليا إبطال الاتهامات. فتم إطلاق سراحهم.

وتقول هس إن هذه واحدة فقط من القضايا التي تظهر مدى التعسف في المحاكم العسكرية عموما، وتجاه الأطفال الفلسطينيين بشكل خاص، حيث إن المحكمة وافقت على اعتقالهم بناء على إفادات الجنود التي تبين أنها كاذبة. ولكن في هذه المرة حارب المحامي من أجل موكليه بكل قوة وإصرار، فانكشفت الحقيقة.

ولكن، في حالات أخرى كثيرة، انتهت المحاكم بقرارات إدانة وسجن لأطفال بشكل جائر. وذكرت أن عدد الأطفال الذين يعتقلهم الجيش الإسرائيلي في كل سنة يصل إلى 700 طفل. وقالت إن إحصاء، جرى مؤخرا، بيّن أن نحو 65 في المائة من هؤلاء الأطفال يتم اعتقالهم في ساعات ما بين منتصف الليل والساعة الرابعة فجرا. ومنذ اعتقالهم يتعرضون لشتى صنوف التنكيل والتعذيب: 97 في المائة منهم قالوا إنه جرى تكبيلهم بالأغلال لفترة طويلة، 92 في المائة منهم شكوا من تعصيب عيونهم لفترة طويلة، 69 في المائة منهم شكوا من تعرضهم للعنف الجسدي من قبل الجنود والمحققين، وشكا 50 في المائة من شتائم وإهانات كلامية، 49 في المائة منهم تعرضوا للتهديد بالعنف إذا لم يعترفوا، 32 في المائة منهم وقَّعوا على إفادات مكتوبة باللغة العبرية التي لا يجيدونها.