مقرب من خامنئي: أي هجوم أميركي علينا سيحقق حديث الخميني عن محو إسرائيل

نائب إيراني: المفاوضات مع أميركا لن تتم إلا بموافقة المرشد الأعلى

TT

حذر رجل دين إيراني بارز مقرب من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الولايات المتحدة من شن أي هجوم عسکري على إيران، مؤكدا أن مهاجمة إيران عسکريا سيعرض مصالح أميركا في العالم للخطر، وجاء ذلك بينما جددت طهران أمس التأكيد على قدرتها في صد «أي عدوان» يقع على أراضيها جراء أزمتها مع الغرب بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

ونقلت وكالة أنباء «إيرنا» عن إمام الجمعة المؤقت في طهران، آية الله أحمد خاتمي، المقرب من خامنئي، أنه «إذا قامت أميركا بتحريض الکيان الصهيوني بشن هجوم عسکري على إيران، فإن حديث الإمام الخميني (مؤسس الجمهورية الإسلامية) الذي أکد أن إمحاء إسرائيل من خريطة العالم سيتحقق».

وأشار خاتمي إلى تصريحات مايك مولن، رئيس هيئة الأرکان المشترکة للجيش الأميركي عن وجود خطة جاهزة لمهاجمة إيران في حال امتلاكها سلاحا نوويا، وقال مخاطبا مولن إن «تهديداتکم الجادة أو غير الجادة لا نعتبرها تهديدا ولا نعتبر أيضا مفاوضاتکم بمثابة مفاوضات، لأن الحکومة الأميركية هي حکومة الخداع والکذب وغير ملتزمة بالقوانين الدولية». كما اعتبر رجل الدين الإيراني التصريحات الأميركية أنها تدخل في سياق «الحرب النفسية».

في غضون ذلك، قال اللواء عطاء الله صالحي، القائد العام للجيش الإيراني إن القوات المسلحة الإيرانية «ستقمع أي عدوان أجنبي على أرض الوطن»، مؤكدا قدرة بلاده على مواجهة أي هجوم.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، شبه الرسمية، عن صالحي، قوله، أمس، في مدينة همدان، غرب إيران، على هامش تنفيذ المرحلة الثالثة من المناورات الجوية، إن تنفيذ مثل هذه المناورات «لن يشكل أي تهديد للدول الجارة والشقيقة بالمنطقة، بل إنها رسالة إلى أولئك الذين تسول لهم أنفسهم التفكير في الاعتداء على أرض الوطن».

ويتهم الغرب الجمهورية الإسلامية بالسعي لإنتاج القنبلة النووية، الأمر الذي تنفيه طهران مؤكدة أن برنامجها النووي لأغراض سلمية. وفرضت الأمم المتحدة سلة عقوبات رابعة على إيران مؤخرا، بينما اتخذت الولايات المتحدة إجراءات أحادية الجانب استهدفت بنوكا وشركات تتعامل مع النظام الإيراني، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عن عقوبات تستهدف قطاع الطاقة. غير أن مسؤولين غربيين وإسرائيليين اعتبروا أن العقوبات غير كافية لردع إيران عن برنامجها النووي، داعين إلى جعل جميع الخيارات، من بينها العسكرية، مفتوحة في التعامل مع الجمهورية الإسلامية.

وفي سياق متصل، قال نائب إيراني إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، برئاسة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، له الصلاحيات بالسماح بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، لكن القرار النهائي للمجلس يأتي بعد بموافقة خامنئي.

وجاءت تعليقات النائب ردا على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس والتي أشار فيها إلى أن بلاده تسعى وراء حل سلمي تفاوضي لأزمة الملف النووي الإيراني.

ونقلت وكالة الأنباء العمالية عن النائب علاء الدين بروجردي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، أن القرار النهائي للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يجب أن يتم بعد موافقة خامنئي لكي يصبح فاعلا.

وبحسب النائب الإيراني، فإنه ليس لدى الولايات المتحدة «سجل نظيف» في تعاملاتها مع إيران، سواء قبل اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 أو ما بعدها، وأن «العقوبات الأميركية الأخيرة واحدة من الإجراءات التي اتخذت بالضد من إيران».

وأوضح النائب الإيراني أن «لدى إيران أجندة تتضمن إجراء حوارات مع مجموعة فيينا، التي تعتبر الولايات المتحدة عضوا فيها، لكن إجراء محادثات مباشرة مع أميركا يعتبر أمرا آخر».

وكان البيت الأبيض قد أعلن مؤخرا رفضه دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى إجراء محادثات وجها لوجه مع الرئيس أوباما وأمام وسائل الإعلام.

وفي تطور لاحق أمس، قال خامنئي إن وجود القوات الأجنبية في أفغانستان «شر وفساد»، واعتبر التعاون بين إيران وطاجيكستان وأفغانستان، الناطقة بالفارسية، ضروري للغاية ومن «الأمور التي يجب تنفيذها بأسرع وقت ممكن»، مضيفا أن «مثل هذا التعاون هناك من يعارضه فيحاول الإخلال به إلا أنه يجب التصدي لمثل هذه المحاولات بكل يقظة وفطنة».

وجاءت تصريحات خامنئي خلال لقائه الرئيسين: الأفغاني حميد كرزاي، والطاجيكي إمام علي رحمانوف، بحضور أحمدي نجاد، على هامش قمة طهران للدول الناطقة بالفارسية.

وكان نجاد قد دعا، أول من أمس، على هامش القمة، إلى تشكيل قوة إيرانية - أفغانية - طاجيكية لموازنة قوة الناتو في آسيا عند انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة.

وأكد البيان الختامي للقمة الذي صدر مساء أول من أمس «استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية».